هل وصل القرءان الكريم إلينا كاملاً وغير محرف بالتواتر، ومن الّذي جمعه وكتبه؟ (5)

Raed's picture
Author: Raed / Date: Wed, 01/27/2021 - 20:37 /

 

 هل وصل القرءان الكريم إلينا كاملاً وغير محرف بالتواتر، ومن الّذي جمعه وكتبه؟ (5) 

 

10. سنّة وسيرة وأقاويل كثيرة وأحاديث "ذات قداسة"، وتفاسير مختلفة، وأساطير، نجدها في سائر الأديان المختلفة:

إنَّ كُفر الأعراب (العرب) قوم الرسول محمد عليه السلام هو تمامًا ككفر باقي الأقوام السابقة. لا فرق في الكفر والإشراك ما بين قوم الرسول محمد والأقوام السابقة من أهل الكتاب، فالنفس البشريِّة واحدة في جميع الأمم، ولو اختلفت الأزمان والحضارات والعادات والتقاليد، والتاريخ يُعيد نفسه. إنَّ كل أمّة جاءها رسول فعلت كما فعل  أشياعها من قبل. فكما كفر وأشرك وحرَّف السابقون كفر وأشرك وحرَّف اللاحقون، وكما كتب وألّف السابقون كَتَبَ وألّف اللاحقون، وكما فسَّر السابقون فسَّرَ اللاحِقون، وكما جاء السابقون بأساطير جاء اللاحِقون بأساطير. لقد ابتدعت كل أمّة وحي سنّة (دين) خاص بها وقالت أنه من عند الله وأنّ الله أمرهم به وأنّ رسولهم وصّاهُم بهذا، وأنَّ دينهم هو دين الحق، وأنَّ نبيهم ورسولهم هو أفضل رسول وأقرب إلى الله، وأنهم الشعب المحبوب والمختار والمفضل عند الله، وأنهم سوف تكون لهم الشفاعة والخلاص وسوف يدخلون الجنة في الآخرة. والمشكلة العُظمى هي أنهم يضعون اللوم على الله في قولهم هذا وفي كفرهم وإشراكهم وفي دينهم الباطل، تبرِأة  لأنفسهم.

سوف أعطيكم من خلال السُوَر التالية فكرة عن نوعية إيمانهم، وعما ابتدعوه من أديان وقوانين مختلفة كاذبة ومن كُفر وإشراك. أي سوف أعطيكم فكرة عمّا قالوه (أي فعلوه) وما زالوا يفعلونه من أحاديث وأقاويل وقصص كاذبة ومعتقدات باطلة وقوانين مُختلِفة، أي عما كتبوه وأبدوه في كتبهم وقراطيسهم أو أخفوه في أنفُسِهِم، كعِبرة لما فعله قوم الرسول وكدليل على أحاديثهم. وسوف أعطيكم في الوقت نفسه فكرة عمّا قاله الله تعالى لهؤلاء وكيف أجابهم في دينه الحق.
 

الآيات والأمثلة التّي تُبيِّن ما كانوا يسطرون قي دينهم (قراطيسهم) في زمن الرسل السابقين وفي زمن محمد وبعد زمن محمد، وفي زمننا الحالي، تلك الآيات لا تُعد ولا تُحصى في القرءان الكريم، فالتاريخ يُعيد نفسه. وسوف آتي إلى ذكر البعض منها:
 

يُرجى منكم الانتباه للألوان:
اللون الأحمر هو ما قالته (ما سطرتهُ) جميع الأقوام من دون استثناء في دينهم الباطل، أي في كُتُبِهم الباطلة وأحاديثهم وتفاسيرهم وشريعتهم وقراطيسهم..
اللون الأخضر هو ما قاله الله تعالى (ما سطرهُ) من دين كدحض وإزهاق لما سطروه في دينهم..

سورة البقرة
وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ ﴿٧٨﴾ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَٰذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ۖ فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ ﴿٧٩﴾ وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً ۚ قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ ۖ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿٨٠﴾ بَلَىٰ مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴿٨١﴾ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴿٨٢﴾.​

("وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً"
تمامًا كما قال قوم الرسول محمد عليه السلام والسلف في كُتُب التُراث وفي تفاسيرهم الباطلة، إفتراءً على الله تعالى الكذِب وعلى رسولِه، بأنهم سوف يدخلون جهنم ويتعذّبون قليلًا ومن ثُمَّ سوف يخرجون منها بشفاعة محمد أو أهل البيت أو الأولياء أو غيرهم...)

 

سورة آل عمران
أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَىٰ كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّىٰ فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ ﴿٢٣﴾ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ ۖ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ ﴿٢٤﴾.

("ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ"
تمامًا كما قال العرب قوم الرسول محمد عليه السلام والسلف في كُتُب التُراث وفي تفاسيرهم الباطلة، إفتراءً على الله تعالى الكذِب وعلى رسولِه، بأنهم سوف يدخلون جهنم ويتعذّبون قليلًا ومن ثُمَّ سوف يخرجون منها بشفاعة محمد أو أهل البيت أو الأولياء أو غيرهم...)

 

سورة البقرة
وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ ۗ تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ ۗ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴿١١١﴾ بَلَىٰ مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿١١٢﴾.​

("وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ"

تمامًا كما يقولون في كُتُب التُراث الباطلة، بأن "المسلمين" أمة محمد قوم الرسول بجميع أحزابهم وطوائفهم، هُم فقط من سيدخلون الجنَّة...)
 

سورة البقرة
وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ تَهْتَدُوا ۗ قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۖ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿١٣٥﴾.

("وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ تَهْتَدُوا"
تَمامًا كما تقول الجماعات المتأسلمة في كُتُبِها الباطلة، بأنَّ من يكون منهم فقد اهتدى إلى الجنة، لأن مذهب كلِّ طائفة منهم هو الدين الحقّْ وهو الّذي يهدي إلى الجنة...)

 

سورة البقرة
وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا ۗ أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ ﴿١٧٠﴾.

("وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا"
تمامًا كما يحصل الآن مع قومنا الّذين يُسمون أنفسهم "بالمُسلمين" عندما ندعوهم لاتباع فقط دين الله وحده لا شريك له، أي فقط كتابه، ونبذ جميع كُتُب التُراث، فيقولون بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا، أي يُصِرون على اتباع دين آباءهم، أي دين سلفِهِم الطالِح وكُتُب التُراث، إن كان سُنِّيًّا أو شيعِيًّا، أو غيره...)

 

سورة المائدة
وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَىٰ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا ۚ أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ ﴿١٠٤﴾.

("وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَىٰ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا"
تمامًا كما يحصَل الآن مع قومنا الّذين يُسمون أنفسهم "بالمُسلمين" عندما ندعوهم لاتباع فقط دين الله وحده لا شريك له، أي فقط كتابه الّذي أنزله إلى الرسول وأرسله بِهِ، ونبذ جميع كُتُب التُراث، فيقولون حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا، أي يُصِرون على اتباع دين آباءهم، أي دين سلفِهِم الطالِح وكُتُب التُراث، إن كان سُنِّيًّا أو شيعِيًّا، أو غيره...)

 

سورة لقمان
وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا ۚ أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَىٰ عَذَابِ السَّعِيرِ ﴿٢١﴾.

("وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا"
تمامًا كما يحصَل الآن مع قومنا الّذين يُسمون أنفسهم "بالمُسلمين" عندما ندعوهم لاتباع فقط دين الله وحده لا شريك له، أي فقط كتابه الّذي أنزله إلى الرسول وأرسله بِهِ، ونبذ جميع كُتُب التُراث الشيطانِيَّة، فيقولون بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا، أي يُصِرون على اتباع دين آباءهم أي دين سلفِهِم الطالِح وكُتُب التُراث، إن كان سُنِّيًّا أو شيعِيًّا، أو غيره...)

 

سورة البقرة
وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَىٰ عَلَىٰ شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَىٰ لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَىٰ شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ ۗ كَذَٰلِكَ قَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ ۚ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ﴿١١٣﴾.​

("كَذَٰلِكَ قَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ"
هُم العرب قوم الرسول باختلاف مذاهبهم وطوائفهم (سُنَّة أو شيعة، أو غيره...)، قالوا أنَّ دينهم هو الأصح والأفضل وأنَّ الأديان الأخرى السابقة باطلة. ولكنهم تناسوا بأنهم قالوا تمامًا كما قالت تلك الأديان وأنهم أصبحوا على شاكلتهم وفي حُكمِهِم...)

 

سورة المائدة
وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَىٰ نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ ۚ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ ۖ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ ۚ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ ۚ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا ۖ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ ﴿١٨﴾.

("وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَىٰ نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ"
تمامًا كما قال السلف في كُتُبِ تُراثِهم بأنّ الله تعالى اصطفى أمة محمد دونًا عن سائر الأمم (نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ) وأنّها الأمة الوحيدة المُفضَلّة والمحبوبة عنده (وَأَحِبَّاؤُهُ)...)

 

سورة المائدة
وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ ۚ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا ۘ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ ۚ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا ۚ وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ۚ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ ۚ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا ۚ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ﴿٦٤﴾.

("وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ"
أي أنَّ الله حاشاه بخيل لا يعطي الناس الخير لا في الدنيا ولا في الآخرة، أي أنَّ دينه لا يُعطي خيرًا أو مصلحة لا في هذه الدنيا ولا يشفع فيُدخِل الجنة في الآخرة، أي لا يُفيد الناس اتباعه شيئًا.
تمامًا كما قال قوم الرسول وأئمّة الكفر والضّلالة في كُتُبِهِم، بأنَّ الله حاشاه لا يُعطينا خيرًا لا في الدنيا ولا في الآخرة، أي أنَّ دين الله عزّ وجل (القرءان الكريم) هو دين بخيل لا يوجد فيه خير لنا، ومن ثَمَّ لا ينفعنا في هذه الدنيا ولا ينفعنا فيشفع لنا ويُدخلنا الجنّة في الآخرة، على عكس "دينهم الشفيع" وحي السنة الباطل...)

 

سورة آل عمران
لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ ﴿١٨١﴾ ذَٰلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ﴿١٨٢﴾ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا أَلَّا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّىٰ يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ ۗ قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴿١٨٣﴾ فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ جَاءُوا بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَالْكِتَابِ الْمُنِيرِ ﴿١٨٤﴾.

("لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ"
لقد صنعوا أديانًا في قراطيس وقالوا وكتبوا فيها أنَّ الله حاشاه فقير وهُم أغنياء. أي أنَّ الله حاشاه لا يستطيع أن يعطي الناس خيرًا لا في الدنيا ولا في الآخرة، أي أنَّ دينه لا يُعطي خيرًا لا في هذه الدنيا ولا يشفع ويُدخِل الجنة في الآخرة، أي لا يُفيد الناس اتباعه شيئًا. أمّا هُم، فهُم أغنياء لأنَّ دينهم يستطيع أن يُعطي الناس المتاع والمصالِح الدُنيَوِيَّة مع الضَّمان لهم بالشفاعة والخلاص وبالتالي إعطاءهم الجنَّة في الآخرة. تمامًا كما قال قوم الرسول وأئمّة الكفر والضّلالة في كُتُبِهِم، بأنَّ الله حاشاه لا يُعطينا خيرًا لا في الدنيا ولا في الآخرة، أي أنَّ دين الله عزّ وجل (القرءان الكريم) هو دين فقير لا يوجد فيه خير لنا، ومن ثَمَّ لا ينفعنا في هذه الدنيا ولا ينفعنا فيشفع لنا ويُدخلنا الجنّة في الآخرة، على عكس شفاعة محمد أو أهل البيت أو الأولياء أو غيرهم...
"الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا أَلَّا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّىٰ يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ"
تمامًا كما فعلت جميع الأقوام وما ابتدعوه من أديان باطلة كذِبًا وبُهتانُا على لِسان رُسُلِهِم، كقرابين وطقوسِ مُشرِكة فاسِقة يتقرّبون بها إلى الله، ظنًّا منهم أنَّ الله عَهِدَ إليهم بهذا الدين وبتلك القرابين المُبتدعة منهم والّتي أنزلها على رسولِهِم دونًا عن سائر الأنبياء والرُسُل، والّذي هو الرسول المُفضَّل عند الله. بظنِّهِم أنها هي القرابين  الحقّة الّتي أتى بها رسولهم وأنَّ الله عهِدَ إليهم بها افتراءً الكذِب عليه وعلى رُسُلِهِ. مثالاً لذلك جميع الأمم، فكل أمّة لا تؤمن إلّا بدينها وبقرابينها وطقوسِها ​الّتي صنعتها وافترتها في قراطيسها، وأكبرهم مثالاً العرب قوم الرسول...)

 

سورة البقرة
وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا ۗ سُبْحَانَهُ ۖ بَلْ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ ﴿١١٦﴾.​

("وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا"
عبرةً لما قال قوم محمد بأنَّ الله حاشاه اتَّخذ محمدًا شريكًا معه في المُلك في الدُنيا والآخرة، فهو خلق جميع هذا الكون ومن فيه من أجلِهِ فقط وكتب على عرشِهِ (حاشاه) "لا إلآه إلّا الله محمد رسول الله" وملَّكه كل شيء، سُبحانه وتعالى عمّا يصِفون. وقولهم الباطل هذا يدل على أنّ الله حاشاه لم يتخذ محمدًا ولدًا فحسب، بل أكثر من ذلك أعطاه صِفة الألوهية...)

 

سورة يونس
قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا ۗ سُبْحَانَهُ ۖ هُوَ الْغَنِيُّ ۖ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۚ إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بِهَٰذَا ۚ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿٦٨﴾ قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ ﴿٦٩﴾ مَتَاعٌ فِي الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ نُذِيقُهُمُ الْعَذَابَ الشَّدِيدَ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ ﴿٧٠﴾.

("قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا"
كصُنّاع الأديان: عبرة لجميع الأقوام من دون استثناء، أكبرهم مثالاً العرب قوم الرسول لقولهم أنَّ الله اصطفى محمدًا دونًا عن سائر الخلق وجعله شريكًا له في الملك وكأنَّه حاشاه اتّخذه ولدًا، فجعله يحكم في الدنيا والآخرة بدلًا عنهُ...)

 

سورة الأنبياء
وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَٰنُ وَلَدًا ۗ سُبْحَانَهُ ۚ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ ﴿٢٦﴾ لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ ﴿٢٧﴾ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَىٰ وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ ﴿٢٨﴾.​

("وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَٰنُ وَلَدًا"
كصُنّاع الأديان: عبرة لجميع الأقوام من دون استثناء، أكبرهم مثالاً العرب قوم الرسول لقولهم أنَّ الله اصطفى محمدًا دونًا عن سائر الخلق وجعله شريكًا له في الملك وكأنَّه حاشآه اتّخذه ولدًا، فجعله يحكم في الدنيا والآخرة بدلًا عنهُ...)

 

سورة مريم
وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَٰنُ وَلَدًا ﴿٨٨﴾ لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا ﴿٨٩﴾ تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا ﴿٩٠﴾ أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَٰنِ وَلَدًا ﴿٩١﴾ وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَٰنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا ﴿٩٢﴾.​

("وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَٰنُ وَلَدًا"
كصُنّاع الأديان: عبرة لجميع الأقوام من دون استثناء، أكبرهم مثالاً العرب قوم الرسول لقولهم أنَّ الله اصطفى محمدًا دونًا عن سائر الخلق وجعله شريكًا له في الملك وكأنَّه حاشآه اتّخذه ولدًا، فجعله يحكم في الدنيا والآخرة بدلًا عنهُ...)

 

سورة الكهف
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا ﴿١﴾ قَيِّمًا لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا ﴿٢﴾ مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا ﴿٣﴾ وَيُنْذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا ﴿٤﴾ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآبَائِهِمْ ۚ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ ۚ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا ﴿٥﴾.

("الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا"
كصُنّاع الأديان: عبرة لجميع الأقوام من دون استثناء، أكبرهم مثالاً العرب قوم الرسول لقولهم أنَّ الله اصطفى محمدًا دونًا عن سائر الخلق وجعله شريكًا له في الملك وكأنَّه حاشآه اتّخذه ولدًا، فجعله يحكم في الدنيا والآخرة بدلًا عنهُ...)

 

سورة المائدة
لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ ۚ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ۗ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا ۚ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿١٧﴾.​

("لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ"
كصُنّاع الأديان: عبرة لجميع الأقوام من دون استثناء، أكبرهم مثالاً العرب قوم الرسول لقولهم أنَّ الله جعل محمدًا شريكًا له في الملك وجعله يحكم في الدنيا والآخرة بدلًا عنهُ، فيُصبِح بالتالي الله هو محمد...)

 

سورة المائدة
وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ۚ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللَّهُ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ ﴿١٤﴾ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ۚ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ ﴿١٥﴾   يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴿١٦﴾ لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ ۚ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ۗ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا ۚ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿١٧﴾.

("لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ"
كصُنّاع الأديان: عبرة لجميع الأقوام من دون استثناء، أكبرهم مثالاً العرب قوم الرسول لقولهم أنَّ الله جعل محمدًا شريكًا له في الملك وجعله يحكم في الدنيا والآخرة بدلًا عنهُ، فيُصبِح بالتالي الله هو محمد...)

 

سورة المائدة
لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ ۖ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ ۖ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ ۖ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ ﴿٧٢﴾ لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَٰهٍ إِلَّا إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۚ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿٧٣﴾ ..... ﴿٧٤﴾ مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ ۖ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ ۗ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ ﴿٧٥﴾ قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا ۚ وَاللَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴿٧٦﴾.

("لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ"
"لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ"
كصُنّاع الأديان: عبرة لجميع الأقوام من دون استثناء، أكبرهم مثالاً العرب قوم الرسول أنَّ الله خلق الكون في سبيل محمد، وجعله شريكًا له في الملك، وجعله يحكم بدلًا عنهُ في الدنيا والآخرة، وجعل محمدًا يكمل ويخرق السماوات لمقابلتِهِ ولم يسمح للروح القُدُس جبريل بأن يخرق وإلّا لاحتَرَق. فيُصبِح بالتالي محمد هو الإلَه الآب وهو الإبن المُصطفى وهو الرّوح القُدُس...)

 

سورة النساء
يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ ۚ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَىٰ مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ ۖ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ۖ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ ۚ انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ ۚ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۖ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا ﴿١٧١﴾.

("وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ"
كصُنّاع الأديان: عبرة لجميع الأقوام من دون استثناء، أكبرهم مثالاً العرب قوم الرسول أنَّ الله خلق الكون في سبيل محمد، وجعله شريكًا له في الملك، وجعله يحكم بدلًا عنهُ في الدنيا والآخرة، وجعل محمدًا يكمل ويخرق السماوات لمقابلتِهِ ولم يسمح للروح القُدُس جبريل بأن يخرق وإلّا لاحتَرَق. فيُصبِح بالتالي محمد هو الإلَه الآب وهو الإبن المُصطفى وهو الرّوح القُدُس...)

 

سورة البقرة
وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً ۖ قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا ۖ قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ ﴿٦٧﴾ قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ ۚ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَٰلِكَ ۖ فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ ﴿٦٨﴾ قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا لَوْنُهَا ۚ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ ﴿٦٩﴾ قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ ﴿٧٠﴾ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ وَلَا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لَا شِيَةَ فِيهَا ۚ قَالُوا الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ ۚ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ ﴿٧١﴾ وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا ۖ وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ ﴿٧٢﴾ فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا ۚ كَذَٰلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَىٰ وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴿٧٣﴾ ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَٰلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً ۚ وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ ۚ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ ۚ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴿٧٤﴾   أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴿٧٥﴾ وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَا بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ قَالُوا أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَاجُّوكُمْ بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴿٧٦﴾ أَوَلَا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ  ﴿٧٧﴾.

("قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا"
"قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ"
"قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا لَوْنُهَا"
"قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ"
"قَالُوا الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ ۚ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ"
"وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَا بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ قَالُوا أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَاجُّوكُمْ بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ"
تلك الآيات البينات تُبيِّن لنا كيف يحاول أكثر الناس التهرب من اتباع دين الله (التهرُّب من أن يذبحوا بقرة) ونبذ دينهم الباطل (البَقَر الّذي تشابه عليهم) بشتّى الوسائل  وبالحجج العقيمة والأعذار الواهية والنِّفاق والّلف والدوران بعد ما جاءهم من علم. تمامًا كما يفعل أكثر الناس الآن في زمننا عندما نأمرهم أن يذبحوا بقرة  (يتبعوا  القرءان). على الأخصّ قوم الرسول محمد عليه السلام، فنحن عندما ندعوهم لاتِّباع القرءان ونبذ دينهم الباطل وقراطيسهم (البقر الّي تشابه عليهم)، يتهرّبون بالجدالات العقيمة وبالكذِب والنِّفاق وباللّف والدوران...)

 

سورة البقرة
وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ ﴿٨﴾ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ ﴿٩﴾ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ ﴿١٠﴾
 وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ ﴿١١﴾ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَٰكِنْ لَا يَشْعُرُونَ ﴿١٢﴾ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ ۗ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَٰكِنْ لَا يَعْلَمُونَ ﴿١٣﴾ وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَىٰ شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ ﴿١٤﴾ اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ﴿١٥﴾.
("وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ"
تمامًا كما يقول أكثر الناس، بالأخص قوم الرسول العرب (الأعراب) بأنهم "آمنوا بالله وباليوم الآخر وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ"...
"وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ"
وإذا قلنا لهُم "لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ" باتباعكم لوحي السنة الباطل، فيقولون لنا "إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ" باتباعنا لهذا الوحي الحق...
"وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ"
وإذا قلنا لهُم "آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ" المؤمنون، فيقولون لنا "أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ" الجهلاء ضعفاء العقل والدين...
"وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَىٰ شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ"
تشابهت قلوبهم وتشابه نفاقهم، وتشابهت شيطنتهُم وشياطينهم، وتشابه استهزاؤهم، وتشابه تكبرهم، وتشابهت قلوبهم المريضة، وتشابه كفرهم وإشراكهم...)

 

سورة البقرة
وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ ۚ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ
  ﴿٨٩﴾ بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ بَغْيًا أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَىٰ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ۖ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَىٰ غَضَبٍ ۚ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ ﴿٩٠﴾ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا نُؤْمِنُ بِمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءَهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَهُمْ ۗ قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴿٩١﴾ وَلَقَدْ جَاءَكُمْ مُوسَىٰ بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ ﴿٩٢﴾ وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا ۖ قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ ۚ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴿٩٣﴾.
("وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا نُؤْمِنُ بِمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا"
"خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا ۖ قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا"
كصُنّاع الأديان: كما قالت وفعلت جميع الأقوام من دون استثناء، خاصَّة العرب قوم الرسول يعتبرون أنفُسَهُم مؤمنين، ولكن عندما ندعوهم "للإيمان بما أنزل الله" (وحي القرءان) فيقولون لنا "نُؤْمِنُ بِمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا" (وحي السُنَّة الكاذِب)، أي يقولون لنا "سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا"...)

 

سورة الأنعام
وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَىٰ بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ ۗ قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَىٰ نُورًا وَهُدًى لِلنَّاسِ ۖ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا ۖ وَعُلِّمْتُمْ مَا لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلَا آبَاؤُكُمْ ۖ قُلِ اللَّهُ ۖ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ ﴿٩١﴾ وَهَٰذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَىٰ وَمَنْ حَوْلَهَا ۚ وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ ۖ وَهُمْ عَلَىٰ صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ ﴿٩٢﴾ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ ۗ وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ ۖ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ ﴿٩٣﴾.

("إِذْ قَالُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَىٰ بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ"
"وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ"
كصُنّاع الأديان: كما فعل جميع الأقوام من دون استثناء، خاصَّة العرب قوم الرسول بما سطروه في قراطيسهم. لقد جعلوا وحي السُنَّة الباطِل وحيًا أوحِيَ إليهِم ("قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ")، وأنزلوا الأحاديث القُدسِيَّة الكاذبة ("قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ") تمامًا كما أنزَلَ الله القدوس (القرءان)، فيكونون بذلك قد افتروا على الله الكذِبَ، وطعنوا  بمصداقِيَّة القرءان ونفوا أنه أُنزِل على مُحمد، وبذلك يكون ("مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَىٰ بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ")...)

 

سورة الأنعام
وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالْأَنْعَامِ نَصِيبًا فَقَالُوا هَٰذَا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهَٰذَا لِشُرَكَائِنَا ۖ فَمَا كَانَ لِشُرَكَائِهِمْ فَلَا يَصِلُ إِلَى اللَّهِ ۖ وَمَا كَانَ لِلَّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلَىٰ شُرَكَائِهِمْ ۗ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ ﴿١٣٦﴾ وَكَذَٰلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلَادِهِمْ شُرَكَاؤُهُمْ لِيُرْدُوهُمْ وَلِيَلْبِسُوا عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ ۖ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا فَعَلُوهُ ۖ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ ﴿١٣٧﴾ وَقَالُوا هَٰذِهِ أَنْعَامٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ لَا يَطْعَمُهَا إِلَّا مَنْ نَشَاءُ بِزَعْمِهِمْ وَأَنْعَامٌ حُرِّمَتْ ظُهُورُهَا وَأَنْعَامٌ لَا يَذْكُرُونَ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا افْتِرَاءً عَلَيْهِ ۚ سَيَجْزِيهِمْ بِمَا كَانُوا يَفْتَرُونَ ﴿١٣٨﴾ وَقَالُوا مَا فِي بُطُونِ هَٰذِهِ الْأَنْعَامِ خَالِصَةٌ لِذُكُورِنَا وَمُحَرَّمٌ عَلَىٰ أَزْوَاجِنَا ۖ وَإِنْ يَكُنْ مَيْتَةً فَهُمْ فِيهِ شُرَكَاءُ ۚ سَيَجْزِيهِمْ وَصْفَهُمْ ۚ إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ ﴿١٣٩﴾ قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُوا أَوْلَادَهُمْ سَفَهًا بِغَيْرِ عِلْمٍ وَحَرَّمُوا مَا رَزَقَهُمُ اللَّهُ افْتِرَاءً عَلَى اللَّهِ ۚ قَدْ ضَلُّوا وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ ﴿١٤٠﴾.

(كصُنّاع الأديان، كما فعل جميع الأقوام، وخاصَّة العرب قوم الرسول:
"فَقَالُوا هَٰذَا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهَٰذَا لِشُرَكَائِنَا"
لقد قالوا "هَٰذَا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ"، أي أنَّ إيمانهم بالقرءان هو لله. "وَهَٰذَا لِشُرَكَائِنَا"، أي أنَّ إيمانهم بوحي السُنَّة هو لِسَلَفِهِم ولبُخاري ومُسلِم ولأولياءهم ولمِلَّتِهِم، الّذين أشركوا الله بِهِم...
"وَقَالُوا هَٰذِهِ أَنْعَامٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ لَا يَطْعَمُهَا إِلَّا مَنْ نَشَاءُ بِزَعْمِهِمْ"
لقد قالوا "هَٰذِهِ أَنْعَامٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ لَا يَطْعَمُهَا إِلَّا مَنْ نَشَاءُ"، تمامًا كما قالوا لنا أنَّ هذا القرءان هو حِجرٌ علينا، أي محظور ومُحرَّمِ علينا أن نقرأه أو نتدبَّره أو نتعلَّمه أو نفهمه من دون إمام أو مفتِي أو عالم دين أو كُتُب تفاسير السَّلف وشرائعهم ومذاهبهم المختلفة، أي من دون تفاسير وحي السُنَّة الباطِل...
"وَأَنْعَامٌ حُرِّمَتْ ظُهُورُهَا"
ولقد حرَّموا علينا ظهور الأنعام (رسالات الله، القرءان الكريم)، أي حرَّموا علينا أن تحمِل "الأنعام" أثقالنا، أي أن يَحمِل القرءان أوزارنا فيَضع عنّا إصرنا والأغلال الّتي كانت علينا فيُدخِلنا الجنة...
"وَأَنْعَامٌ لَا يَذْكُرُونَ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا افْتِرَاءً عَلَيْهِ"
ولقد ابتدعوا وحيًا آخر غير وحي القرءان سمّوه بوحي السُنَّة في قراطيسهم الباطلة لكي "لا يذكروا إسم الله على الأنعام" الّتي هي رسالاتِهِ وكُتُبِهِ، أي لكَي لا يذكروا  عِلم الله الّذي وضعه لنا في القرءان "افتراءً عليه"...
"وَقَالُوا مَا فِي بُطُونِ هَٰذِهِ الْأَنْعَامِ خَالِصَةٌ لِذُكُورِنَا وَمُحَرَّمٌ عَلَىٰ أَزْوَاجِنَا"
ولقد أحَلّ وحرَّم علماء الدين ما يشاؤون في قراطيسهم (وحي السنة الباطل)، فجعلوا خيرات القرءان الّتي "في بطون الأنعام" (آيات الخير والحُسنى وصِفات التَّقوى الّتي في القرءان) حلالًا لهم ولِذُكورِهِم في الدنيا والآخرة ("خَالِصَةٌ لِذُكُورِنَا")، دونًا عن إناثِهِم. أي أنّهُم حرّموا خير القرءان على أزواجِهِم ("وَمُحَرَّمٌ عَلَىٰ أَزْوَاجِنَا"). تمامًا كما أحلّوا الجنَّة "لِذكورِهِم" و"حرموها على أزواجِهِم" (إناثِهِم) بقولِهِم الفاسِق في قراطيسِهِم ((أنَّ أكثر أهل النار هُم من النِّساء))، وهُم بذلك يكونون قد حرَّموا القرءان على "أزواجهم"، وكأنَّ هذا القرءان ليس "لأزواجِهم" وبالتالي لن يُعطيهِن خيرًا لا في الدنيا ولا في الآخرة. وتمامًا كما ((فرضوا الحِجاب والنِّقاب)) على "أزواجهِم" حتّى ولو لم يكُن مفروضًا في القرءان لا "لذُكورِهِم" ولا "لأزواجِهِم" (إناثِهِم)، أمّا هُم ولأنَّ القرءان لم يفرضه فيُصبِح هذا الأمر الغير مفروض "خالِصًا لذُكورِهِم" فقط. وتمامًا كما قالوا أنَّ "أزواجهم" أي النساء ((نافِصات عقل ودين))، فتُصبِح "الأنعام" (خيرات القرءان) ليست مُختَصةً أو معنِيةً بِهِنَّ، أمّا "ذُكورِهِم" فهُم لا ينقصهم لا عقل ولا دين، إذًا القرءان يُصبِح "خالِصًا لذُكورِهِم"
. وأمثلة أخرى كثيرة لا تُعد ولا تُحصى...
"وَإِنْ يَكُنْ مَيْتَةً فَهُمْ فِيهِ شُرَكَاءُ"
ولكنهم شاركوا "الميتة" الّتي لا تُعطي خيرًا والّتي هي وحي السُنَّة الكاذِب مع "أزواجِهِم"، لكي يؤمِنَّ بِهِ حتّى يُضِلّوهُنَّ عن سبيل الله، لأنّهُم لا يُريدون الخير لهُنَّ لا في هذه الدنيا ولا في الآخرة، كأحاديثهم "الميتة" (وحي السنة الباطل) التي شاركوها مع "أزواجهم" كمثل أن ((الإسلام قد كرم المرأة)) رغم أن "ميتتهم" العفنة أهانتها وحَجَبَتْها ووأدتها، ففعلوا بذلك ما قالوه في هذه الآية ("وَقَالُوا مَا فِي بُطُونِ هَٰذِهِ الْأَنْعَامِ خَالِصَةٌ لِذُكُورِنَا وَمُحَرَّمٌ عَلَىٰ أَزْوَاجِنَا")
...)
 

سورة الجن
قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْءانًا عَجَبًا ﴿١﴾ يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ ۖ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا ﴿٢﴾ وَأَنَّهُ تَعَالَىٰ جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا ﴿٣﴾ وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطًا ﴿٤﴾ وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا ﴿٥﴾ وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا ﴿٦﴾ وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَمَا ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ أَحَدًا ﴿٧﴾ وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا ﴿٨﴾ وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ ۖ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا ﴿٩﴾.​

("وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطًا"
هذا ما قاله وكتبه وفعله أكثر علماء الدين (الأحبار والرُهبان والأئمة) في دينهم الباطل وسطروه من شَططٍ (كذبٍ) على الله بأقلامِهِم في قراطيسهم الباطلة...

"وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا"
ظَنٌ وليس يقينًا من الإنس (الضعفاء) والجن (الكبراء،كالأحبار والرهبان والأئمة والعلماء)، أن دينهم الباطل (أحكامهم) هو ليس كذبًا على الله، وأن حكمهم هذا هو بنظرهم حكم فصل وليس بهزل...
"وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا"
كذلك قالت وفعلت الإنس باتباعهم للجن من خلال أديانهم الباطلة (قوانينهم) التي استعاذوا بهم بها "فزادوهم رهقًا". أي زادوهم إثمًا وضلالاً في الدنيا، وضلالاً وشقاءً وعذابًا في الآخرة...
"وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَمَا ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ أَحَدًا"
كصناع القوانين والأديان الأرضية، جميع الأقوام من دون استثناء. إما بظنهم أن الجسد يموت ويفنى وأن هناك روح تخرج من الجسد وتحيا، وإما أن حياة الآخرة لا وجود لها على الإطلاق. كما بدَّل العرب الآخرة التي ذكرها الله تعالى في القرءان بآخرة أُخرى سطروها في قراطيسهم، رغم اعترافهم بأن هنالك بعثًا جسديًا...
"وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ"
تمامًا كما سرقوا وما زالوا يسرقون من علوم الله، إما من رسالاته أو من علوم الخلق في كونه، فيزيدون عليها أو ينقصون منها، وينسبونها لأنفسهم، بهدف أن يطفئوا نور الله بأفواههم لكي يبدلوا قانونه في الدنيا والآخرة، فيصبح الحق باطلاً ويصبح الباطل حقًا...) 

 

سورة التوبة
وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ۖ ذَٰلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ ۖ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ ۚ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ ۚ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ ﴿٣٠﴾ اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَٰهًا وَاحِدًا ۖ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۚ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴿٣١﴾
 يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ﴿٣٢﴾ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ﴿٣٣﴾.
("وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ۖ ذَٰلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ ۖ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ"
"اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ"
"يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ"
كصُنّاع الأديان، جميع الأقوام من دون استثناء، آخرهم العرب قوم الرسول. لقد أرادوا "أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ" بأقاويلهم وأحاديثهم المُشرِكة (وحي السُّنَّة الفاسِق)، الّتي بِها اتَّخَذوا أئِمَّتهم وسلفهُم أربابًا من دون الله، ومحمدًا، فعبدوهم باتبّاعهم لِما سطره لهُم هؤلاء الأئمة والسلف في قراطيسهم المشركة النجسة، كأصنامهم من صناع الأحاديث البخاري ومسلم والترمذي والنسائي، إلى آخره، وكصنمهم الكبير الذي علمهم السحر ابن هشام صانع السيرة النبوية التي شوه بها صورة الرسول محمد الأمين صاحب الخلق العظيم، فجعل من صاحب الخلق العظيم مجرمًا سفاحًا مغتصبًا وأثيمًا، وكذلك فعل الصنم الذي اتبعه بإجرام ابن اسحاق. ثم جاء من بعدهم الكثير الكثير من المجرمين الذين لا تتسع الصفحات لذكر أسمائهم...)

 

سورة النحل
وَيَجْعَلُونَ لِمَا لَا يَعْلَمُونَ نَصِيبًا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ ۗ تَاللَّهِ لَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَفْتَرُونَ ﴿٥٦﴾ وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَنَاتِ سُبْحَانَهُ ۙ وَلَهُمْ مَا يَشْتَهُونَ ﴿٥٧﴾ ....... ﴿٦١﴾ وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ مَا يَكْرَهُونَ وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الْكَذِبَ أَنَّ لَهُمُ الْحُسْنَىٰ ۖ  لَا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النَّارَ وَأَنَّهُمْ مُفْرَطُونَ ﴿٦٢﴾.​

("وَيَجْعَلُونَ لِمَا لَا يَعْلَمُونَ نَصِيبًا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ"
"وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَنَاتِ"
"وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ مَا يَكْرَهُونَ وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الْكَذِبَ أَنَّ لَهُمُ الْحُسْنَىٰ"
كصُنّاع الأديان: جميع الأقوام، وخاصَّة العرب قوم الرسول، وما سطروه من إفك بأقلامِهِم في قراطيسهم الباطلة، فأشركوا مع الله الملائكة بزعمهم أنهم بنات الله وأنهم سوف يشفعون لهم في الآخرة، كذلك أشركوا مع الله محمدًا بهدف الشفاعة. ومن كُفرهم هذا أتى تحريفهم لمفهوم "الحور العين" وغيره...)

 

سورة الإسراء
أَفَأَصْفَاكُمْ رَبُّكُمْ بِالْبَنِينَ وَاتَّخَذَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ إِنَاثًا ۚ إِنَّكُمْ لَتَقُولُونَ قَوْلًا عَظِيمًا ﴿٤٠﴾ وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَٰذَا الْقُرْءَانِ لِيَذَّكَّرُوا وَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا نُفُورًا ﴿٤١﴾ قُلْ لَوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذًا لَابْتَغَوْا إِلَىٰ ذِي الْعَرْشِ سَبِيلًا ﴿٤٢﴾ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا ﴿٤٣﴾.​

("أَفَأَصْفَاكُمْ رَبُّكُمْ بِالْبَنِينَ وَاتَّخَذَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ إِنَاثًا ۚ إِنَّكُمْ لَتَقُولُونَ قَوْلًا عَظِيمًا"
كصُنّاع الأديان: جميع الأقوام، وخاصَّة العرب قوم الرسول، وما سطروه من إفك بأقلامِهِم في قراطيسهم الباطلة، فأشركوا مع الله الملائكة بزعمهم أنهم بنات الله وأنهم سوف يشفعون لهم في الآخرة، كذلك أشركوا مع الله محمدًا بهدف الشفاعة. ومن كُفرهم هذا أتى تحريفهم لمفهوم "الحور العين" وغيره...)

 

سورة الصافات
فَاسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ الْبَنَاتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ ﴿١٤٩﴾ أَمْ خَلَقْنَا الْمَلَائِكَةَ إِنَاثًا وَهُمْ شَاهِدُونَ ﴿١٥٠﴾ أَلَا إِنَّهُمْ مِنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ ﴿١٥١﴾ وَلَدَ اللَّهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ  ﴿١٥٢﴾ أَصْطَفَى الْبَنَاتِ عَلَى الْبَنِينَ ﴿١٥٣﴾ مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ﴿١٥٤﴾ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ﴿١٥٥﴾ أَمْ لَكُمْ سُلْطَانٌ مُبِينٌ ﴿١٥٦﴾ فَأْتُوا بِكِتَابِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ  ﴿١٥٧﴾ وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا ۚ وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ ﴿١٥٨﴾ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ ﴿١٥٩﴾.

("أَلَا إِنَّهُمْ مِنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ، وَلَدَ اللَّهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ"
كصُنّاع الأديان: عبرة لجميع الأقوام من دون استثناء، أكبرهم مثالاً العرب قوم الرسول لقولهم أنَّ الله اصطفى محمدًا دونًا عن سائر الخلق وجعله شريكًا له في الملك وكأنَّه حاشآه اتّخذه ولدًا، فجعله يحكم في الدنيا والآخرة بدلًا عنهُ. هذا ما قاله السَّلف وأهل التُّراث من إفك في كُتُبِهِم (وحي السُّنَّة). وهُم لم يقولوا فقط أنَّ محمدًا ابن الله، بل قالوا أنَّ بخاري إبن الله، ومُسلم إبن الله، والشافعي إبن الله، والمالكي إبن الله، ومالك إبن الله، والنووي إبن الله، وإبن تيمية إبن الله، والطبري إبن الله، وأبو حنيفة إبن الله، وأبو هريرة إبن الله، وإبن عباس إبن الله، وابن القيم الجوزية إبن الله، وعلي إبن الله، وأهل البيت أبناء وبنات الله، وأبو بكر الصديق إبن الله، وعُمر ابن الخطاب إبن الله، وعثمان إبن عفّان إبن الله، وعائشة وخديجة وفاطمة وزينب بنات  الله، وأئمَّتهم أبناء الله، وأولياءهم أبناء الله، وآباءهم أبناء الله، وما أكثر أبناء وبنات الله في دينهم الباطِل.
"وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا ۚ وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ"
فجعلوا بقولهم الفاجر هذا بين الله وبين جميع هؤلآء الكُبراء (الجِنّ)  نسبًا، لقولهم أن هؤلآء "الجِنّة" أولياءهم ((أبناء الله)) -الّذين ابتدعوا لهم الأحاديث الكاذبة عن عن عن عن...- والّذين هُم سادتهُم وكُبراءهم، اصطفاهُم الله وجعلهُم أبناءه وأحباءه. هكذا جعلوا بين الله وبين كُبراءهم وأئمتهم "الجِنّة" نسبًا، جعلوهم شُركاء مع الله، أي أشركوا الله بهم فجعلوهم يحكمون عنه وبدلًا منه بأحاديثهم الكاذبة (وحي السُّنَّة) في الدنيا والآخرة، "سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ"...)

 

سورة الزخرف
وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَٰنِ إِنَاثًا ۚ أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ ۚ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ ﴿١٩﴾ وَقَالُوا لَوْ شَاءَ الرَّحْمَٰنُ مَا عَبَدْنَاهُمْ ۗ مَا لَهُمْ بِذَٰلِكَ مِنْ عِلْمٍ ۖ إِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ ﴿٢٠﴾ أَمْ آتَيْنَاهُمْ كِتَابًا مِنْ قَبْلِهِ فَهُمْ بِهِ مُسْتَمْسِكُونَ ﴿٢١﴾ بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَىٰ أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَىٰ آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ ﴿٢٢﴾ وَكَذَٰلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَىٰ أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَىٰ آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ ﴿٢٣﴾ قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدَىٰ مِمَّا وَجَدْتُمْ عَلَيْهِ آبَاءَكُمْ ۖ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ ﴿٢٤﴾ فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ ۖ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ ﴿٢٥﴾ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ  ﴿٢٦﴾ إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ ﴿٢٧﴾ وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴿٢٨﴾ بَلْ مَتَّعْتُ هَٰؤُلَاءِ وَآبَاءَهُمْ حَتَّىٰ جَاءَهُمُ الْحَقُّ وَرَسُولٌ مُبِينٌ  ﴿٢٩﴾ وَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ قَالُوا هَٰذَا سِحْرٌ وَإِنَّا بِهِ كَافِرُونَ ﴿٣٠﴾ وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَٰذَا الْقُرْءَانُ عَلَىٰ رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ  ﴿٣١﴾ أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ ۚ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۚ وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا ۗ وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ﴿٣٢﴾ وَلَوْلَا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَٰنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِنْ فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ ﴿٣٣﴾ وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَابًا وَسُرُرًا عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ ﴿٣٤﴾   وَزُخْرُفًا ۚ وَإِنْ كُلُّ ذَٰلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۚ وَالْآخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ ﴿٣٥﴾ وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَٰنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ ﴿٣٦﴾ وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ ﴿٣٧﴾ حَتَّىٰ إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ ﴿٣٨﴾ وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ ﴿٣٩﴾ أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ أَوْ تَهْدِي الْعُمْيَ وَمَنْ كَانَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴿٤٠﴾ فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ ﴿٤١﴾ أَوْ نُرِيَنَّكَ الَّذِي وَعَدْنَاهُمْ فَإِنَّا عَلَيْهِمْ مُقْتَدِرُونَ ﴿٤٢﴾ فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴿٤٣﴾ وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ ۖ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ  ﴿٤٤﴾.

(هذا ما يقوله قوم الرسول عندما ندعوهم لكتاب الله ونبذ التراث:
"وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَٰنِ إِنَاثًا"
تمامُا كما جعل قوم الرسول رسولهم محمدًا في قراطيسهم (كُتُب التُّراث)، المُصطفى والمُفضَّل والحبيب والشريك والشفيع والهادي وعالم الغيب والشهادة ومالِك كل شيئ في الدنيا والآخرة إلخ إلخ إلخ... فهو في كُتُبِهِم الإله الأوحد الّذي لا شريك له...
"وَقَالُوا لَوْ شَاءَ الرَّحْمَٰنُ مَا عَبَدْنَاهُمْ"
وقالوا بُهتانًا وكذِبًا على الله سبحانه وتعالى عمّا يصِفون، بأنَّه هو حاشاه من أمرهُم بهذا الدين، أي هو من أمرهم باتباع هَدي النبِيّ وسُنَّتِهِ... 
"بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَىٰ أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَىٰ آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ"
"وَكَذَٰلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَىٰ أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَىٰ آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ"
"قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدَىٰ مِمَّا وَجَدْتُمْ عَلَيْهِ آبَاءَكُمْ ۖ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ"
وهُم يُصِرّون إصرارًا على اتبّاع دين الموروث.. "والتاريخ يُعيد نفسه"...
"وَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ قَالُوا هَٰذَا سِحْرٌ وَإِنَّا بِهِ كَافِرُونَ"
تمامًا كما قالوا في كُتُبِهم وقراطيسهم عن جميع الرُسُل والأنبياء إمّا أنهم سَحَرَة أو أنهم مسحورون.. وهذا ما قاله الكفرة قوم الرسول محمد عنه في كُتُب التُراث الباطِلة بأن الرسول كان مسحورُا..
"وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَٰذَا الْقُرْءَانُ عَلَىٰ رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ"
تمامًا كما يقولون سرًا وعلانيةً عن كُل رسول، ومن ثمّ عن كل مؤمن يدعوهم لاتباع القرءان ونبذ التُراث أنه لا يستحق عِلم الله وهدايته، لأنه ليس بعظمتهم (تكبُّرًا عليه)، ولذلك فهم الأحقّ منه بعلم الله وهدايته لهم (حسدًا من عند أنفسهم)...)

سورة الكهف
سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ ۖ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ ۚ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ ۗ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَدًا ﴿٢٢﴾.​

("سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ"
"وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ"
هذا ما قالته وكتبته الأقوام السابقة وجميع الأقوام اللاحقة في دينهم الباطل، وسطره آباؤهم من إفك بأقلامِهِم في قراطيسهم الباطلة، مِثالًا لذلك ما سطره العرب قوم الرسول عن قصَّة أصحاب الكهف من إفك في قراطيسهم، وعن قصص كثيرة عن أنبياء ورُسُل وغيرهم...)

 

سورة الأنعام
وَقَالُوا إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ ﴿٢٩﴾ وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ وُقِفُوا عَلَىٰ رَبِّهِمْ ۚ قَالَ أَلَيْسَ هَٰذَا بِالْحَقِّ ۚ قَالُوا بَلَىٰ وَرَبِّنَا ۚ قَالَ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ ﴿٣٠﴾ قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا جَاءَتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُوا يَا حَسْرَتَنَا عَلَىٰ مَا فَرَّطْنَا فِيهَا وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَىٰ ظُهُورِهِمْ ۚ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ ﴿٣١﴾.​

("وَقَالُوا إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ"
كصناع القوانين والأديان الأرضية: جميع الأقوام من دون استثناء. إما بظنهم أن الجسد يموت ويفنى وأن هناك روح تخرج من الجسد وتحيا، وإما أن حياة الآخرة لا وجود لها على الإطلاق. كما بدَّل العرب الآخرة التي ذكرها الله تعالى في القرءان بآخرة أُخرى سطروها في قراطيسهم، رغم اعترافهم بأن هنالك بعثًا جسديًا...)

 

سورة سبأ
وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَأْتِينَا السَّاعَةُ ۖ قُلْ بَلَىٰ وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عَالِمِ الْغَيْبِ ۖ لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِنْ ذَٰلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ﴿٣﴾ ..... ﴿٦﴾ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلَىٰ رَجُلٍ يُنَبِّئُكُمْ إِذَا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ ﴿٧﴾ أَفْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَمْ بِهِ جِنَّةٌ ۗ بَلِ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ فِي الْعَذَابِ وَالضَّلَالِ الْبَعِيدِ ﴿٨﴾.

("وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَأْتِينَا السَّاعَةُ"
كصُنّاع الأديان والقوانين الأرضِيّة: جميع الأقوام، إمّا بظنِّهِم أنَّهم لن يُبعثوا من القبور، أو أنهم سوف يدخلون الجنَّة بغير حِساب مهما فعلوا من ذنوب بشفاعة وخلاص أنبياءهم أو أوليائهم أو أحبارهم أو رُهبانهم أو أئمَّتهم أو غيرهم...)

 

سورة الجاثية
أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَىٰ عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَىٰ سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَىٰ بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ ۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ﴿٢٣﴾ وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ ۚ وَمَا لَهُمْ بِذَٰلِكَ مِنْ عِلْمٍ ۖ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ ﴿٢٤﴾ وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ مَا كَانَ حُجَّتَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا ائْتُوا بِآبَائِنَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴿٢٥﴾ قُلِ اللَّهُ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴿٢٦﴾.

("وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ"
"مَا كَانَ حُجَّتَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا ائْتُوا بِآبَائِنَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ"
كصناع القوانين والأديان الأرضية: جميع الأقوام من دون استثناء. إما بظنهم أن الجسد يموت ويفنى وأن هناك روح تخرج من الجسد وتحيا، وإما أن حياة الآخرة لا وجود لها على الإطلاق. كما بدَّل العرب الآخرة التي ذكرها الله تعالى في القرءان بآخرة أُخرى سطروها في قراطيسهم، رغم اعترافهم بأن هنالك بعثًا جسديًا. تمامًا كما تعلّموا  عن أقوامهم السابقة (قراطيس آباءهم الأولين...))

 

سورة الدخان
وَلَقَدْ نَجَّيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنَ الْعَذَابِ الْمُهِينِ ﴿٣٠﴾ مِنْ فِرْعَوْنَ ۚ إِنَّهُ كَانَ عَالِيًا مِنَ الْمُسْرِفِينَ ﴿٣١﴾ وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَىٰ عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ ﴿٣٢﴾ وَآتَيْنَاهُمْ مِنَ الْآيَاتِ مَا فِيهِ بَلَاءٌ مُبِينٌ ﴿٣٣﴾ إِنَّ هَٰؤُلَاءِ لَيَقُولُونَ ﴿٣٤﴾ إِنْ هِيَ إِلَّا مَوْتَتُنَا الْأُولَىٰ وَمَا نَحْنُ بِمُنْشَرِينَ ﴿٣٥﴾ فَأْتُوا بِآبَائِنَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴿٣٦﴾ أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ۚ أَهْلَكْنَاهُمْ ۖ إِنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ ﴿٣٧﴾ وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ ﴿٣٨﴾ مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴿٣٩﴾.​

("إِنَّ هَٰؤُلَاءِ لَيَقُولُونَ، إِنْ هِيَ إِلَّا مَوْتَتُنَا الْأُولَىٰ وَمَا نَحْنُ بِمُنْشَرِينَ، فَأْتُوا بِآبَائِنَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ"
كصناع القوانين والأديان الأرضية: جميع الأقوام من دون استثناء. إما بظنهم أن الجسد يموت ويفنى وأن هناك روح تخرج من الجسد وتحيا، وإما أن حياة الآخرة لا وجود لها على الإطلاق. كما بدَّل العرب الآخرة التي ذكرها الله تعالى في القرءان بآخرة أُخرى سطروها في قراطيسهم، رغم اعترافهم بأن هنالك بعثًا جسديًا. تمامًا كما تعلّموا  عن أقوامهم السابقة قوم تُبَّع والّذين من قبلِهم (قراطيس آباءهم الأولين...))

 

سورة الكهف
وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا رَجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا ﴿٣٢﴾ كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا ۚ وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَرًا ﴿٣٣﴾ وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا ﴿٣٤﴾ وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَٰذِهِ أَبَدًا ﴿٣٥﴾ وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَىٰ رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا مُنْقَلَبًا ﴿٣٦﴾ قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا ﴿٣٧﴾ لَٰكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا ﴿٣٨﴾ وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ ۚ إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالًا وَوَلَدًا ﴿٣٩﴾ فَعَسَىٰ رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِنَ السَّمَاءِ فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا ﴿٤٠﴾ أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْرًا فَلَنْ تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَبًا ﴿٤١﴾ وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَىٰ مَا أَنْفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا ﴿٤٢﴾ ...... ﴿ ٤٥ ﴾ الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا ﴿٤٦﴾.​

("فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا"
"قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَٰذِهِ أَبَدًا"
"وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَىٰ رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا مُنْقَلَبًا"
"وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا"
(تمامًا كما يقول أكثر الناس، ومنهم قوم الرسول العرب (الأعراب) أولي الطَّول الكُبراء: أن "المال والبنون" عزٌّ لهم، وأن الله كما آتاهم الخير في هذه الدنيا فسوف يؤتيهم الخير في الآخرة فلن تقوم الساعة عليهم، أي لن يدخلوا جهنم: تشابهت قلوبهم وتشابه إشراكهم، وتشابه شرّهم، وتشابه دينهم، وتشابه تكبرهم، وتشابهت المجتمعات والنفوس البشريِّة بغطرستها وأنانيّتها وسيطرتها وطغيانها وبُخلها وغرورها، وغيره...)

 

سورة مريم
أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا ﴿٧٧﴾ أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَٰنِ عَهْدًا ﴿٧٨﴾ كَلَّا ۚ سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذَابِ مَدًّا ﴿٧٩﴾ وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ وَيَأْتِينَا فَرْدًا ﴿٨٠﴾ وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا ﴿٨١﴾ كَلَّا ۚ سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا ﴿٨٢﴾.​

("وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا"
تمامًا كما يقول أكثر الناس، أنهم بقدرتهم وقوتهم يستطيعون أن يؤتوا "مالاً وولدًا" عزًّا لهم في الدنيا والآخرة: تشابهت قلوبهم وتشابه إشراكهم، وتشابه شرّهم، وتشابه دينهم، وتشابه تكبرهم، وتشابهت المجتمعات والنفوس البشريِّة بغطرستها وأنانيّتها وسيطرتها وطغيانها وبُخلها وغرورها، وغيرها...)

 

سورة سبأ
وَقَالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ ﴿٣٥﴾ قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴿٣٦﴾ وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَىٰ إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ ﴿٣٧﴾ وَالَّذِينَ يَسْعَوْنَ فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُولَٰئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ ﴿٣٨﴾.​

("وَقَالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ"
تمامًا كما قالت الأقوام والأمم السابقة، وهي عبرة لقوم الرسول العرب (الأعراب) بظنِّهِم الباطل أنَّ الله يُحبّهم، فكما رزقهم في الدنيا خيرًا، "أموالاً وأولادًا"، فكذلك سيرزقهم في الآخرة. تشابهت قلوبهم وتشابه إشراكهم، وتشابه دينهم، وتشابه تكبرهم، وتشابهت الأقوام والمجتمعات والنفوس البشريِّة بغطرستها وأنانيّتها وسيطرتها وطغيانها وبُخلها وغرورها، وغيرها...)

 

سورة العنكبوت
وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنَا وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ وَمَا هُمْ بِحَامِلِينَ مِنْ خَطَايَاهُمْ مِنْ شَيْءٍ ۖ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ﴿١٢﴾ وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَعَ أَثْقَالِهِمْ ۖ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ ﴿١٣﴾.​

("وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنَا وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ"
تمامًا كالكثير من الكُبراء من الأحبار والرُهبان بالأخصّ أئمة الكفر والضلال من السنّة والشيعة وغيرهم. هذا ما يقوله الكُبراء للناس الضُعفاء في كُتُبهم الباطلة، ويدعونهم إليه على منابرهم في مساجِدِهم وكنائسِهم ومحاريبهم وصوامِعِهم وبِيَعِهِم وصلواتِهم، بحجة أنهم سيحملون خطاياهم في الآخرة أي سيدخلونهم الجنة بغير حساب، بِهدف الطّاعة العمياء والسيطرة على عقولهم وبالتالي عليهم، فيُردوهُم ويلبِسوا عليهم دينهم، في سبيل مصالحهم في هذه الدنيا...)

 

سورة يونس
وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَٰؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ ۚ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴿١٨﴾.​

("وَيَقُولُونَ هَٰؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ"
تمامًا كالكثير من الناس الضُعفاء من الّذين يتّبعون أحبارهم ورُهبانهم وأئمتهم، كُبراءهم، كالسنّة والشيعة وغيرهم. وهذا ما وعدهم كبراؤهم به في كُتُبهم الباطلة وعلى منابرهم في مساجِدِهم وكنائسِهم ومحاريبهم وصوامِعِهم وبِيَعِهِم وصلواتِهم، بأن يكونوا شفعاءهم عند الله في الآخرة فيشفعوا لهم ويُدخلونهم الجنّة مهما فعلوا من ذنوب، كذِبًا عليهم وافتراءً على الله ورُسُلِهِ، حتى يُردوهُم ويلبِسوا عليهم دينهم، بِهدف الطّاعة العمياء والسيطرة على عقولهم وبالتالي عليهم، في سبيل مصالحهم في هذه الدنيا...)

 

سورة الأعراف
يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءاتِهِمَا ۗ إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ ۗ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿٢٧﴾ وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا ۗ قُلْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ ۖ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿٢٨﴾ قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ ۖ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ۚ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ ﴿٢٩﴾ فَرِيقًا هَدَىٰ وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ ۗ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ ﴿٣٠﴾.

("وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا"

تمامًا كالكثير من الناس الضُعفاء من الّذين يتّبعون شياطينهم، أحبارهم ورُهبانهم، كبراءهم، وخاصَّةً أئمتهم الشياطين كالسنّة والشيعة وغيرهم، وما يَسطرون لهُم من فحش وفسق وفجور في كُتُبهم الباطلة، ويُعلِّمونهم إيًاه من دين في قراطيسهم على منابرهم وفي مساجِدِهم وصلواتِهم، فيُبيحون لهم الفحشاء والمنكر والبغي "من حيث لا يرونهم" أي من دون أن يعلموا، بحجَّة أنَّ الله حاشاه أمرهم بهذا الدين الفاحش وبما أتى بِهِ سلفهم الفاسِق (آباؤهم)..
مثالًا لذلك: تعدد الزوجات، والزواج العرفي، وزواج المُتعة، وزواج المِسيار، وزواج التجربة، وزواج القاصِرات، ونكاح الصغيرة، ومداعبة الطفلة، ونكاح الميتة، وزنا المَحارِم، ورضاع الكبير، وسبي النساء "ما ملكت أيمانهم" (بظنِّهِم الفاجِر إفتراءً الكذب على الله تعالى ورسولِهِ الأمين)، وضرب الزوجة واغتصابها وتعنيف الأنثى جسديًا ونفسيًا، وسبي الغلمان وإباحة المثلية، وختان الذكور والإناث، وحدّ الرّجم، وقتل المُرتدّ، والغزوات، وبتر الأيدي وقطع الرؤوس، والقتل بحجة الشرف، والظلم والفساد وسفك الدماء، وأكل الحقوق كالميراث وغيره، وما أُهل لغير الله به من طعام كأكل الضباع والضب والجراد، والتمثيل بجسد الميت، وتعذيب الحيوان كالأنعام بسفك دمائها ذبحًا على النصب، وتحريم الفن من موسيقى وغناء وتماثيل وصور ورسم، وغير ذلك من الفواحِش الّتي لا تُعدّ ولا تُحصى في هذه الدنيا، وكذلك في الآخرة بفحشهم وتصويرهم للجنة بأنها مأوى لهم للدعارة بقولهم الفاسق والفاجر أنه سوف يكون لهم سبعون حورية وما لا يعد ولا يحصى من وصيفات. وكل ما ذُكر هنا هو غيض من فيض...)

 

سورة الأعراف
فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَٰذَا الْأَدْنَىٰ وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ ۚ أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثَاقُ الْكِتَابِ أَنْ لَا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ وَدَرَسُوا مَا فِيهِ ۗ وَالدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ ۗ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴿١٦٩﴾.​

("فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَٰذَا الْأَدْنَىٰ وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ"
هذا ما فعله وقاله علماء الدين من جميع الأقوام من الذين ورثوا الكتاب، وما تمَّ صناعته في قراطيسهم وأديانهم الأرضيِّة، وأشدهم كفرًا ونفاقًا الأعراب قوم الرسول محمد الذين قالوا بأن لهم الشفاعة والخلاص وسوف يُغفر لهم في الآخرة ويدخلون الجنة مهما فعلوا من ظلم وفساد، بغير حساب ولا سابقة عقاب...)

 

سورة هود
قَالُوا يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ﴿٣٢﴾ ....... ﴿٥٢﴾ قَالُوا يَا هُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آلِهَتِنَا عَنْ قَوْلِكَ وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ ﴿٥٣﴾ 
إِنْ نَقُولُ إِلَّا اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوءٍ ... ﴿٥٤﴾ ...... ﴿٦١﴾ قَالُوا يَا صَالِحُ قَدْ كُنْتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَٰذَا ۖ أَتَنْهَانَا أَنْ نَعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ ﴿٦٢﴾ ..... ﴿٩٠﴾ قَالُوا يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا ۖ وَلَوْلَا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ ۖ وَمَا أَنْتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ ﴿٩١﴾​.
(هكذا قالوا لجميع الرُّسُل، وهكذا يقول لنا قوم الرسول عندما ندعوهم لعبادة الله وحده (اتباع فقط القرءان الكريم) ونبذ كُتُب التُراث:
"قَالُوا يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا"
فهُم إمّا يقولون بأننا نحنُ من يُجادل بِكِثرة..
"قَالُوا يَا هُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آلِهَتِنَا عَنْ قَوْلِكَ وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ"
"إِنْ نَقُولُ إِلَّا اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوءٍ"
أو يقولون بأننا لا نأتيهِم ببَيِّنة وأدِلَّة، وأنهم لن يتركوا دين آلِهتِمِ (سلفِهِم) عمًّا جِئناهُم بِهِ من بينة، وأنهم لن يؤمنوا لهذا القُرءان. ويقولون لنا أيضًا أن "اعترانا السّوء"، بمعنّى أصح أن ما نؤمن بِهِ من قُرءان وما ندعوهُم إليه هو شر وضلالة من عمل الشيطان، وأنَّ هذا السوء الذي اعترانا هو غضبٌ أصابنا من آلهتهم (سلفهم وأئمتهم) كما قالوا في كتبهم الباطلة:
((لحوم العلماء مسمومة: تنسب هذه العبارة للحافظ (ابن عَسَاكِر) (499هـ – 571 هـ): (واعْلَمْ يَا أخِي –وَفَّقَنَا اللهُ وَإيَّاكَ لِمَرْضاتِهِ، وَجَعَلَنَا مِمَّنْ يَخْشاهُ ويَتَّقيه حَقَّ تُقَاتِهِ– أَنَّ لُحُومَ العُلَماءِ مَسْمُومَةٌ، وَعَادةُ اللهِ في هَتْكِ أسْتَارِ مُنْتَقِصِيهِمْ مَعْلُومَةٌ، لأنَّ الوَقِيعَةَ فِيهِمْ بِمَا هُمْ مِنْهُ بَرَاءٌ أمْرُهُ عَظِيم، والتَّناوُلُ لأعْراضِهِم بالزُّورِ والافْتِراءِ مَرْتَعٌ وَخيمٌ، والاختِلاقُ عَلَى من اخْتارهُ اللهُ مِنْهُم لِنَعْشِ العِلْمِ خُلُقٌ ذَمِيمٌ). وتعتبر من أجل تقريرات السلف التي كانت خلاصة لعدة أحكام وآداب منها: حرمة أعراض المسلمين وخاصتهم من أهل العلم – معرفة ما هو العلم ومن هم أهله وما قدرهم؟ – البعد كل البعد عن الغيبة والنميمة – سنن الله في أهل الاعتداء على أعراض المسلمين والمفترين على خاصتهم من أهل العلم-التذكير بالله وخشيته ومخافته في أعراض المسلمين. لكن يأبى البعض ويستخدمها في الباطل؛ فأصبحت سيفا مسلطا على أهل الحق كما هي سيفا في وجه أهل الباطل لِقولِهِم أن معاداتهم تعتبر محاربة لله تعالى. فالأصل أن علماء الإسلام يسعون بقدر ما يستطيعون، كل في مجال تخصصه لنفع المسلمين وتبصيرهم بدينهم، ورفع الذل والمهانة عنهم، ولكن بنظر ثاقب وفهم سديد، ومراعاة للمصالح والمفاسد، وما سيكون في المستقبل نتيجة قولهم أو موقفهم الذي سيتخذونه، والذي حملك على عدم الوثوق بهم واتهامهم بالعجز والوهن هو أنك تراهم لا يتكلمون بما تراه أنت أو بعض من ينادي بالمواجهة وإثارة القلاقل دون وعي ودراسة للحال والمآل والأثر، ونحن لا ننكر أنه يوجد علماء سلطان أو علماء دنيا يبررون لأعداء الله، ويخذلون أولياء الله، ويصدق فيهم قول الله عز وجل: وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ * وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ [لأعراف: 175-176]. ولذا، ننصحك أخي الفاضل بتغيير هذه النظرة الخاطئة إلى أهل العلم والفضل، ونوصيك بالقرب منهم وسؤالهم والاستفادة منهم، ونذكرك بأن معاداتهم تعتبر محاربة لله تعالى. ففي صحيح البخاري عن أبي هريرة قال: قال رسول الله: إن الله تعالى قال: من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب..  ونقل النووي في "التبيان في آداب حملة القرآن" عن أبي حنيفة والشافعي أنهما قالا: إن لم يكن العلماء أولياء الله، فليس لله ولي. وقال الحافظ أبو القاسم ابن عساكر:  اعلم يا أخي وفقنا الله وإياك لمرضاته، وجعلنا ممن يخشاه ويتقيه حق تقاته، أن لحوم العلماء مسمومة، وعادة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة، فإن من أطلق لسانه في العلماء بالثلب، ابتلاه الله تعالى قبل موته بموت القلب، "فليحذر الذي يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم".))
أي أن قولهم هذا هو لِظنِّهِم أنَّ هذا "السوء" هو انتقامٌ من الله ورسوله وعِقاب لنا في الدُّنيا، وسوف نُحاسَب عليه في الآخرة، فلن يشفع لنا نبِيّنا مُحمّد...
"قَالُوا يَا صَالِحُ قَدْ كُنْتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَٰذَا ۖ أَتَنْهَانَا أَنْ نَعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ"
أو يقولون لنا بأننا كنا منهم وفيهم، من مجتمعهم، أو من أصدقاءهم، أو من عشيرتهم، أو من مِلّتهم وجماعتهم. وأنهم لن يتركوا دين آباءهم. وأنهم في شكِّ وريبة مِن القرءان الكريم من دون سنّة محمد..
"قَالُوا يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا ۖ وَلَوْلَا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ ۖ وَمَا أَنْتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ"
أو يقولون بأنهم لا يستطيعون أن يفقهوا أو يروا بأن ما ندعوهم إليه من قرءان هو حق. ويقولون بأننا ضُعفاء في تفسير القرءان وبيانه نسبةً لأئمّتِهِم. ويرجموننا بألسنة حِداد ويُسيئون إلينا، فإمّا يُكفِروننا أو يُهدِّدون ويتوعَّدون...)

 

سورة الأعراف
وَإِلَىٰ عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا ۗ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ ۚ أَفَلَا تَتَّقُونَ ﴿٦٥﴾ قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ ﴿٦٦﴾ قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي سَفَاهَةٌ وَلَٰكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿٦٧﴾ أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ ﴿٦٨﴾ أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلَىٰ رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ ۚ وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً ۖ فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴿٦٩﴾ قَالُوا أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا ۖ فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ﴿٧٠﴾ قَالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ ۖ أَتُجَادِلُونَنِي فِي أَسْمَاءٍ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا نَزَّلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ ۚ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ ﴿٧١﴾.

(هكذا قالوا لجميع الرُّسُل، وهكذا يقول لنا قوم الرسول عندما ندعوهم لعبادة الله وحده (اتباع فقط القرءان الكريم):
"قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ"
تمامًا كما يحصل الآن مع قومنا الّذين يُسمون أنفسهم "بالمُسلمين" عندما ندعوهم لعبادة الله الواحِد الأحد لا شريك له، أي اتباع فقط القرءان الكريم ونبذ جميع كُتُب التُراث ووحي السُّنّة والأحاديث القُدسِيَّة، فيقولون لنا، إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ. أي يقولون لنا بأننا سُفهاء (ضُعفاء الدّين والإيمان) وأننا نكذِّب في دين الله على الله ورسوله...
"قَالُوا أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا"
وكذلك يقولون لنا، "أتريدوننا أن نتبع فقط القرءان ونترك السُّنَّة دين ءابآئنا؟ لا وربِّنا لن نترُك دين سلفنا وتاريخنا الإسلامي ودين أئمّتنا وفقهاء الأمَّة الإسلامِيّة واجماع الأمّة، ولن نترك سُنَّة رسولنا ونبِيِّنا محمد وهو الّذي قال لنا: ((تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلّوا، كتاب الله وسنتي (للسُّنة)، وكتاب الله وعترتي (للشيعة)))".
"فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ"
وإذا أنذرناهم بعذاب الله لهُم في الدنيا والآخرة يستهزؤون ويقولون لنا، فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ. أي لا يهُمُّهُم النذير لأنه لا يوجد في قلوبهم أي خشوع أو تقوى لله أو أي إيمان بِهِ...)

 

سورة الشعراء
وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ ﴿٦٩﴾ إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ ﴿٧٠﴾ قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ ﴿٧١﴾ قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ ﴿٧٢﴾ أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ ﴿٧٣﴾ قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَٰلِكَ يَفْعَلُونَ ﴿٧٤﴾ قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ ﴿٧٥﴾ أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ ﴿٧٦﴾ فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ ﴿٧٧﴾ الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ ﴿٧٨﴾ وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ ﴿٧٩﴾ وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ ﴿٨٠﴾ وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ ﴿٨١﴾ وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ ﴿٨٢﴾.

("إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ، قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ"
هذا ما يقوله لنا العرب قوم الرَّسول عندما نقول لهم "ما تعبدون" أي عندما نسألهم عن عبادتهم الباطِلة المُشركة الكافرة والّتي ليس لها أي صِلة بعبادة الله، فيقولون لنا: "نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ"، أي نتَّبِع أصنامًا، بُخاري ومُسلِم والشافعي والمالكي والحنبلي والنووي والطَّبري وأئمتنا وعلماء وفُقهاء ديننا وغيرهم من الأصنام الكثيرة صغيرُها وكبيرها، ضعيفُها وحسنُها وصحيحها، فنظلُّ لهم "عاكفين" أي طائعين خاضِعين مُنفِّذين لما سطروا لنا في قراطيسِهِم، من حديث إلى سُنَّة إلى سيرة إلى تفاسير إلى شرع إلى فِقه إلى فتاوى إلى قال الرسول عن عن عن عن عن...
"قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ، أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ، قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَٰلِكَ يَفْعَلُونَ"
وعندما نسألهم إن كان أصنامهم يسمعونهم حين يدعونهم أو يستجيبون لهم أو ينصرونهم أو يحكمون عليهم في الآخرة، فيُجيبوننا بقولِهِم: "بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَٰلِكَ يَفْعَلُونَ"، أي يقولون لنا: ((لقد ورثنا ديننا وحي السُّنَّة عن آباءنا، عن رسولِنا وأهل بيتِهِ والصّحابة وسلفنا وأهل تراثنا ومُجتمعنا وأهالينا ومِلَّتنا وجماعتنا، فلن نترك هذا الدين في سبيل دين الله وحي القرءان الكريم...)))

 

سورة الأنعام
سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ ۚ كَذَٰلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّىٰ ذَاقُوا بَأْسَنَا ۗ قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا ۖ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ ﴿١٤٨﴾ قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ ۖ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ ﴿١٤٩﴾ قُلْ هَلُمَّ شُهَدَاءَكُمُ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ أَنَّ اللَّهَ حَرَّمَ هَٰذَا ۖ فَإِنْ شَهِدُوا فَلَا تَشْهَدْ مَعَهُمْ ۚ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَهُمْ بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ ﴿١٥٠﴾.

("سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ ۚ كَذَٰلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ"
يُشرِكون بالله قراطيسَ وأقاويلَ ويُحرِّمون فيها ما يشاؤون، ومن ثُمَّ يضعون كذِبهم على الله، فيُبيحون الفحشاء والمنكر والبغي، بحجَّة أنَّ الله حاشاه أمرهم بهذا الدين وبما أتى بِهِ سلفهم الفاسِق (آباءهم) كما فعلت جميع الأقوام، أكبرهم مثالاً العرب قوم الرسول بقولهم ((لا تجتمع أمتي على ضلالة)) و((الخير فييَّ وفي أمتي إلى يوم القيامة)) ...)

 

سورة النحل
وَقَالَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا عَبَدْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ نَحْنُ وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ ۚ كَذَٰلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ۚ فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ﴿٣٥﴾ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ۖ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ ۚ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ ﴿٣٦﴾.​

("وَقَالَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا عَبَدْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ نَحْنُ وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ ۚ كَذَٰلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ"
يَعبدون (يتَّبِعون) أديانًا باطلة (قراطيس وأقاويل) ويُحرِّمون فيها ما يشاؤون، ومن ثُمَّ يضعون كذِبهم على الله، فيُبيحون الفحشاء والمنكر والبغي، بحجَّة أنَّ الله حاشاه أمرهم بهذا الدين وبما أتى بِهِ سلفهم الفاسِق (آباءهم). تمامًا كقوم الرسول العرب ((تيَمُّنًا)) بالّذين من قبلهم (من الأقوام السابقة) بقولهم ((لا تجتمع أمتي على ضلالة)) و((الخير فييَّ وفي أمتي إلى يوم القيامة))...)

 

سورة المؤمنون
وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ ۖ أَفَلَا تَتَّقُونَ ﴿٢٣﴾ فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا هَٰذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُرِيدُ أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَنْزَلَ مَلَائِكَةً مَا سَمِعْنَا بِهَٰذَا فِي آبَائِنَا الْأَوَّلِينَ ﴿٢٤﴾.

("فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا هَٰذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُرِيدُ أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَنْزَلَ مَلَائِكَةً مَا سَمِعْنَا بِهَٰذَا فِي آبَائِنَا الْأَوَّلِينَ"
تمامًا كما فعلت جميع الأقوام برُسُلِها، آخرهم وأكثرهم شِدّة قوم الرسول محمد. ونتاج فعلِهم هذا، صناعتهم (الآباء الأوَّلين) لأديان وشرائع وقوانين باطلة ومُختلِفة تُخالف قانون وشَرع الله، واتباع قوم الرسول الأعراب لهؤلآء الآباء الأولين (اتّباعهم للسَّلف) ...)

 

سورة آل عمران
كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلًّا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَىٰ نَفْسِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ ۗ قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴿٩٣﴾ فَمَنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ مِنْ بَعْدِ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴿٩٤﴾ قُلْ صَدَقَ اللَّهُ ۗ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿٩٥﴾.

("كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلًّا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَىٰ نَفْسِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ"
هذه الآية هي أكبر دليل على ما قاله علماء الدين من أحبار ورهبان وأئِمَّة في قراطيسهم افتراءً الكذِب على رُسُلِهِم. وهي عبرة وأكبر دليل على ما افتراه المشركون أئمة الفسوق والعصيان والسلف كذِبًا على رسولِهم محمد الأمين، من أحاديث قُدسِيَّة إلى وحي سُنَّة باطِلة إلى غير ذلك من الكُفر والإشراك. فقالوا بزعمهم: ((ما أحلَّهُ الرسول لنا فهو حلال، وما حرَّمَهُ علينا فهو حرام)) و((ألا ما حرم رسول الله مثل ما حرم الله))، والمقصود عندهم بما حرمه وأحله الرسول في حديثهم هو ما أحله وحرمه في وحي السنة وليس في وحي القرءان...)

 

سورة البقرة
وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَانَ ۖ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ ۚ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ ۖ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ۚ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ ۚ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ ۚ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ﴿١٠٢﴾.​

("وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَانَ"
"يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ ۚ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ ۖ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ"
عبرة لقوم الرسول محمد، فهم فعلوا تمامًا مثل بني إسرائيل وغيرهم، "واتّبعوا ما تتلو الشياطين" (ما تلوه، أي علمه الأئمَّة والسلف في قراطيسهم من وحي سُنَّة) "على مُلك محمد" (القرءان الكريم) "من سِحر" أي من كلام كاذِب باطل "يُعلِّمونَهُ" للناس ويسحرون به عقولهم، ويجعلونهم يعيثون وينشرون بهذا "السِّحر" (دينهم الباطِل) الفساد والظُلم العداوة والبغضاء والكُره، فيتعلمون منهم "مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ" (يُفرِّقون بِهِ بين الإنسان وأخيه الإنسان)...)

 

سورة آل عمران
إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَٰئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿٧٧﴾ وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴿٧٨﴾ مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَٰكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ ﴿٧٩﴾ وَلَا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلَائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا ۗ أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴿٨٠﴾.​

("إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا"
"وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ"
هذا ما فعله الكهنوت من رجال الدّين صُنَّاع الأديان والقوانين البشريَّة من جميع الأقوام وأكبرهم مثالاً السّلف والأئمَّة والتراثيين من قوم الرسول محمد. لقد "اشتروا بعهد الله وأيمانهم" (بدين الله، بالقرءان) "ثمنًا قليلًا" (الحيواة الدنيا)، "فلووا ألسنتهم" وابتدعوا ليًّا بها وطعنًا بالدين عُهودًا أخرى (وحي السُّنّة والأحاديث القُدسِيَّة، وكثير غيرها...) وصنعوا للناس دينًا غير دين الله "ليحسبوه أنه من كِتاب الله وما هو من كِتاب الله"، و"أنَّهُ من عند الله وما هو من عند الله"، فقالوا (كتبوا) أكاذيب على الله وكتابِهِ "وهُم يعلمون"، أي عن علم أي عن سبق إصرار وترصُّد...)

 

سورة البقرة
الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا ۗ وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا ۚ فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَىٰ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ ۖ وَمَنْ عَادَ فَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴿٢٧٥﴾.

("ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا"
كما قال السلف وأجمع جمهور العُلماء والفُقهاء طعنًا في دين الله، على أنَّ "البيع" (القرءان الكريم) "مثل الرِّبا" (مثل وحي السُّنَّة)، تمامًا كمقولتِهِم الرَبَوِيَّة الشهيرة الّتي أضلّوا فيها الأمَّة الإسلاميَّة والعالم بأسرِهِ والّتي هي ((الكِتاب والسُّنّة)). فأكلوا من الرِّبا وأشركوا مع الله في قراطيسهم وحيًّا آخر غير وحي القرءان سمّوهُ بوحي السُّنة،  وجعلوه بنفس مستوى كتاب الله وبديلًا عنه...)

 

سورة النساء
يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِنَ السَّمَاءِ ۚ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَىٰ أَكْبَرَ مِنْ ذَٰلِكَ فَقَالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ ۚ ثُمَّ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ فَعَفَوْنَا عَنْ ذَٰلِكَ ۚ وَآتَيْنَا مُوسَىٰ سُلْطَانًا مُبِينًا ﴿١٥٣﴾.

("يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِنَ السَّمَاءِ ۚ
 فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَىٰ أَكْبَرَ مِنْ ذَٰلِكَ فَقَالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً"
"ثُمَّ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ"
تلك الآيات هي عبرة ومثل لجميع الأقوام، وعلى رأسهم قوم الرسول محمد لما فعلوه من اتخاذهم للعِجل (وحي السُّنَّة) من بعد ما جاءهم القرءان بالبيِّنات. وهذا دليل على أنهم لا يؤمنون بالله ولا بملائكته ولا بكتبه ولا برسله ولا باليوم الآخر...)

 

سورة يونس
قَالُوا أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاءُ فِي الْأَرْضِ وَمَا نَحْنُ لَكُمَا بِمُؤْمِنِينَ ﴿٧٨﴾.

(نفس الحالة الجدلِيَّة تكرّرت مع الرُّسُل في زمنهم وما زالت تتكرر إلى يومنا هذا، تمامًا كما يحصَل الآن مع قومنا الّذين يُسمون أنفسهم "بالمُسلمين" عندما ندعوهم لاتباع دين الله وحده لا شريك له، أي اتّباع كتابه الّذي أنزله إلى الرسول وأرسله بِهِ ونبذ جميع كُتُب التُراث الشيطانِيَّة، فيقولون "أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاءُ فِي الْأَرْضِ وَمَا نَحْنُ لَكُمَا بِمُؤْمِنِينَ"، أي يُصِرون على اتباع دين آباءهم، أي دين سلفِهِم الطالِح وكُتُب التُراث، إن كان دينًا سُنِّيًّا أو شيعِيًّا أو غيره...)

 

سورة الأعراف
وَإِذَا لَمْ تَأْتِهِمْ بِآيَةٍ قَالُوا لَوْلَا اجْتَبَيْتَهَا ۚ قُلْ إِنَّمَا أَتَّبِعُ مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ مِنْ رَبِّي ۚ هَٰذَا بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴿٢٠٣﴾.

("وَإِذَا لَمْ تَأْتِهِمْ بِآيَةٍ قَالُوا لَوْلَا اجْتَبَيْتَهَا"
هذا ما فعله السلف وأهل التُّراث عندما اجتبوا وألّفوا من عندهم دينًا باطِلاً ووحي سُّنّة كاذِب، ونسبوه للرسول محمد الأمين بُهتانًا وكذِبًا على لِسانه، تصديقًا لما قالته الأقوام السابقة ولما قاله سلفهم للرسول في هذه الآية ("لَوْلَا اجْتَبَيْتَهَا") وتنفيذًا وتطبيقًا لها. فقالوا هُم أيضًا ("لَوْلَا اجْتَبَيْتَهَا")، فاجتبوا بأنفُسِهِم وحي سُنَّة كاذِب من عندهم، أو اجتبوه من سلفهم وأئمَّتهم وأولياءهم وملَّتهم وجماعتهم، افتراءً الكذِب على الله ورسولِهِ...)

 

سورة القمر
أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُولَٰئِكُمْ أَمْ لَكُمْ بَرَاءَةٌ فِي الزُّبُرِ ﴿٤٣﴾ أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُنْتَصِرٌ ﴿٤٤﴾ سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ ﴿٤٥﴾ بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَىٰ وَأَمَرُّ ﴿٤٦﴾.​

("أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُولَٰئِكُمْ أَمْ لَكُمْ بَرَاءَةٌ فِي الزُّبُرِ"
"أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُنْتَصِرٌ"

(هذا ما سطره السلف وأهل التُراث في كُتُبِهِم وقراطيسهم بأنهم مهما كفروا وفعلوا من ذنوب ومعاصي فهُم سوف يبقون خير أمَّة، أي أنَّ الله لن يُحاسبهم لا في الدنيا ولا في الآخرة مهما فعلوا من سيِّئات، بل على العكس سوف يُعطيهم وحدهم حُكم البراءة في الآخرة دونًا عن سائر الأمم ويُدخِلهم الجنَّة، فقط لأنهم من قوم الرّسول وأمَّة محمد. وبأنهم سوف يكون لهم النّصر في الآخرة. مِمّا يعني أنهم سوف يدخلون الجنَّة بغير حساب ومهما فعلوا من سيئات...)
 

سورة النحل
وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ ۙ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ ۚ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴿١٠١﴾ قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَىٰ لِلْمُسْلِمِينَ ﴿١٠٢﴾ وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ ۗ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَٰذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ ﴿١٠٣﴾.

("وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ ۙ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ"
"قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَىٰ لِلْمُسْلِمِينَ"
كصُنّاع الأديان: عبرة لجميع الأقوام من دون استثناء، أكبرهم مثالاً العرب قوم الرسول. لقد افترى قوم الرسول محمد عليه السلام والسلف في كُتُب التُراث وفي تفاسيرهم الباطلة وحيًا آخر غير وحي القرءان. هذا الوحي المزعوم أخذوه من قراطيس أهل الكِتاب السابِقين من الّذين حَرَّفوا التوراة والإنجيل الّذي يُسَمُونه بالكِتاب المُقَدَّس (العهد القديم والعهد الجديد)، وابتدعوا قصصًا وأكاذيبَ وأساطيرَ نسبوها بُهتانًا وزورًا لمحمد الأمين، تطبيقًا لما قاله الّذين كفروا من أهل الكِتاب لهُ: "إنما أنت مفترٍ" فافترى الّذين كفروا وفَسَقوا عن أمر ربِّهِم من قوم الرسول من السَّلف وأهل التُّراث، هذا الوحي، وسمُوهُ بالوحي ((الغير مَتلُو))، فجعلوهُ سُنَّة مُنزَّلة من روح القُدُسِ جبريل إلى مُحمد. وهكذا يكون قوم الرسول الأعراب قد قالوا لمحمد "إنما أنت مفترٍ"
"وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ ۗ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَٰذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ"
كصُنّاع الأديان: تذكِرَةً لما قالتهُ جميع الأقوام من دون استثناء. وإظهارًا لما في نفوس العرب (الأعراب) قوم الرسول عمَّ سوف يقولونه عنهُ بعد وفاتِهِ. لقد قال الّذين كفروا من أهل الكِتاب من النَّصارى لمحمد في هذه الآية وما زالوا يقولون حتّى يومنا هذا، أنَّ بحيرة الراهب الّذي لِسانه أعجمِي قد عَلَّم مُحمدًا هذا القُرءان لقولِهِم الكاذِب: ((يقول الّذين كفروا من النصارى أنَّ محمدا تلقى العلم من الراهب بحيرة طوال 13 عامًا قضاها معه فى الدير...)). كذلك قال أئمّة الكفر والضّلالة والعصيان لرسولِهِم محمد "أنَّهُ مُفترٍ" عندما افتروا هُم على الله وعليه في كُتُبِهِم (كُتُب التُراث الباطلة) أحاديثَ فاسِقة وقصص كاذِبة وسيرة فاجرة ونسبوها إليه كذِبًا وبُهتانًا وزورًا، فقالوا بأنَّهُ كان على اتِّصال ببعض رجال الدين من أحبار اليهود ورُهبان النَّصارى، كبحيرة الرّاهِب وورقة ابن نَوفل وغيرِهم، لِكَي يُضاهِؤوا قول الّذين كفروا من قبل ومن بعد: "إنما أنت مفترٍ". فيُصبِح مُحمدٌ مُفترِيًَا على الله أي على وحي القرءان الكريم، وحي السُّنَّة الّذي صنعوه خِصِّيصًا له لِينسبوهُ له، لكي يُطفِؤوا نور الله بأفواهِهِم...))...)

 

سورة الفرقان
وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَٰذَا إِلَّا إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ ۖ فَقَدْ جَاءُوا ظُلْمًا وَزُورًا ﴿٤﴾ وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَىٰ عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا   ﴿٥﴾ قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا ﴿٦﴾ وَقَالُوا مَالِ هَٰذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ ۙ لَوْلَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا ﴿٧﴾ أَوْ يُلْقَىٰ إِلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْهَا ۚ وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُورًا ﴿٨﴾ انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا ﴿٩﴾.

("وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَٰذَا إِلَّا إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ"
"وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَىٰ عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا"
هذا ما فعله السلف وأهل التُّراث. لقد افتروا إفكًا اجتبوه من عندهم وجعلوه دينًا باطِلاً ووحي سُّنّة خاصّ بالرسول، وجعلوه سيرة وأقاويل وأحاديث ذات قداسة، نسبوها  لمحمد الأمين ولأزواجِهِ وللمؤمنين والمؤمنات الّذين كانوا في زمنه، بُهتانًا وكذِبًا على لِسانهم، تصديقًا لما قالته الأقوام السابقة ولما قاله سلفهم للرسول في تلك الآيتين، ("وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَٰذَا إِلَّا إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ"، "وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَىٰ عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلً"). وتنفيذًا وتطبيقًا لما قالته الأقوام السابقة، قالوا هُم أيضًا ذلك، فافتروا هذا الإفك بأنفُسِهِم وجاؤوا بوحي سُنَّة كاذِب من عندهم، وافتروه من سلفهم وأئمَّتهم وأولياءهم وملَّتهم وجماعتهم، وقالوا أنَّ الرسول جاء بهذا الوحي أو السُنَّة، وأنَّ الّذين معه (سمّوهم بالصّحابة) وأيضًا السَّلف وأهل التُّراث نقلوا عنه سُنَّتَهُ بالتواتر بحجة ((قال الرسول عن عن عن عن...))...
"وَقَالُوا مَالِ هَٰذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ ۙ لَوْلَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا"
هذا ما قالته جميع الأقوام، وعلى قائمتهم الأعراب (العرب) قوم الرسول من المنافقين من الّذين دخلوا في الإسلام من أهل السَّلف والتراثِيين، فلم يعجبهم أنَّ رسولهم كان "يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ لَوْلَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا"، فأنزلوا هُم من أنفُسهم إليه ملكٌ (روح القدس جبريل) افتراءً عليه، وقالوا أنه أوحى إلى محمد بوحي سُنَّة سموه ((بالوحي الغير مَتلُو)) بهتانُا وكذِبًا وزورًا، وجعلوه معه نذيرًا، وافتروا عليه الكذب في هذا الوحي الباطِل.
وكذلك قالوا: ((
عن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما قال: «حدثني أبي عمر بن الخطاب قال: بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يرى عليه أثر السفر ولا يعرفه منا أحد حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه...... ثم انطلق فلبثت مليًا ثم قال لي: يا عمر أتدري من السائل قلت: الله ورسوله أعلم قال: فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم (رواه مسلم))، و((كان جبرائيل يأتيني على صورة دحية الكلبي، وكان دحية رجلاً جميلاً (رواه الطبراني))...
"أَوْ يُلْقَىٰ إِلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْهَا"
مرَّةً يقولوان أنه كان من أغنى الأغنياء، بقولهم: ((بأنَّ ثروة النبِيّ كانت طُن و94 كلغ من الذهب))، ومرَّةً أخرى قالوان أنه كان من أفقر الفقراء، بقولهم: ((أنّهُ مات ودِرعُهُ مرهونةٌ عِند يَهودي))، استهزاءً بِالله وبِهِ...
"وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُورًا"
وكذلك من إفكِهِم قالوا نفس الشيء عن الرَّسول عن سَلَفِهِم أنَّ محمدًا كان مسحورًا، بُهتانًا وكذِبًا، تصديقًا وتنفيذًا لما قاله الظَّالمون له في هذه الآية، وتشويهًا لِمِصداقِيَّتِهِ وبالتالي لِسُمعة ومِصداقِيَّة القرءان الكريم، فجاؤوا بأحاديث كاذِبة أنَّ الرسول قد سُحِر، منها:
1. ((في بُخاري عن عائشة: كان رسول الله سُحِرَ، حتّى كان يُرى أنَّهُ يأتي النِّساء ولا يأتيهِنّ. وقال سُفيان: هذا أشدُّ ما يكون من السِّحر)).
2. ((روى البُخاري ومُسلِم عن عائشة: قالت: سَحَرَ رسول الله رجُلٌ من بني زُرَيْق يُقال له لبيد ابن الأعصم، حتّى كان رسول الله يُخَيَّلُ أنَّهُ كان يفعل الشيء وما فعلَهُ)).
وغير ذلك من الأحاديث الكثيرة عن سِحر الرسول...)

 

سورة الإسراء
قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَىٰ أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَٰذَا الْقُرْءَانِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا ﴿٨٨﴾ وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَٰذَا الْقُرْءَانِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَىٰ أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا ﴿٨٩﴾ وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّىٰ تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا ﴿٩٠﴾ أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ خِلَالَهَا تَفْجِيرًا ﴿٩١﴾ أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا ﴿٩٢﴾ أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَىٰ فِي السَّمَاءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّىٰ تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَقْرَؤُهُ ۗ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا ﴿٩٣﴾ وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَىٰ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَرًا رَسُولًا ﴿٩٤﴾ قُلْ لَوْ كَانَ فِي الْأَرْضِ مَلَائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ مَلَكًا رَسُولًا ﴿٩٥﴾ قُلْ كَفَىٰ بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ ۚ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا ﴿٩٦﴾.

(هذا ما قاله وسَطَرَهُ السلف وأهل التُّراث العرب من قوم الرسول في قراطيسهم بُهتانًا وكذِبًا. لقد طبَّقوا تمامًا ما أراده الكُفّار والمُشرِكين من مُحمد في زمنِهِ، الّذين أبوا أن يؤمنوا لهُ حَتّى يأتِيَهُم بِمُعجِزات تعجيزِيَّة لا يستطيع محمد أن يأتِيَهُم بِها، لأنَّهُ أوّلًا هو بشَرٌ ليس إلّا، وثانِيًا هو رسولٌ مُرسَل من عِندِ الله بوحي القرءان الكريم (الكِتاب) والّذي من المفروض أن يكون كافِيًا لهُم حتّى يؤمنوا لهُ. فساروا على خُطاهُم، فأبوا هُم أيضًا أن يؤمنوا لهُ بعد وفاتِهِ حَتّى يأتِيَهُم بِمُعجِزات، فصنعوا له بأنفُسِهِم مُعجزات كثيرة مُشابِهة لِما طلبه منه الكُفّار والمُشرِكون في زمنِهِ، وزادوا الكثير الكثير عليها:
"وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّىٰ تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا"
لقد طلبوا منه أن يَفجُر لهم من الأرض يَنبوعًا، تمامًا لما قالوه:
1. ((أُتِيَ النبِيُّ بإناءٍ وهو بالزوراء، فوضع يَدَهُ في الإناء فجعل الماء يفور من بين أصايِعِهِ كأمثال العُيون، قال فشرِبنا وتوضّأنا، فقُلتُ لِجابِر كم كُنتُم يومئذٍ، قال لو كُنّا مِئة ألفٍ لكفانا، كُنّا خمسةَ عشرةَ مِئة. مُتَّفقُ عليه، واللفظ للبُخاري)).
2. ((لمُا اشتَدَّ العطشُ بالناس أمر النبِيُّ أبا قُتادة أن يأتِيَ بِبقيَّةِ الماء الّذي توضّأ بِهِ النبِيّ، فجل يَصُبُّ الماء ويَسقي النّاس حتّى اكتفَوا ولم يبقى غيرُهُ))...
"أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ خِلَالَهَا تَفْجِيرًا"
"أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ"
أو أن يجعله الله من أقوى العُلماء وأغنى الأغنياء، ذو عِلم وجاه وعِز ومركز وسُلطة وقُوَّة لا تُرَدّ في هذه الأرض،("أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ")، أو يكون له جنَّةٌ من نخيل وعِنبٍ، فيُفجِّر الأنهار خلالها تفجيرًا ("أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ خِلَالَهَا تَفْجِيرًا")، فيُعطيهم جميع خيرات الأرض من رزقٍ ومأكل ومشرب، تمامًا لما قالوه:
1. ((قال أبو طلحَة لأم سليم: قد سمِعتُ صوت رسول الله ضعيفًا أعرفُ فيهِ الجوع، فهل عندَكِ من شيء، فقالت نعم، فأخرجت أقراصًا من شعير، ثُمَّ أخذت خِمارًا لها فلفَّت الخُبز بِبعضِهِ، ثُمَّ دسَّتهُ تحت ثوبي وردَّتني بِبعضِهِ، ثُمَّ أرسلتني إلى الرسول، فذهبتُ بِهِ، فوجدتُهُ في المسجد ومعه الناس، فقُمتُ عليهم، فقال: أرسلكِ أبو طلحة، فقُلتُ: نعم، فقال: الطَّعام؟ فقُلتُ نعم، فقال لمن معهُ قوموا، فانطلق وانطلقتُ بين أيديهم حتّى جِئتُ أبا طلحة
 فأخبرتُه، فقال أبو طلحة: يا أم سليمٍ، قد جاء رسول الله بالناس، وليس عندنا ما نُطعُمهم، فقالت: الله ورسوله أعلم، قال: فانطلق أبو طلحة حتى لقي رسولَ الله فأقبل معه حتى دخلا، فقال الرسول: هلُمِّي ما عندك يا أم سليمٍ؟ فأتَتْ بذلك الخبز، فأمر به ففُتَّ، وعصَرَتْ عليه أمُّ سُليمٍ عُكَّةً لها، فأَدَمَتْهُ، ثم قال: ((ائذن لعشرةٍ))، فأذن لهم، فأكلوا حتى شبعوا، ثم خرجوا، ثم قال: ((ائذن لعشرةٍ))، فأذن لهم، فأكلوا حتى شبعوا، ثم خرجوا، ثم قال: ((ائذن لعشرةٍ))، حتى أكل القوم كلهم وشبعوا، والقوم سبعون رجلًا أو ثمانون؛ (مسلم حديث: 2040).)).
2. ((
روى البخاريُّ عن مجاهدٍ: أن أبا هريرة كان يقول: والله الذي لا إله إلا هو، إن كنت لأُلصِق بكبدي على الأرض من الجوع، وإن كنت لأشُدُّ (أربط) الحجَرَ على بطني من الجوع، ولقد قعدت يومًا على طريقهم الذي يخرجون منه، فمر أبو بكرٍ، فسألته عن آيةٍ من كتاب الله، ما سألتُه إلا ليُشبِعني، فمر ولم يفعل، ثم مر بي عمر، فسألته عن آيةٍ من كتاب الله، ما سألته إلا ليشبعني، فمر فلم يفعل، ثم مر بي أبو القاسم، فتبسَّم حين رآني، وعرَف ما في نفسي وما في وجهي، ثم قال: ((يا أبا هر)) الْحَقْ، ومضى، فتبعته، فدخل، فاستأذن، فأذن لي، فدخل، فوجد لبنًا في قدحٍ، فقال: من أين هذا اللبن؟ قالوا: أهداه لك فلان أو فلانةُ، قال: ((أبا هر))، الْحَقْ إلى أهل الصُّفَّة أضياف الإسلام فادعُهم لي، لا يأوون إلى أهلٍ ولا مالٍ، ولا على أحدٍ، إذا أتَتْه صدقةٌ بعث بها إليهم ولم يتناول منها شيئًا، وإذا أتته هديةٌ أرسل إليهم، وأصاب منها، وأشركهم فيها، فساءني ذلك، فقلت: وما هذا اللبن في أهل الصفة، كنتُ أحقَّ أنا أن أصيب من هذا اللبنِ شربةً أتقوَّى بها، فإذا جاء أمرني، فكنت أنا أعطيهم، وما عسى أن يبلغني من هذا اللبن، ولم يكن مِن طاعة الله وطاعة رسوله بُدٌّ، فأتيتُهم فدعوتهم، فأقبلوا، فاستأذنوا، فأذن لهم، وأخذوا مجالسهم من البيت، قال: ((يا أبا هر))، خُذْ فأعطهم، قال: فأخذت القدح، فجعلت أعطيه الرجل فيشرب حتى يَرْوَى، ثم يرد عليَّ القدح، فأعطيه الرجل، فيشرب حتى يروى، ثم يرد عليَّ القدح، فيشرب حتى يروى، ثم يرد عليَّ القدح، حتى انتهيت إلى النبي وقد رَوِيَ القومُ كلهم، فأخذ القدح فوضعه على يده، فنظر إليَّ فتبسم، فقال: ((أبا هر))، بقِيتُ أنا وأنت، قلت: صدقتَ يا رسول الله، قال: اقعد فاشرب، فقعدت فشربت، فقال: اشرب، فشربتُ، فما زال يقول: اشرب، حتى قلت: لا والذي بعثك بالحق، ما أجد له مسلكًا، قال: فأرني، فأعطيته القدح، فحَمِدَ الله وسمى وشرب الفَضْلة (البخاري))....
"أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا"
"أَوْ تَرْقَىٰ فِي السَّمَاءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّىٰ تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَقْرَؤُهُ"
أو حتّى أن يُشرِكه الله في كل الأمور وتكون أوامره مُطاعة عنده، فإمّا يأتيهم بعذاب من السماء، أو يأتِيَهُم بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا، أو حتّى يعرج في السماء "يرقى في السماء" بجسدِهِ وشرط إيمانهم بعروجه هو أن يُنّزِّلً عليهِم من السماء كتابًا يقرؤونه، أي أن يروه رؤيا العين منزلاً معه عليهم كتابًا من السماء، ولن يكتفوا بتنزيل هذا الكتاب حتى "يقرؤوه"، أي أن يأتيهم بدين آخر غير دين الله يقبلونه، يُناسَب أهواءَهُم وعباداتهم فيُدخِلهُم الجنَّة مهما فعلوا من سيِّئات. تمامًا كما قالوا بكُفرِهِم في كُتُب الشريعة والسُّنَّة والفِقه والسّيرة والتفسير. لقد اجتبوا شريعة وسُنَّة وفِقه وسّيرة وتفاسير وعِبادات (وحي سُنَّة)، وقالوا فيها أنَّ محمدًا كان لديه مُعجِزات منها أسطورة المعراج الفاسقة التي قالوا فيها ((أنه رأى جبريل بحقيقتِهِ وعرج معه في السماء بجسدِهِ وقابل الله وتكلَّم معه))، وقالوا أكاذيب هذا الشأن لا تُعدّْ ولا تُحصى ((بداية بالبراق مرورًا بصلاته بالأنبياء الأموات في الأرض قبل أن يتعلم الصلاة في السماء ورؤيته لهم في السموات نهايتة برؤيته لله حاشاه والجنة وجهنم رؤيا العين)). فنزَّلوا عنه بُهتانًا وزورًا، كِتابًا (وحي السُّنَّة الباطِل) يُناسِب أهواءهُم ويُدخِلهم الجنَّة، كالصلوات الخمس الحركيّة، وأحاديث ما رأى في الجنة وجهنم، وشرائع وقوانين أخرى فاسِقة وفاجِرة وكثيرة...)

 

سورة الإسراء
وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْءَانَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا ﴿٤٥﴾ وَجَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا ۚ وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْءَانِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَىٰ أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا ﴿٤٦﴾ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ وَإِذْ هُمْ نَجْوَىٰ إِذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُورًا ﴿٤٧﴾ انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا ﴿٤٨﴾.

"إِذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُورًا"
(هذا ما قاله الظّالِمون السّابِقون للرسول في زمنِهِ، وما قاله الظّالِمون اللاحِقون "السلف وأهل التُّراث" ومن اتّبعهم من قوم الرَّسول محمد بعد وفاتِهِ حتّى زمننا هذا. لقد تناجوا بالإفك، بوحي سُّنّة بُهتانًا وزورًا عن الرسول، وجعلوه سيرة وأقاويل، نسبوها لمحمد الأمين ولأزواجِهِ وللمؤمنين والمؤمنات الّذين كانوا معه والّذين هُم بُرءاءُ مِنهُم ومن وحيِهِم الأفّاك هذا وأقاويلِهِم، فقالوا نفس الشيء عن الرَّسول عن سَلَفِهِم "إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُورًا"، أي أنَّ محمدًا كان مسحورًا، تصديقًا وتنفيذًا لما قاله الظَّالمون له في هذه الآية، وتشويهًا لِمِصداقِيَّتِهِ وبالتالي لِسُمعة ومِصداقِيَّة القرءان الكريم، فجاؤوا بأحاديث كاذِبة أنَّ الرسول قد سُحِر، منها:
1. ((في بُخاري عن عائشة: كان رسول الله سُحِرَ، حتّى كان يُرى أنَّهُ يأتي النِّساء ولا يأتيهِنّ. وقال سُفيان: هذا أشدُّ ما يكون من السِّحر)).
2. ((روى البُخاري ومُسلِم عن عائشة: قالت: سَحَرَ رسول الله رجُلٌ من بني زُرَيْق يُقال له لبيد ابن الأعصم، حتّى كان رسول الله يُخَيَّلُ أنَّهُ كان يفعل الشيء وما فعلَهُ)).
وغير ذلك من الأحاديث الكثيرة الكثيرة عن سِحر الرسول...)

 

سورة القصص
وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَٰكِنْ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ﴿٤٦﴾ وَلَوْلَا أَنْ تُصِيبَهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَيَقُولُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴿٤٧﴾ فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا لَوْلَا أُوتِيَ مِثْلَ مَا أُوتِيَ مُوسَىٰ ۚ أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ مِنْ قَبْلُ ۖ قَالُوا سِحْرَانِ تَظَاهَرَا وَقَالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ ﴿٤٨﴾ قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَىٰ مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴿٤٩﴾ فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ ۚ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴿٥٠﴾.

(هذا ما قال السابِقون من الّذين كفروا من أهل الكِتاب من بني إسرآءيل للرسول محمد في زمنِهِ حين جاءهُم بتوراتِهِم وإنجيلِهِم الحَقّ الّتي حُفِظت في القرءان، وما زالوا يقولون. وهكذا سار على خُطاهُم أكثر اللاحِقون من جميع الأديان والقوانين الأرضِيّة من دون استثناء، أكثرهُم كُفرًا ونِفاقًا العرب قوم الرّسول (أُمَّة مُحمّد)، من الّذين أصبحوا هُم أيضًا من الّذين كفروا، "تَيَمُّنًا" بِبني إسرآءيل، عندما ندعوهم لِقُرءانِهِم الحقّ. أي عندما ندعوهُم بِعِلم وبِبَيان لاتِّباع فقط القرءان الحقّ ونَبْذ الثُّراث الباطِل، دين آباءهم (سلَفِهِم)، وحي السُّنَّة الباطِل:
"قَالُوا لَوْلَا أُوتِيَ مِثْلَ مَا أُوتِيَ مُوسَىٰ"
فيقولون لنا لولا نأتيهِم بمِثل ما أوتِيَ مُحمَّد من وحي سُنَّة سمّوهُ بالوحي الباطِن، افتراءً الكذِب على الرسول، بقولِهِم الفاسِق في قراطيسِهِم:
((أوتيت الكتاب ): أي القرآن (ومثله معه): أي الوحي الباطن غير المتلو أو تأويل الوحي الظاهر وبيانه بتعميم وتخصيص وزيادة ونقص، أو أحكاما ومواعظ وأمثالا تماثل القرآن في وجوب العمل، أو في المقدار.
فقالوا أنَّ هذا الحديث يحتمل وجهين أحدهما: أنه أوتي من الوحي الباطن غير المتلو مثل ما أوتي من الظاهر المتلو، والثاني أن معناه أنه أوتي الكتاب وحيا يتلى، وأوتي مثله من البيان أي أذن له أن يبين ما في الكتاب فيعم ويخص وأن يزيد عليه فيشرع ما ليس في الكتاب له ذِكْر، فيكون ذلك في وجوب الحكم ولزوم العمل به كالظاهر المتلو من القرآن.
قال الخطابي: أوشِك أن أُحَذِّر بذلك مخالفة السنن التي سنها رسول الله مما ليس له ذِكْر في القرآن على ما ذهب إليه الخوارج والروافض من الفرق الضالة فإنهم تعلقوا بظاهر القرآن وتركوا السنن التي ضمنت بيان الكتاب فتحيروا وضلوا انتهى.​))...
وبناءً على ما قرأتم هنا سأسألكم: من هم الخوارج والروافض والفرق الضالة الذين تحيروا وضلوا وانتهى...؟
هل هم من تعلقوا بالقرءان ورفضوا السنن التي ما أنزل الله بها من سلطان أم هم من تعلقوا بهذه السنن ورفضوا القرءان ففسقوا عن أمر ربهم كإبليس الملعون وشياطينه الرجيمة...؟
 
"قَالُوا سِحْرَانِ تَظَاهَرَا وَقَالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ"
وهُم بِمُجرَّد أن رفضوا أن يؤمنوا بوحيٍ واحِد وخرجوا عن كتاب الله (الوحي الظّاهِر والوحي الباطن، والّذانِ هُما القرءان الكريم)، وبِمُجرَّد أنهم صنعوا (أوتوا) وحيًا آخَرَ غير وحي هذا القرءان اتَّهموا فيه رسولهُم أنَّهُ "مسحورًا" وبالتالي أنَّ ما جاء بِهِ من قرءان هو "سِحر" وليس بِحَقّْ، فقد كفروا بما أوتِيَ مُحمَّدٌ فأصبحوا بها من الكافرين، من الفرق المشركة الضالة...)

 

سورة المؤمنون
أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءَهُمْ مَا لَمْ يَأْتِ آبَاءَهُمُ الْأَوَّلِينَ ﴿٦٨﴾ أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ ﴿٦٩﴾ أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ ۚ بَلْ جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ ﴿٧٠﴾ وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ ۚ بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَنْ ذِكْرِهِمْ مُعْرِضُونَ ﴿٧١﴾.

("أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ بَلْ جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ"
هذا ما قاله أهل التُّراث من قوم الرسول العرب عن رسولهم محمد. لقد صوَّروهُ بأنَّ "بِهِ جِنَّةٌ" (أي مجنون فاقد العقل والوعي والإدراك) من خلال ما قالوه عنه من أحاديث  فاسِقة وفاجِرة (وحي السُّنَّة)، تصديقًا وتنفيذًا لما قاله الظَّالمون له في هذه الآية وتشويهًا لِمِصداقِيَّتِهِ وسُمعتِهِ ومقامِهِ كرسول أمين على رسالة عظيمة، وبالتالي لسمعة ومِصداقِيَّة القرءان الكريم، لكي يطعنوا في رسول الله ويُدخلوا الريبة في قلوب الناس فيطعنوا بحقيقة أن محمدًا عليه السلام رسولٌ مُرسَل من عند الله، وبحقيقة أن القرءان الكريم هو كتاب من عند الله. وهذا ما نراه حتى يومنا هذا على الفضائيات والصفحات والمجالس والخطب وفي أنديتهم التي يأتون فيها المنكر من القول وزورًا.  فأجابهم الله تعالى بقولِهِ لهُم ولمن هم على شاكِلَتِهِم:
"وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ"
وهذا ما فعله السَّلف بصناعتهم لوحي ولسُنَّة باطِلة. لقد جعلوا الحقّْ الّذي هو القرءان يتَّبِع "أَهْوَاءَهُمْ" سُنَّتهم وشريعتهم الباطِلة عندما طعنوا بالقرءان والرسول بتفسيرات تتناسب تلك الأهواء، أي عندما حَرَّفوهُ من خلال قراطيس وحي سُّنَّة فاسِق. ولذلك نجد فسادهم مُنتشِرًا في العالم بأسرِهِ، وقد لحِقَ الجميع...)

 

سورة الصافات
إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ ﴿٣٥﴾ وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُو آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ ﴿٣٦﴾ بَلْ جَاءَ بِالْحَقِّ وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ ﴿٣٧﴾ إِنَّكُمْ لَذَائِقُو الْعَذَابِ الْأَلِيمِ ﴿٣٨﴾ وَمَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴿٣٩﴾.

("وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُو آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ"
هكذا قالوا لجميع الرُّسُل، وهكذا فعل ويفعل قوم الرسول عندما ندعوهم لعبادة الله وحده (اتباع فقط القرءان الكريم) ونبذ كُتُب التُراث، يقولون لنا أنَّ ما نأتيهم بِهِ من قرءان هو شِعر، أي كذب صنعه خيالنا وليس بواقِع (أي أننا نُفسِّر القرءان على هوانا) وأننا مجانين، ويستكبرون مؤكِّدين لنا أنَّهُم لن يترُكوا "آلِهتَهُم" بُخاري ومُسلم والأئمَّة الأربع والقرطبي وأقوال الصَّحابة وإجماع الأمَّة ومجتمعهم وأعرافهم...)

 

سورة السجدة
تَنْزِيلُ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿٢﴾ أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ ۚ بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ ﴿٣﴾.

("أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ"
تمامًا كما افترى أهل التُّراث وعلماء الدّين من قوم الرّسول سُنَّة وشريعة وتفسير وسيرة وفقه، نسبوها إلى رسولهم محمد الأمين كذِبًا عليه، ففسَّروا وبيَّنوا القرءان بواسطتها، لِكَي يُضاهِؤوا قول الّذين كفروا من قَبل في هذه الآية، فيُصبِح بالتالي هذا القُرءان مُفترى من عند الرسول...)

 

سورة يونس
وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ ۙ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْءَانٍ غَيْرِ هَٰذَا أَوْ بَدِّلْهُ ۚ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي ۖ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ ۖ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ﴿١٥﴾ قُلْ لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلَا أَدْرَاكُمْ بِهِ ۖ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِنْ قَبْلِهِ ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴿١٦﴾ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ ۚ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ ﴿١٧﴾ وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَٰؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ ۚ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴿١٨﴾.

("قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْءَانٍ غَيْرِ هَٰذَا أَوْ بَدِّلْهُ"
"وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَٰؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ"
هكذا فعل الكُبراء من أهل السّلف وأهل التُّراث من قوم الرسول عبر الزَّمن، ومن اتبعهم وءامن لهم من الضُّعفاء. لقد جاؤوا بقرءانٍ غير هذا عندما صنعوا وحي السُّنَّة الباطِل، ففسَّروا وبيَّنوا هذا القرءان بواسِطة هذا الوحي الكاذب لكي يُضِلّوا الناس بأن يوهموهم بإعطاءهم لهم الشفاعة في الآخرة. فجعلوا بذلك القرءان غير هذا القرءان، وبدَّلوهُ بوحي آخر، وحي السُّنَّة المزعوم. فعبدوا بذلك من دون الله "ما لا يضرهم ولا ينفعهم" وقالوا أن "هؤلاء شفعاؤنا عند الله" أي أن هؤلاء سيأخذون أوزارهم، فيدخلون الجنة دون حساب...)

 

سورة فصلت
وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَٰذَا الْقُرْءَانِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ ﴿٢٦﴾ فَلَنُذِيقَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا عَذَابًا شَدِيدًا وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٢٧﴾ ذَٰلِكَ جَزَاءُ أَعْدَاءِ اللَّهِ النَّارُ ۖ لَهُمْ فِيهَا دَارُ الْخُلْدِ ۖ جَزَاءً بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ ﴿٢٨﴾.

("وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَٰذَا الْقُرْءَانِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ"
هكذا فعل أعداء الله، السّلف الطّالِح وأهل التُّراث من قوم الرسول محمد عبر الزَّمن. لقد رفضوا أن يسمعوا لهذا القرءان، ولغوا فيه (حرَّفوه، وبدّلوا كلماته، وغيَّروا علومه وبيانَهُ) بافتراءهم علمًا آخر باطِلاً يغلبوا به علم القرءان، بافتراءهم وحي السنة والأحاديث القدسية كي يُدحِضوا بهم ما جاء به هذا القر ءان من حقّ...)

 

سورة آل عمران
يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ ﴿٧٠﴾ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴿٧١﴾ وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴿٧٢﴾ وَلَا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ قُلْ إِنَّ الْهُدَىٰ هُدَى اللَّهِ أَنْ يُؤْتَىٰ أَحَدٌ مِثْلَ مَا أُوتِيتُمْ أَوْ يُحَاجُّوكُمْ عِنْدَ رَبِّكُمْ ۗ قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴿٧٣﴾ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ﴿٧٤﴾ وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا ۗ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴿٧٥﴾ بَلَىٰ مَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ وَاتَّقَىٰ فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ ﴿٧٦﴾.

(هكذا قال السابِقون من الّذين كفروا من أهل الكِتاب للرسول محمد في زمنِهِ حين جاءهُم بالعِلم، وما زالوا يقولون. وهكذا يقول لنا أكثر اللاحِقون من جميع الأديان والقوانين الأرضِيّة من دون استثناء، أكثرهُم كُفرًا ونِفاقًا العرب قوم الرّسول (أُمَّة مُحمّد)، من الّذين أصبحوا هُم أيضًا من الّذين كفروا من أهل الكِتاب "تَيَمُّنًا" بالسابِقين،  عندما ندعوهم لِكِتابِ الله ونأتيهِم بِعِلمِه. أي عندما ندعوهُم بِعِلم وبِبَيان لاتِّباع فقط القرءان الحقّ ونَبْذ الثُّراث الباطِل، دين آباءهم (سلَفِهِم)، وحي السُّنَّة الباطِل:
"وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ"
فهُم إمّا تارَّةً يُنافِقون علينا "وجه النَّهار" (أي أمامنا) بإيمانٍ مُخادِع، وتارَّةً أُخرى يمكرون "يكفُرون آخِرَهُ" إما من وراء ظهورنا بين بعضهم البعض أو يرجعون عن إيمانهم فيُجادِلوننا في الحقِّ بعد أن تَبَيَّنَ لهُم، لعلَّهُم يغلِبون كي "نرجع" عن إيمانِنا...
"وَلَا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ"
أو يرفُضون أن يؤمنوا بدين الله وحدهُ لا شريك له (القرءان فقط)، ويُصِرّون على اتِّباع دينهُم (وحي السُنَّة الباطِل، دين سلفهم وأئمَّتِهم وأولِياءهم ومِلّتِهم وجماعتِهِم)، من بعدِ ما جاءهُم من العِلم...
  "ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ"
 أو يرفُضون أن يوفوا بِعهدِ الله الّذي عاهدوه عليه حين قالوا أنهم آمنوا بالله وبرسولِهِ، ولمّا يدخُل الإيمان في قُلوبِهِم، فيرفُضون أن يتَّقوا الله ويُقيموا دين الإصلاح (الكِتاب) ويبتعِدوا عن دين الفساد (وحي السُّنَّة، أو عُلومهم). وما كانت حُجَّتُهُم إلّا أن قالوا "لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ" أي أنَّنا "أُمِّيِّينَ" لا ندري ما الكِتاب ولا الإيمان، وبالتالي لا نفقه شيئًا من دين الله وكِتابِهِ وأنهم أهل الكتاب والإيمان والتقوى...)

 

سورة الأنعام
وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ ۖ وَجَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا ۚ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا ۚ حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَٰذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ ﴿٢٥﴾ وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ ۖ وَإِنْ يُهْلِكُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ ﴿٢٦﴾.

(هكذا قال السابِقون من الّذين كفروا من أهل الكِتاب للرسول محمد في زمنِهِ حين جاءهُم بالعِلم، وما زالوا يقولون. وهكذا يقول لنا أكثر اللاحِقون من جميع الأديان والقوانين الأرضِيّة من دون استثناء، أكثرهُم كُفرًا ونِفاقًا العرب قوم الرّسول (أُمَّة مُحمّد)، من الّذين أصبحوا هُم أيضًا من الّذين كفروا من أهل الكِتاب، "تَيَمُّنًا" بالسابِقين، عندما ندعوهم لِكِتابِ الله ونأتيهِم بِعِلمِه. أي عندما ندعوهُم بِعِلم وبِبَيان لاتِّباع فقط القرءان الحقّ ونَبْذ الثُّراث الباطِل، دين آباءهم (سلَفِهِم)، وحي السُّنَّة الباطِل:
"حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَٰذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ"
فهُم يتَّخِذون آيات الله هُزُوًا فيُجادِلوننا فيها بدينِهِم الباطِل، وكأنهم يقولون لنا "إِنْ هَٰذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ"...
"وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ"
فيُجادِلوننا بكُل شِدَّة وتَعَصُّب بدينِهِم، "ويَنْهَوْنَ ويَنأَوْنَ" أنفُسَهُم وغيرهم عن اتِّباع دين الله الحقّ (الكِتاب) بكل ما أوتوا من قُوَّة في سبيل اتِّباع (وحي السُّنَّة، أو عُلومهم)، أي "يَنْهَوْنَ ويَنأَوْنَ" عن تطبيق ونشر الخير والإصلاح الّذي في آياتِهِ، في سبيل تطبيق ونشر الشَّر والظُّلم والفساد الّذي في قَراطيسِهِم وعلومِهِم...)

 

سورة الزخرف
وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ ۖ فَأَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ ﴿٨٧﴾ وَقِيلِهِ يَا رَبِّ إِنَّ هَٰؤُلَاءِ قَوْمٌ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿٨٨﴾ فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلَامٌ ۚ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ ﴿٨٩﴾.

("وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ ۖ فَأَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ"
هكذا قالت الأقوام السابِقة المُنافِقة المُشرِكة الكاذِبَة لرُسُلِها، وهكذا قال قوم الرسول المُنافِقين المُشرِكين الكاذِبين لِمُحمَّد في زمنِهِ، وهكذا قال وما زال يقول أكثر  الناس من بعدِهِ كذِبًا، من الّذين كفروا وأشركوا مع الله أديانهم وأحزابهم ومذاهِبهم وطوائِفهم وقوانينهم وعلومِهم، بأنَّهُم يؤمِنون بوجودِيَّة الله، وبأنَّهُ هو الّذي خَلَقَهُم.  وأكبرُهُم مِثالًا لذلك، المُنافِقون المُشرِكون الكاذِبون العرب قوم الرسول. فهُم يدعون الله ويقولون بإيمانٍ مؤَكَّد بأنَّ الله هو الّذي خلقَهُم، وهُم في الوقتِ نفسِهِ يَكفُرون بِهِ ويُشرِكون (يَدعون) معهُ أولِياء (سلفهم وأهل التُّراث وأئِمَّتهم وعُلماءهم وغيرِهِم)، يدعونَهُم من دونِهِ...)

 

سورة الزمر
وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ ۚ قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ ۚ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ ۖ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ ﴿٣٨﴾ قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَىٰ مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ ۖ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ ﴿٣٩﴾ مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُقِيمٌ ﴿٤٠﴾.

("وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ"
هكذا قالت الأقوام السابِقة المُنافِقة المُشرِكة لرُسُلِها، وهكذا قال قوم الرسول المُنافِقين المُشرِكين لمُحمَّد في زمنِهِ، وهكذا قال وما زال يقول أكثر الناس من بعدِهِ من الّذين نافقوا فكفروا وأشركوا مع الله أديانهم وأحزابهم ومذاهبهم وطوائِفهم وقوانينهم وعلومِهم، بأنَّهُم يؤمِنون بوجودِيَّة الله، وبأنَّهُ هو الّذي خلقَ السماوات والأرض وبالتالي فهو وحدهُ الّذي سوف يُعيد الخَلق ويُحاسِبَهُم في الآخِرة. وأكبرُهُم مِثالًا لذلك، المُنافِقون المُشرِكون العرب قوم الرسول. ولكنهم يدعون الله ويقولون بإيمانٍ مؤَكَّد بأنَّ الله هو خالِقُ السماوات والأرض وأنَّهُ هو الّذي سوف يُحاسِبَهُم في الآخِرة، وهُم في الوقتِ نفسِهِ يكذبون وينافقون لأنهم يكفُرون بِهِ ويُشرِكون معهُ أولِياء (سلفهم وأهل التُّراث وأئِمَّتهم وعُلماءهم وغيرِهِم)، يدعونَهُم من دونِهِ لِيشفعوا لهُم في الآخرة، حتّى يُدخِلوهُم الجنَّة من دون حِساب...)

 

سورة العنكبوت
وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ ۖ فَأَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ ﴿٦١﴾.

(هكذا قالت الأقوام السابِقة المُنافِقة المُشرِكة لرُسُلِها، وهكذا قال قوم الرسول المُنافِقين المُشرِكين لمُحمَّد في زمنِهِ، وهكذا قال وما زال يقول أكثر الناس من بعدِهِ من الّذين نافقوا فكفروا وأشركوا مع الله أديانهم وأحزابهم ومذاهِبهم وطوائِفهم وقوانينهم وعلومهم، بأنَّهُم يؤمِنون بوجودِيَّة الله، وبأنَّهُ هو الّذي خلقَ السماوات والأرض وسخَّر الشَّمس والقمر (أي خلق الزَّمن، وخلقنا). وأكبرُهُم مِثالًا لذلك، المُنافِقون المُشرِكون العرب قوم الرسول. فهُم يدعون الله ويقولون بإيمانٍ مؤَكَّد بأنَّ الله هو خالِقُ  السماوات والأرض وأنَّهُ سخَّر الشَّمس والقمر من أجلِ بقائنا، وهُم في الوقتِ نفسِهِ يكفُرون بِهِ ويُشرِكون (يَدعون) معهُ أولِياء (سلفهم وأهل التُّراث وأئِمَّتهم وعُلماءهم وغيرِهِم)، يدعونَهُم من دونِهِ...)
 

سورة لقمان
وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ ۚ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ ۚ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴿٢٥﴾.

(هكذا قالت الأقوام السابِقة المُنافِقة المُشرِكة لرُسُلِها، وهكذا قال قوم الرسول المُنافِقين المُشرِكين لِمُحمَّد في زمنِهِ، وهكذا قال وما زال يقول أكثر الناس من بعدِهِ كذِبًا، من الّذين كفروا وأشركوا مع الله أديانهم وأحزابهم ومذاهبهم وطوائفهم وقوانينهم وعلومهم، بأنَّهُم يؤمِنون بوجودِيَّة الله، وبأنَّهُ هو الّذي خَلَقَهُم. وأكبرُهُم مِثالًا لذلك، المُنافِقون المُشرِكون العرب قوم الرسول. فهُم يدعون الله ويقولون بإيمانٍ مؤَكَّد بأنَّ الله هو الّذي خلقَهُم، وهُم في الوقتِ نفسِهِ لا يَحمدونَهُ (يتَّبِعون كِتابَهُ) ويَكفُرون بِهِ ويُشرِكون (يَدعون) معهُ أولِياء (سلفهم وأهل التُّراث وأئِمَّتهم وعُلماءهم وغيرِهِم)، يَحمدونهم (يتّبِعون قراطيسِهِم) من دونِهِ...)
 

سورة يس
وَآيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ ﴿٤١﴾ وَخَلَقْنَا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ مَا يَرْكَبُونَ ﴿٤٢﴾ وَإِنْ نَشَأْ نُغْرِقْهُمْ فَلَا صَرِيخَ لَهُمْ وَلَا هُمْ يُنْقَذُونَ ﴿٤٣﴾ إِلَّا رَحْمَةً مِنَّا وَمَتَاعًا إِلَىٰ حِينٍ ﴿٤٤﴾ وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَمَا خَلْفَكُمْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴿٤٥﴾ وَمَا تَأْتِيهِمْ مِنْ آيَةٍ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِمْ إِلَّا كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ  ﴿٤٦﴾ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنُطْعِمُ مَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ أَطْعَمَهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴿٤٧﴾ وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَٰذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴿٤٨﴾ مَا يَنْظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ ﴿٤٩﴾ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلَا إِلَىٰ أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ ﴿٥٠﴾.

("وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنُطْعِمُ مَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ أَطْعَمَهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ"
تمامًا كما يقول لنا أكثر النّاس من جميع الأقوام من دون استثناء، أكثرهم جحودًا الأعراب قوم الرسول، عندما نقول لهُم "أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ" أي أن يعطوا الخير ويُحسِنوا إلى المُحتاجين مادِّيًا (بالمعنى الظاهر) ومعنَوِيًا (بالمعنى الباطن)، فيُجيبون بقولِهِم "أَنُطْعِمُ مَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ أَطْعَمَهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ" أي يَقولون المقولة الشهيرة لأكثر النّاس: ((ما دخلنا نحن لسنا مسئولين عنهم؟ أتركوهم لله، دَعوا الله يُساعِدهُم ويُطعِمهُم ويُحسِن إليهِم، فهو الّذي خَلَقَهُم، فلو شاء لرزقهم كما رزقنا ولو لم يشأ ما رزقهم، فهُم مسؤولين منه وليس مِنّا، أو ما شاكل))...)

 

سورة يس
وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَىٰ قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ ﴿٢٠﴾ اتَّبِعُوا مَنْ لَا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُمْ مُهْتَدُونَ ﴿٢١﴾ وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴿٢٢﴾ أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَٰنُ بِضُرٍّ لَا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنْقِذُونِ ﴿٢٣﴾ إِنِّي إِذًا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴿٢٤﴾ إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ ﴿٢٥﴾ قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ ۖ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ ﴿٢٦﴾ بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ ﴿٢٧﴾ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَىٰ قَوْمِهِ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ جُنْدٍ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنْزِلِينَ ﴿٢٨﴾ إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿٢٩﴾.

("قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ"
تمامًا كما يقول أكثر الناس وخاصَّةً العرب قوم الرَّسول، عندما ندعوهم إلى الجنة فنقول لهُم بأنَّهُم لو اتَّبعوا كِتاب الله (دينهُ) وكفروا بوحي السُّنَّة (دين سلفِهِم وأولياءهم وءابآءهم) فسوف تكون لهُم الجنَّة في الآخرة، فيُجيبوننا بقولِهم: "ادْخُلِ الْجَنَّةَ"، أي تركنا الجنَّة لَكَ فادخُلها أنت، أو يقولون: دَع الجنَّة لَكَ وحدك...)

 

سورة الفجر
فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ ﴿١٥﴾ وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ ﴿١٦﴾ كَلَّا ۖ بَلْ لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ ﴿١٧﴾ وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَىٰ طَعَامِ الْمِسْكِينِ ﴿١٨﴾ وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَمًّا ﴿١٩﴾ وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا ﴿٢٠﴾.

("فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ"
تمامًا كما يقول أكثر الناس وخاصَّةً العرب قوم الرَّسول. فعندما يرزقه الله من كَرَمِهِ ونِعَمِهِ، فيقول فرحًا مختالاً فخورًا: "رَبِّي أَكْرَمَنِ"، أي يظُنّْ أنَّ الله اختّصَّهُ دونًا عن غيرِهِ بهذا الكَرَم حُبًا له، على أساس أنَّه ذو مقام رفيع وأنّهُ ذو قيمة كبيرة، وبالتالي يُصبِح كرم الله ونِعَمه واجِبًا على الله عليه، فيعلو على الله ويتكبَّر عليه، فينسى الله فيكفُر ويُلحد ويُشرك بِهِ الحيواة الدُّنيا وزينتها في سبيل أهواءِهِ، فيَقبِض يَدَهُ ويَبخَل، ويظلم ويقتل، أي يعثو في الأرض الفَساد...
"فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ"
تمامًا كما يقول أكثر الناس وخاصَّةً العرب قوم الرَّسول. فعندما يَقدِر الله عليه رِزقَهُ فيقول سَخَطًا على الله: "رَبِّي أَهَانَنِ"، أي يظُنّْ أنَّ الله أمسَكَ عليه رِزقَهُ قاصِدًا فأهانَهُ ظُلمًا وعُدوانًا، فيَصُبُّ جام غَضَبِهِ عليه، فيعلو على الله ويتكبَّر عليه، فينسى الله فيكفُر ويُلحِد ويُشرِك به أولِياء بشر ومُجتمعات يعبدهم من دون الله في سبيل مصلحتِهِ بِحِجَّة الحاجة والعَوز، فيعثو أيضًا في الأرض الفساد...)

 

سورة المدثر
ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا ﴿١١﴾ وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَمْدُودًا ﴿١٢﴾ وَبَنِينَ شُهُودًا ﴿١٣﴾ وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيدًا ﴿١٤﴾ ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ ﴿١٥﴾ كَلَّا ۖ إِنَّهُ كَانَ لِآيَاتِنَا عَنِيدًا  ﴿١٦﴾ سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا ﴿١٧﴾ إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ ﴿١٨﴾ فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ ﴿١٩﴾ ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ ﴿٢٠﴾ ثُمَّ نَظَرَ ﴿٢١﴾ ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ ﴿٢٢﴾ ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ ﴿٢٣﴾   فَقَالَ إِنْ هَٰذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ ﴿٢٤﴾ إِنْ هَٰذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ ﴿٢٥﴾ سَأُصْلِيهِ سَقَرَ ﴿٢٦﴾ وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ ﴿٢٧﴾ لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ ﴿٢٨﴾ لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ ﴿٢٩﴾ عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ ﴿٣٠﴾ وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً ۙ وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا ۙ وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ ۙ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَٰذَا مَثَلًا ۚ كَذَٰلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ۚ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ ۚ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَىٰ لِلْبَشَرِ ﴿٣١﴾.

("فَقَالَ إِنْ هَٰذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ، إِنْ هَٰذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ"
تمامًا كما يقول أكثر الناس من جميع الأقوام عندما نُبيِّن لهُم أنَّ البعث الجسدي حقّ وأنَّ جهنَّمَ (الخُلود في العذاب الشديد) هي حقّ، وأنَّهُ لن يشفع لهُم أحد ولن يُخلِّصَهُم أحد. وخاصَّةً العرب قوم الرَّسول، عندما نقول لهُم بأنَّهُم لو لم يَتَّبعوا كِتاب الله (دينهُ) ويكفروا بوحي السُّنَّة (دين سلفِهِم وأولياءهم وءابآءهم) فسوف تكون لهُم "سَقَر" (النّار، العذاب الشديد) في الآخرة، ولن يجِدوا لهُم من دون الله شفيعًا ولا ولِيًا ولا نصيرًا، فيُجيبوننا بقولِهم: "إِنْ هَٰذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ، إِنْ هَٰذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ"، أي أنَّ ما نقوله لهُم أنَّه لا شفاعة لهُم ولا خلاص هو "قَوْلُ الْبَشَرِ" أي ((هو قولنا وليس قول الله وأنَّهُ ليس من دينِهِم في شيء)). وأنَّ ما نقوله هو "سِحرٌ يؤثَر"، أي يقولون: ((أنَّ شِدَّة العذاب والخُلود فيهِ هو خِداع وفِتنة منقولاً قرنًا بعد قَرن وليس بِحقّ، لِكَي يستميلُونا ويُظهروا لنا بِهِ الباطِل في صورة الحقّ))، ظنَّا مِنهُم في دينهم الباطِل أنَّ الشفاعة والخُلود في الجنَّة سوف تكون لهُم مهما فعلوا من سيِّئات وظُلم وفساد وشرّ...
"عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ، وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً ۙ وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً... وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَٰذَا مَثَلًا"
تمامًا كما يقول أكثر الناس من الّذين "في قلوبِهِم مرضٌ والكافِرون" من جميع الأقوام عندما نُبيِّن لهُم من تلك الآيات أنَّ 19 ملاك من الملآئكة الغِلاظ الشِّداد (جنود الله، خَزَنَة جهنَّم) سوف يُعذِّبونهم أشدَّ العذاب في أرض جهنَّم، فلا يأخُذون هذا المثَل (وجود الملآئكة وقُوَّتها في العذاب في أرض جهنَّم "سقَر") بِعين الاعتبار، فيقولون يُهتانًا وزورًا: "مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَٰذَا مَثَلً": لأنَّ منهُم من لا يؤمن بوجود خلق قوِيّ كالملآئكة، ومنهُم من لا يؤمن بالبعث الجسدي وبالتالي بالعذاب الجسدي، ومنهُم من لا يؤمن بعذاب الجسد ولا بأنَّ "الرّوح" بزعمِهِ سوف تتعذَّب في الآخرة لأنَّ الشفاعة (جنَّة الرّوح) والخلاص (من عذاب الرّوح) سوف يكون لها، ومنهم من حتّى لو ءامن بالبعث الجسدي لا يؤمن بأنَّهُ سوف يكون له العذاب في جهنَّم باعتقادِهِ أنَّهُ سوف تكون له الشفاعة (دخول الجنَّة) والخلاص (من عذاب جهنَّم) في الآخرة، تمامًا كما يقول العرب قوم الرسول في كُتُب التُّراث (وحي السُّنَّة الباطِل)، بأنَّ مُحمَّدًا أو أهل البيت أو أئمَّتهُم أو أولِيآءهم أو غيرِهِم سوف يشفعون لهُم في الآخِرة...
وهُناك أيضًا من يقول بُهتانًا وزورًا "مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَٰذَا مَثَلًا"، لِقولِهِ الباطِل عن سلفه أنَّ العدد 19 (والّذي هو عِدَّة ملآئكة العذاب) لا علاقة له بالملآئكَة ولا بالآخِرة، بل هو عدد فيه إعجاز، سمّاه هو بالمُعجِزة العددية (المعجزة الكبرى)، تُحسب آيات القرءان وتُفسَّر وتُبَيَّن بِهِ، فلو كان هذا الهراء صحيحًا أليس الأولى أن يعلمه الله لرسوله؟ ثم قال أن القرءان يُفسر حسب الأرضية المعرفية لكل زمن، تمامًا كما قال سلفه وقال الكثيرون مثل قوله، فهل يبدل الله كلماته حسب أهواء الناس في كل زمن؟ "لا مبدل لكلماته"، "فأنى يؤفكون"...)

 

سورة آل عمران
يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالْإِنْجِيلُ إِلَّا مِنْ بَعْدِهِ ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴿٦٥﴾ هَا أَنْتُمْ هَٰؤُلَاءِ حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴿٦٦﴾ مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَٰكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿٦٧﴾.

("يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالْإِنْجِيلُ إِلَّا مِنْ بَعْدِهِ"
"هَا أَنْتُمْ هَٰؤُلَاءِ حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ"
"مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَٰكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ"
لقد صنع السابِقون افتراءً الكذِب على الله ورُسُلِهِ أديانًا فاسِقة نسبوها إلى الله وسموها باليهودِيَّة والنصرانِيَّة (المسيحِيَّة) وغيرِها قبل زمن الرسول مُحمَّد، وقالوا بُهتانًا وزورًا لِمُحمَّد حين نزل القُرءان لِيُبَيِّن الحقّ ويمحو أديانهُم الباطِلة، لِيُحاجّوهُ بِها، أنَّ إبراهيم كان يهودِيًّا ونصرانِيًا، لأنَّهُ كان مُنتَميًا لأُمَّتِّهِم (الأُمَّة اليهودِيَّة)، لأنَّهُما انبثقتا بالتقاليد الإبراهيمِيَّة نسبة للشخصية التوراتية إبراهيم (بالعِبرِيَّة أفراهام)، وبالتالي يُصبِح الدِين اليهودِيّ والنصرانِيّ هو دين إبراهيم. وقولهم هذا يعني أنَّ دين إبراهيم الّذي أنزلهُ الله تعالى عليه (صُحُف إبراهيم) موجود في الدين اليهودي والمسيحي، وبالتالي فإنَّ إبراهيم كان مُعتنِقًا اليهودِيَّة والمسيحِيَّة أي مُتَّبِعًا لشرائعهما.
ولقد قال اللاحِقون تمامًا كالسّابِقين، وأكثرهم اعتقادًا هُم العرب قوم الرسول بأنَّ هناك أديانًا مُنزَّلة من الله سموها بالأديان الإبراهيمِيَّة وتُسمّى في الوطن العربي بالأديان السماوِيَّة أو الشرائِع السماوِيَّة التي تعتبر بأنها الأديان التي انبثقت بالتقاليد الإبراهيمية نسبة للشخصية التوراتية إبراهيم (كاليهودِيَّة الباطِلة والمسيحِيَّة الباطِلة و"الإسلام" الباطِل الموجود حالِيَّا كالسُّنِّيَّة والشيعية. بالإضافة لأديان وطوائف أخرى باطِلة، كالمندائيَّة والسامِرِيَّة والدُّرزِيَّة والابِيَّة والمورمونِيَّة والراستافارِيَّة). مع أنَّهُم كان من المفروض عليهِم أن يعلموا من القرءان من خلال قول الله تعالى في تلك الآيات (وأيضًا في آيات أخرى كثيرة): "مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَٰكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ"، أي أنَّه لا وجود لأديان إبراهيمِيَّة، لا ليهوديَّة ولا لمسيحيَّة ولا لسُنِّيَّة ولا لشيعِيَّة ولا لدُرزِيَّة ولا لغيرها من الأديان الأرضِيَّة الباطِلة ذات الصِناعة البشرِيَّة. بل كان واجِبًا على سلفِهِم وعُلماء دينِهِم أن لا يُشرِكوا بالله دينًا آخر، دين ءابآءهم وسلفِهِم وأئمَّتِهِم، سمّوهُ بوحي السُّنَّة، افتروه من الدِيانتَين المُفتَرِيَتَين اليهودِيَّة والنّصرانِيَّة. ولكنَّهُم جعلوهُ هُم أيضًا واحِدًا من الأديان الإبراهيمِيَّة الثلاث من الأديان المُختلِفةَ، وزيادةً عليها (زِيادةً في الصِناعة والعدد)، اقتِداءً "وتَيَمُّنًا" بأهل الكِتاب السابِقين، وإن رسول الله إبراهيم عليه السلام بريئٌ منهم ومن جميع أديانِهِم إلى يوم الدين. بل كان أولى لهُم فأولى أن يؤمنوا بدينٍ واحِد أنزله الله للناسِ كافَّة،  دين الإسلام الحقّ، أي كان أولى لهُم أن يؤمنوا بقانون وشريعة وسُنَّة واحِدة أنزلها الله تعالى إلى جميع أنبِيائه ورُسُلِهِ بعد أن قرؤوا تلك الآيات ودرسوا ما في القرءان...)

 

سورة البقرة
قُلْ أَتُحَاجُّونَنَا فِي اللَّهِ وَهُوَ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ وَلَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ ﴿١٣٩﴾ أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطَ كَانُوا هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ ۗ قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ ۗ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللَّهِ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴿١٤٠﴾ تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ ۖ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ ۖ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿١٤١﴾.

("قُلْ أَتُحَاجُّونَنَا فِي اللَّهِ وَهُوَ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ"
"أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطَ كَانُوا هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ ۗ قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ ۗ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللَّهِ"
لقد صنع السابِقون افتراءً الكذِب على الله ورُسُلِهِ أديانًا فاسِقة نسبوها إلى الله وسموها باليهودِيَّة والنصرانِيَّة (المسيحِيَّة) وغيرِها قبل زمن الرسول مُحمَّد، وقالوا بُهتانًا وزورًا لِمُحمَّد حين نزول القُرءان (تِبيانًا للحقّ ومحوًا لأديانهُم الباطِلة) لِيُحاجّوهُ بِها أنَّ "إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطَ كَانُوا هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ" لأنَّهُم كانوا مُنتَمين لأُمَّتِّهِم (الأُمَّة اليهودِيَّة)، وبالتالي فإنَّ الدِين اليهودِيّ والنصرانِيّ هو دين "إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطَ"، أي أنَّ دين هؤلآء الرُّسُل الّذي أنزلهُ الله تعالى عليهم موجود في الدين اليهودي والمسيحي، وبالتالي كانوا مُعتنِقين اليهودِيَّة والمسيحِيَّة أي مُتَّبِعين لشرائعهما.
ولقد قال اللاحِقون تمامًا كالسّابِقين، وأكثرهم اعتقادًا هُم العرب قوم الرسول بأنَّ "إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطَ كَانُوا هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ" وأنَّ هناك أديانًا كثيرة مُختلِفة مُنزَّلة من الله مِنها الأديان الإبراهيمِيَّة (كاليهودِيَّة الباطِلة والمسيحِيَّة الباطِلة و"الإسلام" الباطِل الموجود حالِيَّا كالسُّنِّيَّة والشيعية. بالإضافة لأديان وطوائف أخرى باطِلة، كالمندائيَّة والسامِرِيَّة والدُّرزِيَّة والابِيَّة والمورمونِيَّة والراستافارِيَّة). مع أنَّهُم كان من المفروض عليهِم أن يعلموا من القرءان من تلك الآيات (وأيضًا من آيات أخرى كثيرة) بأن لا يقولوا اعتقادًا مِنهُم أنَّ: "إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطَ كَانُوا هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ" لِقولِهِ تعالى: "وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللَّهِ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ"، أي لا يقولوا أنَّه توجود أديان مُختلِفة، فلا لليهوديَّة ولا للمسيحيَّة ولا للسُنِّيَّة ولا للشيعِيَّة ولا للدُرزِيَّة ولا لغيرها من الأديان الأرضِيَّة الباطِلة ذات الصِناعة البشرِيَّة. بل كان واجِبًا على سلفِهِم وعُلماء دينِهِم أن لا يُشرِكوا بالله دينًا آخر، دين ءابآءهم وسلفِهِم وأئمَّتِهِم، سمّوهُ بوحي السُّنَّة، افتروه من الدِيانتَين المُفترِيتَين اليهودِيَّة والنّصرانِيَّة، وجعلوهُ أيضًا واحِدًا من الأديان المُختلِفةَ وزيادةً عليها (زِيادةً في الصِناعة والعدد)، واقتِداءً "وتَيَمُّنًا" بأهل الكِتاب السابِقين، وإن إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطَ هُم بريئوون منهُم ومن جميع أديانهم إلى يوم الدين. وكان أولى لهُم فأولى أن يؤمنوا بدينٍ واحِد أنزله الله للناسِ كافَّة، دين الإسلام الحقّ، أي كان أولى لهُم أن يؤمنوا بقانون وشريعة وسُنَّة واحِدة أنزلها الله تعالى إلى جميع أنبِيائه ورُسُلِهِ بعد أن قرؤوا تلك الآيات ودرسوا ما في القرءان...)

 

سورة البقرة
سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا ۚ قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ ۚ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴿١٤٢﴾ وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ۗ وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ ۚ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ ۗ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴿١٤٣﴾.

("سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا"
لقد قال السُّفهاء الكُفّار والمُشرِكين السابقين من قومِ الرسول مُحمَّد، عن مُحمَّد والّذين ءامنوا معه، حين تولّى عن وِجهَتِهِ (قِبلتِهِ) التّي كان عليها، أي حين تولّى وهجَرَ الرِّجز، دينِه المُشرك، عِبادتِهِ للملآئكة، حين ولّى وجهَهُ شطر المَسجِد الحرام، أي حين اتَّجَهَ لقِبلة (لوجهة) القُرءان الكريم، أي حين هجر دينهُ الباطِل وهاجر لدين الله، قالوا: "مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا". تمامًا كما يحصل الآن مع قومنا الّذين يُسمون أنفسهم "بالمُسلمين" عندما يعلمون بأننا نعبد الله وحدَهُ لا شريك له، أي أننا اتبعنا فقط القرءان ونبذنا جميع كُتُب التُراث ووحي السُّنّة الفاسِق والأحاديث القُدسِيَّة الكاذِبة، وتبرَّأنا من أديانِنا الّتي كُنّا سابِقُا نتَّبِعَها (السُنِّيَّة والشيعِيَّة وغيرِها)،  فيقولون: "مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا"، أي يقولون لنا ما ولّاكُم عن دينِكُم الّذي كُنتُم عليه...)

 

سورة مريم
فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ ۖ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا ﴿٢٧﴾ يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا ﴿٢٨﴾ فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ ۖ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا ﴿٢٩﴾ قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا ﴿٣٠﴾ وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا ﴿٣١﴾ وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا ﴿٣٢﴾ وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا ﴿٣٣﴾.

("قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا"
"يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا"
لقد فعل اللاحِقون كما فعل السّابِقون. لقد افترى السابِقون قوم مريم عليها السلام في زمنها بُهتانًا عظيمًا، لقولِهِم لها: "يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا"، "يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا". كذلك فعل اللاحِقون من أهل الكِتاب (اليهود والنَّصارى)، قالوا هُم أيضًا على مريم بُهتانًا عظيمًا. حين قالوا (أنَّ يسوع هو ابن يوسف النجار بزعمهم أن يوسف تزوج من مريم). فاليهود والنصارى متفقون في العهد القديم ومتشاكسون في العهد الجديد لأنهم يقولون فيه: ((أن يهوه أرسل الملاك جبرائيل إلى مدينة الناصرة ليبشر مريم بمولود وقد كانت مخطوبة ليوسف هذا وقتها)). وقالوا: ((أن يوسف شخصية من شخصيات العهد الجديد، خطيب مريم ومربي يسوع والأب الأرضي له بخلاف الأب السماوي يهوه وينسب يسوع إلى كليهما، فهو ابن يهوى ويوسف في نفس الوقت)). وهذا طعن بمريم وطهارتها وبالمسيح عيسى ابن مريم لزرع الشبهات حوله وحول مريم عليهما السلام وبالتالي الطعن بالإنجيل الحق من خلال افتراء سنة خاصة بالمسيح سموها بالكتاب المقدس، عن عن عن...  ((العهد القديم، والعهد الجديد)) والمسيح عيسى ابن مريم بريء منه ومنهم إلى يوم الدين.
وكذلك فعل اليهود وافتروا على توراة موسى الكذب من خلال تبديل التوراة الحقة بتوراة أخرى وبصناعتهم وافتراءهم سنة خاصة بموسى سموها التلمود وغيره الكثير من القراطيس.

كذلك فعل السَّلف وأهل التُّراث وأئمّة الفُسوق والعِصيان قوم الرّسول محمد برسولِهِم الأمين. لقد ألّفوا عليه قِصص دعارة فاسِقة وفاجِرة لا تُعدّ ولا تُحصى، فقالوا هُم أيضًا عليهِ "بُهتانًا عظيمًا" (واحِد واثنَان وثلاث وأربع وخمس والكثير الكثير...). لقد قالوا عنهُ ما لا لم يتجرّأ أحد أن يقوله عن رسول مُرسَل من عِند الله. اتَّهموهُ بِشرفِهِ وأخلاقِهِ فافتروا الكذِبَ عليه وابتدعوا في قراطيسِهِم عنهُ (في وحي السُّنَّة الفاحِش) قِصصًا كاذِبة، سيرة وأقاويل وأحاديث:
عن تعدد زوجاتِهِ في سبيل الحُبّْ وشهواتِهِ الجِنسِيَّة. وإباحتِهِ للزواج العرفي، وزواج المُتعة، وزواج المِسيار، وزواج التجربة. وعن زواجِهِ للقاصِرات، ونكاحِهِ للصغيرة، ومداعبتِهِ للطفلة، ونكاحِهِ للميتة، وزنا المَحارِم، ورضاع الكبير، وسبي النساء "ما ملكت أيمانهُ" (بظنِّهِم الفاجِر إفتراءً الكذب على الله تعالى وعليه). وإباحتِهِ لضرب الزوجة واغتصابها وتعنيف الأنثى جسديًا ونفسيًا، ولسبي الغلمان، وإباحتِهِ لسبي الغلمان، ولختان الذكور والإناث، ولحدّ الرّجم، ولقتل المُرتدّ، وللغزوات، ولبتر الأيدي وقطع الرؤوس، وللقتل بحجة الشرف، وللظلم والفساد وسفك الدماء، ولأكل الحقوق كالميراث وغيره، ولما أُهل لغير الله به من طعام كأكل الضباع والضب والجراد، وللتمثيل بجسد الميت، ولتعذيب الحيوان كالأنعام بسفك دمائها ذبحًا على النصب. ولتحريمه للفن من موسيقى وغناء وتماثيل وصور ورسم. ولغير ذلك مِمّا قالوهُ عنهُ من الفواحِش الّتي لا تُعدّ ولا تُحصى في هذه الدنيا، وكذلك في الآخرة بإباحتِهِ لبيوت دعارَة في الجنَّة، وتصويرهم لها، بُهتانًا عليه، بأنها مأوى للدعارة بقولهم الفاسق والفاجر عنهُ أنه سوف يكون له ولهُم  سبعون حورية وما لا يعد ولا يحصى من وصيفات. وكل ما ذُكر عن الرّسول هنا هو غيض من فيض...)

 

سورة النساء
يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِنَ السَّمَاءِ ۚ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَىٰ أَكْبَرَ مِنْ ذَٰلِكَ فَقَالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ ۚ ثُمَّ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ فَعَفَوْنَا عَنْ ذَٰلِكَ ۚ وَآتَيْنَا مُوسَىٰ سُلْطَانًا مُبِينًا ﴿١٥٣﴾ وَرَفَعْنَا فَوْقَهُمُ الطُّورَ بِمِيثَاقِهِمْ وَقُلْنَا لَهُمُ ادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُلْنَا لَهُمْ لَا تَعْدُوا فِي السَّبْتِ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا ﴿١٥٤﴾ فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ ۚ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿١٥٥﴾ وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَىٰ مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا ﴿١٥٦﴾ وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَٰكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ ۚ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ ۚ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ ۚ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا ﴿١٥٧﴾ بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ﴿١٥٨﴾.

("يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِنَ السَّمَاءِ ۚ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَىٰ أَكْبَرَ مِنْ ذَٰلِكَ فَقَالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ"
 "وَكُفْرِهِمْ بِآيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ"
"وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَىٰ مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا"
"وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَٰكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ"
هذا ما قاله وسَطَرَهُ أهل الكِتاب (أهل القرءان) السلف وأهل التُّراث العرب من قوم الرسول في قراطيسهم بُهتانًا وكذِبًا. لقد طبَّقوا تمامًا ما أراده الّذين كفروا من أهل الكِتاب من بني إسراءيل (أهل التوراة) من موسى وهارون في زمنهم، ومن بعدهم، وكذلك ما سألوا محمدًا. لقد أبوا أن يؤمنوا لهُم حَتّى يأتوهُم بِمُعجِزاتٍ، تعجيزًا لهم، لا يستطيع لا عيسى ولا هارون ولا محمد ولا أي رسول أن يأتيهم بِها، لأنهُم أوّلًا هُم بشَر ليس إلّا، وثانِيًا هُم رُسُل مُرسَلين من عِندِ الله بوحي التوراة والإنجيل والقرءان وغيرِه من الكِتاب، والّذي من المفروض أن يكون كافِيًا لهُم حتّى يؤمنوا لهُم. وكذلك "قَتْلِهِمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ"، "وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَىٰ مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا"، "وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ"، "وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَٰكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ". لقد ظنَّ قوم المسيح من بني إسراءيل في زمنِهِ أنهم قتلوا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله (أي قتلوا كلمة الله الإنجيل بتحريفِهِم له). ولقد قتل قوم المسيح من بعدِ وفاتِهِ وعبر الزّمن رسولهُم عيسى بوصفِهِم الفاسِق أنَّهُ الآب والإبن والروح القُدُس، فابتدعوا شرائعَ وقوانين باطِلة، وأناجيل باطِلة مُختلِفة غير الإنجيل الحقّ سمّوهُا بالكِتاب المُقدَّس، عن عن عن عن...
فسار أهل السَّلف من قوم الرسول مُحمَّد على خُطاهُم، فقتلوا رسولهُم مُحمَّد بعد وفاتِهِ بتحريفهم لوحي القرءان الّذي جاءهُم بِهِ، من خلال وحي سُنَّة باطِل. فصنعوا له بأنفُسِهِم مُعجزات كثيرة تُضاهئ قول الّذين كفروا من قبل من أهل التوراة والإنجيل والقرءان في زمن الرُّسُل وزمنِهِ. منها أن يعرج في السماء (يرقى) بجسدِهِ مع شرط إيمانهم لِعُروجِهِ هو أن يُنّزِّلً عليهِم من السماء أي من عند الله كِتابًا آخر غير كِتاب القرءان يقرأونه، أي دينًا آخر غير دين الله يُناسَب أهواءَهُم يَعبدونه فيُدخِلهُم الجنَّة مهما فعلوا من سيِّئات. تمامًا كما قالوا بكُفرِهِم في كُتُب الشريعة والسُّنَّة والفِقه والسّيرة والتفسير. لقد اجتبوا شريعة وسُنَّة وفِقه وسّيرة وتفاسير وعِبادات (وحي سُنَّة)، وقالوا فيها أنَّ محمدًا رأى جبريل بحقيقتِهِ وعرج معه في السماء بجسدِهِ وقابل الله وتكلَّم معه في أسطورة المِعراج الفاسِقة المشهورة والّتي قد سمِعنا جميعًا بِها، وقالوا أكاذيب لا تُعدّْ ولا تُحصى وزادوا الكثير الكثير عليها...
هكذا قتلوا مُحمَّدًا بغير حقٍّ، وهكذا كفروا وقالوا عنهُ بُهتانًا وزورًا، وهكذا قالوا أنَّهُم قتلوا مُحمَّدًا رسول الله، بافتراءِهِم إفكًا عليه، أحاديث وسيرة فاسِقة فاجِرة فاحِشة نجِسَة سموها بوحي سُنَّة ونسبوها إليه بُهتانًا وزورًا، ("وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَٰكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ") فقالوا أنه أباح:
تعدد الزوجاتِ، والزواج العرفي، وزواج المُتعة، وزواج المِسيار، وزواج التجربة، وزواج القاصِرات، ونكاحِ الصغيرة، ومداعبة الطفلة، ونكاحِ الميتة، وزنا المَحارِم، ورضاع الكبير، وسبي النساء "ما ملكت أيمانهُم" (بظنِّهِم الفاجِر إفتراءً الكذب على الله تعالى وعليه)، وضرب الزوجة واغتصابها وتعنيف الأنثى جسديًا ونفسيًا، وسبي الغلمان، وإباحتِهِ للمثلية، وختان الذكور والإناث، وحدّ الرّجم، وقتل المُرتدّ، والغزوات، وبتر الأيدي وقطع الرؤوس، والقتل بحجة الشرف، والظلم والفساد وسفك الدماء، وأكل الحقوق كالميراث وغيره، وما أُهل لغير الله به من طعام كأكل الضباع والضب والجراد، والتمثيل بجسد الميت، وتعذيب الحيوان كالأنعام بسفك دمائها ذبحًا على النصب، والفن من موسيقى وغناء وتماثيل وصور ورسم، وغير ذلك مِمّا قالوهُ عنهُ من الفواحِش الّتي لا تُعدّ ولا تُحصى في هذه الدنيا. وكذلك في الآخرة بإباحتِهِم لبيوت دعارَة في الجنَّة، وتصويرهم لها، بُهتانًا عليه، بأنها مأوى للدعارة بقولهم الفاسق والفاجر عنهُ أنه سوف يكون لهُم سبعون حورية وما لا يعد ولا يحصى من وصيفات، وكل ما ذُكر بُهتانًا وزورًا عن الرّسول هنا هو غيض من فيض...)

 

سورة الأنبياء
وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ ﴿٥١﴾ إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَٰذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ ﴿٥٢﴾ قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ  ﴿٥٣﴾ قَالَ لَقَدْ كُنْتُمْ أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴿٥٤﴾ قَالُوا أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ أَمْ أَنْتَ مِنَ اللَّاعِبِينَ ﴿٥٥﴾ قَالَ بَلْ رَبُّكُمْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلَىٰ ذَٰلِكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ ﴿٥٦﴾ وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ ﴿٥٧﴾ فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا إِلَّا كَبِيرًا لَهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ ﴿٥٨﴾​ قَالُوا مَنْ فَعَلَ هَٰذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ ﴿٥٩﴾ قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ ﴿٦٠﴾ قَالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلَىٰ أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ ﴿٦١﴾ قَالُوا أَأَنْتَ فَعَلْتَ هَٰذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ ﴿٦٢﴾ قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَٰذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ ﴿٦٣﴾ فَرَجَعُوا إِلَىٰ أَنْفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الظَّالِمُونَ ﴿٦٤﴾ ثُمَّ نُكِسُوا عَلَىٰ رُءُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَٰؤُلَاءِ يَنْطِقُونَ ﴿٦٥﴾ قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكُمْ شَيْئًا وَلَا يَضُرُّكُمْ ﴿٦٦﴾ أُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ۖ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴿٦٧﴾ قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ ﴿٦٨﴾ قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ ﴿٦٩﴾ وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ ﴿٧٠﴾.

(هكذا قالت جميع الأمم والأقوام السابِقة واللاحِقة لِرُسُلِها، وأشدهم كُفرًا وإشراكًا العرب قوم الرَّسول محمد...
وهكذا يقول لنا قومنا عندما ندعوهم لدين الله الواحِد الأحد (اتباع فقط القرءان الكريم)، ونبذ دين الإشراك وقراطيس آباءِهِم والتراث (عدم اتباع وحي السُّنة الباطِل وكتب التراث...
"إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَٰذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ، قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ"
فعندما نقول لهم: "مَا هَٰذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ"؟ أي ما هذا الدين وأقاويل التُّراثيين وبخاري ومُسلِم والأئمَّة الأربع وأقاويل الصَّحابة وإجماع الأمَّة التّي أنتم لها مُطيعون وعاكفون ليلًا ونهارًا على عبادتِها؟ فيقولون لنا: "وَجَدْنَا آبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ"...
"قَالَ لَقَدْ كُنْتُمْ أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ، قَالُوا أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ أَمْ أَنْتَ مِنَ اللَّاعِبِينَ"
وعندما نقول لهُم: "لَقَدْ كُنْتُمْ أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ"، فلا يأخذون ما نقوله لهم على أنَّهُ حقّ ويقولون لنا: "أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ أَمْ أَنْتَ مِنَ اللَّاعِبِينَ"...
"وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ، فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا إِلَّا كَبِيرًا لَهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ، قَالُوا مَنْ فَعَلَ هَٰذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ"
وعندما نكيد أصنامَهُم (آباءهم وسلفهم وأهل تراثهم وأئمَّتهُم...) فنُحطِّمهُم، أي نُزهِقهُم بتبيان أقاويلِهِم المُختلِفة والمتناقِضة مُقارنَةً بِكِتاب الله وآياتِهِ البيِّنات فنجعلهم جُذاذًا يقولون: "مَنْ فَعَلَ هَٰذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ"، أي من تكلَّم عن آلِهتنا وديننا بالسّوء فإنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ، أي لا يُعجِبهم إزهاق دين سلفهم وأوليائهم فيتَّهِموننا بأننا نظلِمهم ونظلم آلِهِتِم ودينهُم...
"قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ، قَالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلَىٰ أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ"
ويقولون: سمِعنا رائِد عكاري (على سبيل المِثال) يذكُر آلِهتنا بالسّوء، فيتكلمون عنّه بالسوء ويُجادِلونه ويُحارِبونه ويؤذونه على الملأ وأمام الناس، أي عَلَىٰ أَعْيُنِ النَّاسِ، لِكَي يكون الناس لهُم شُهودًا عليه، لِيُدحِضوا قوله ويغلِبوهُ بدينِهِم الباطِل...
"قَالُوا أَأَنْتَ فَعَلْتَ هَٰذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ، قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَٰذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ، فَرَجَعُوا إِلَىٰ أَنْفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الظَّالِمُونَ، ثُمَّ نُكِسُوا عَلَىٰ رُءُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَٰؤُلَاءِ يَنْطِقُونَ"
وعندما يُجيبهم بأنَّ اختلافات آلِهتهم الكبيرة ("كَبِيرُهُمْ") وأقاويلهم المُتناقِضة، هي التّي أبطلت أقاويل آلِهتهم الصّغيرة (التي اتبعت هؤلاء الكبراء)، وعندما يَدحض أقاويلهم ودينهم (كوحي السُّنَّة الباطِل مثلًا) بالقُرءان ويُبيِّن حقيقة دينهم لهُم لِكَي يُثبِت لهُم أنَّ رؤوس الشياطين ("كَبِيرُهُمْ") هُم بُخاري ومُسلِم وكُتُب سلفهم والأئمَّة الأربعة وغيرِهِم من الكبراء. وعندما يَطلُب منهُم أن يسألوا أصنامهُم الصغيرة آلِهتهُم (أئمَّتهُم وأولياءهم) في مساجِدِهِم عن صِحَّة ما يَقول لهُم، فإنهم لا يَنطِقون، أي لا يستطيع أئمَّتهُم (آلهتهُم وأصنامهُم الصغيرة) أن يُثبِتوا أو يؤكِّدوا لهُم أنَّ ما جاء بِهِ سلفهم (أصنامهم وآلهتهم الكبيرة) من أقاويل وأحاديث هي فِعلًا صحيحة ومن عند الله. فيرجِعون إِلَىٰ أَنْفُسِهِمْ ويتفكَّرون فيعلمون أنَّهم وأصنامهُم هُمُ الظَّالِمُونَ، ثُمَّ يُجِيبونه وهُم ناكِسُون عَلَىٰ رُءُوسِهِمْ (ضعفاء مخذولون)، متيقنين بأنَّ "مَا هَٰؤُلَاءِ يَنْطِقُونَ"، أي أنَّ ما يَنطِقُ بِه "هؤلاء" آلِهتهُم وكُبراءهُم من دين ليس فيه أي إثباتات، وهو ظنّ وليس بِحق، أي هو باطِل...
"قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكُمْ شَيْئًا وَلَا يَضُرُّكُمْ، أُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ۖ أَفَلَا تَعْقِلُونَ، قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ"
وعندما نقولُ لهُم: كيف تعبدون من دون الله بشرًا أمثالَكُم لا ينفعونكم (لا يستطيعون أن يُدخِلوكم الجنَّة) ولا يَضُرونكُم (لا يستطيعون أن يُدخِلوكُم جهنَّم)، لا يُعجِبهم قولنا، فيقولون بِكَيدٍ ومَكْر: "حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ"، أي يُحاربوننا ويكيدون لنا ويمكرون، ليُبطِلوا ويُزهِقوا دين الله الحقّ حتى ينصروا آلِهتهم، تراثهم وكبراءهم وأئمَّتهُم ودينهم...)

 

سورة إبراهيم
وَقَالَ مُوسَىٰ إِنْ تَكْفُرُوا أَنْتُمْ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا فَإِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ ﴿٨﴾ أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ ۛ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ ۛ لَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّهُ ۚ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ وَقَالُوا إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ ﴿٩﴾ قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُسَمًّى ۚ قَالُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا تُرِيدُونَ أَنْ تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ ﴿١٠﴾ قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِنْ نَحْنُ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلَىٰ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ۖ وَمَا كَانَ لَنَا أَنْ نَأْتِيَكُمْ بِسُلْطَانٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ﴿١١﴾ وَمَا لَنَا أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا ۚ وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَىٰ مَا آذَيْتُمُونَا ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ ﴿١٢﴾ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا ۖ فَأَوْحَىٰ إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ ﴿١٣﴾ وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِهِمْ ۚ ذَٰلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ ﴿١٤﴾ وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ ﴿١٥﴾ مِنْ وَرَائِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَىٰ مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ ﴿١٦﴾ يَتَجَرَّعُهُ وَلَا يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ ۖ وَمِنْ وَرَائِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ ﴿١٧﴾.

(هكذا فعلت جميع الأمم والأقوام السابِقة واللاحِقة بِرُسُلِها عندما جاؤوهُم بالبيِّنات، وهكذا قالوا لهُم... وأشدهم كُفرًا وإشراكًا العرب قوم الرَّسول محمد...
وهكذا يقول لنا قومنا عندما نأتيهِم بالبيِّنات لندعوهم لدين الله الواحِد الأحد (اتباع فقط القرءان الكريم)، ولنُبيِّن لهُم أن دينهم (قراطيس آباءِهِم وكُتُب تُراثهم) هو دين كُفر وإشراك، وننهاهُم عن اتباع وحي السُّنة الباطِل...
"فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ وَقَالُوا إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ"
"يَرَدُّون أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ"، أي يقولون لنا بأفواهِهِم بِكُل ما أوتوا من قُوَّة، أي بكُفر وإشراك شديد: "إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ"...
"قَالُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا تُرِيدُونَ أَنْ تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ"
ويقولون لنا بأننا فقط بشرٌ مِثلُهُم نريد أن نصُدَّهُم عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ ءابآءهم، ويطلبون أن نأْتِيَهُم بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ، أي بأدِلَّة وإثباتات أُخرى غير القرءان...
"وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا"
ويبدأوون يُهدِّدون ويتوعَّدون ويكيدون، فإمّا يُكفِّروننا أو يُحِلّوا دمنا أو يُحاربنونا بشتَّى الطُّرُق والوسائل المتاحة لديهِم لإبعادِنا، أو نترُك دين الله الحقّ ونعود في مِلَّتِهِم، أي نرجع لدينهم الّذي كُنا عليه سابِقًا...)

 

سورة الأنبياء
اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ ﴿١﴾ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ ﴿٢﴾ لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ ۗ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا هَلْ هَٰذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ ۖ أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ ﴿٣﴾ قَالَ رَبِّي يَعْلَمُ الْقَوْلَ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴿٤﴾ بَلْ قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ بَلِ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ فَلْيَأْتِنَا بِآيَةٍ كَمَا أُرْسِلَ الْأَوَّلُونَ ﴿٥﴾ مَا آمَنَتْ قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا ۖ أَفَهُمْ يُؤْمِنُونَ ﴿٦﴾ وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ ۖ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴿٧﴾ وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَدًا لَا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَمَا كَانُوا خَالِدِينَ ﴿٨﴾ ثُمَّ صَدَقْنَاهُمُ الْوَعْدَ فَأَنْجَيْنَاهُمْ وَمَنْ نَشَاءُ وَأَهْلَكْنَا الْمُسْرِفِينَ ﴿٩﴾ لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ ۖ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴿١٠﴾.

("وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا هَلْ هَٰذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ ۖ أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ"
"بَلْ قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ بَلِ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ فَلْيَأْتِنَا بِآيَةٍ كَمَا أُرْسِلَ الْأَوَّلُونَ"

(هكذا قالت جميع الأمم والأقوام السابِقة واللاحِقة عن رُسُلِها عندما جاؤوهُم بالبيِّنات، وهكذا قالوا لهُم، وأشدهم كُفرًا وإشراكًا العرب قوم الرَّسول محمد...)
 

سورة المؤمنون
ثُمَّ أَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ ﴿٣١﴾ فَأَرْسَلْنَا فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ ۖ أَفَلَا تَتَّقُونَ ﴿٣٢﴾ وَقَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِلِقَاءِ الْآخِرَةِ وَأَتْرَفْنَاهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا مَا هَٰذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ ﴿٣٣﴾ وَلَئِنْ أَطَعْتُمْ بَشَرًا مِثْلَكُمْ إِنَّكُمْ إِذًا لَخَاسِرُونَ ﴿٣٤﴾ أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ وَكُنْتُمْ تُرَابًا وَعِظَامًا أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ ﴿٣٥﴾ هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ ﴿٣٦﴾ إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ ﴿٣٧﴾ إِنْ هُوَ إِلَّا رَجُلٌ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا وَمَا نَحْنُ لَهُ بِمُؤْمِنِينَ ﴿٣٨﴾ قَالَ رَبِّ انْصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ ﴿٣٩﴾ قَالَ عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نَادِمِينَ  ﴿٤٠﴾ فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ بِالْحَقِّ فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَاءً ۚ فَبُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴿٤١﴾ ثُمَّ أَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قُرُونًا آخَرِينَ ﴿٤٢﴾ مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ ﴿٤٣﴾ ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَىٰ ۖ كُلَّ مَا جَاءَ أُمَّةً رَسُولُهَا كَذَّبُوهُ ۚ فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُمْ بَعْضًا وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ ۚ فَبُعْدًا لِقَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿٤٤﴾ ثُمَّ أَرْسَلْنَا مُوسَىٰ وَأَخَاهُ هَارُونَ بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ ﴿٤٥﴾ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا عَالِينَ ﴿٤٦﴾ فَقَالُوا أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا وَقَوْمُهُمَا لَنَا عَابِدُونَ  ﴿٤٧﴾ فَكَذَّبُوهُمَا فَكَانُوا مِنَ الْمُهْلَكِينَ ﴿٤٨﴾.

("وَقَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِلِقَاءِ الْآخِرَةِ وَأَتْرَفْنَاهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا مَا هَٰذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ"
"وَلَئِنْ أَطَعْتُمْ بَشَرًا مِثْلَكُمْ إِنَّكُمْ إِذًا لَخَاسِرُونَ"
"أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ وَكُنْتُمْ تُرَابًا وَعِظَامًا أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ، هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ، إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ"
"إِنْ هُوَ إِلَّا رَجُلٌ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا وَمَا نَحْنُ لَهُ بِمُؤْمِنِينَ"

(هكذا قالت جميع الأمم والأقوام السابِقة واللاحِقة عن رُسُلِها عندما جاؤوهُم بالبيِّنات، وهكذا قالوا لهُم، وأشدهم كُفرًا وإشراكًا العرب قوم الرَّسول محمد...)
 

سورة القصص
إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ۚ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ﴿٥٦﴾ وَقَالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدَىٰ مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا ۚ أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَىٰ إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴿٥٧﴾.

("وَقَالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدَىٰ مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا"
(هكذا قالت الأعراب لرسولهم محمد عليه السلام عندما جاءهم بالهدى، وهكذا ما زالوا يقولون، أي يخافون سوء العاقبة إن كانت جهادًا في سبيل الله أو عداوة وإيذاء قومهم ومحاربتهم لهم لخروجهم عن ملتهم، هذا في الدنيا وفي الآخرة يخافون أن يكون مصيرهم جهنم بسبب مخالفتهم لما اتفقت عليه الجماعة...
لقولهم الباطِل في قراطيسِهِم:

1. ((قال البخاري في باب حكم المرتد والمرتدة واستتابتهم برقم (6922): حدثنا أبو النعمان محمد بن الفضل، حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن عكرمة، قال: أُتي على رضي الله عنه بزنادقة، فأحرقهم؛ فبلغ ذلك ابن عباس، فقال: (لو كنت أنا لم أحرقهم)؛ لنهي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تعذبوا بعذاب الله)، ولقتلتهم؛ لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من بدَّل دينه فاقتلوه).
هذا الحديث مما يرده المنكرون للسنة، ويهاجمون الإمام البخاري لروايته لهذا الحديث الصحيح، وهذا دليل واضح على مقصدهم الخبيث من الطعن في السنة النبوية، فهدفهم هو تشكيك المسلمين في دينهم، وفتح باب الردة لهم. والرد عليهم من وجوه:
أولاً: هذا الحديث لم يتفرد بروايته البخاري، بل رواه أيضاً: أحمد (1871)، والترمذي في سننه (1458)، وأبو داود (4351)، وابن ماجه (2535)، والنسائي (4059)، وغيرهم.
ثانياً: جاءت أحاديث أخرى في قتل المرتد عن عِدَّةٍ من الصحابة غير ابن عباس، كمعاذ بن جبل في مسند أحمد (22015).))
2. ((وروى البخاري (6878) ومسلم (1676) عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يحل دم امرئ مسلم -يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله- إلا بإحدى ثلاث: الثيب الزاني، والنفس بالنفس، والتارك لدينه المفارق للجماعة).))
3. ((وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَن النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: (مَنْ خَرَجَ عَنِ الطَّاعَةِ وَفَارَقَ الْجَمَاعَةَ وَمَاتَ, فَمِيتَتُه مِيتَةٌ جَاهِلِيَّةٌ). أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ.))
4. ((عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من فارق الجماعة شبراً فكأنما خلع ربقة الإسلام من عنقه).))
5. ((وعن الحارث الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (إن الله أمرني بالجماعة وأنه من خرج من الجماعة شبراً فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه).))
6. ((عن عرفجة بن شريح الأشجعي رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقول: (إنه ستكون هنات وهنات فمن أراد أن يفرق أمر هذه الأمة وهي جميع فاضربوه بالسيف كائناً من كان). وفي رواية (فاقتلوه).))
7. ((وقولهم في ترك الصلوات الخمس: 
القول الأول: (يحبس تارك الصلاة كسلا ثلاثة أيام للاستتابة وإلا قتل حدا لا كفرا)، وهذا مروي عن حماد بن زيد ووكيع ومالك والشافعي.
القول الثاني: (يحبس تارك الصلاة كسلا ثلاثة أيام للاستتابة وإلا قتل كفرا وردة، حكمه في ذلك حكم من جحدها وأنكرها)، لعموم حديث: (بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة). وهذا قول علي رضي الله عنه، والحسن البصري، والأوزاعي، وابن المبارك، وأحمد في أصح الروايتين عنه.
القول الثالث: (يحبس تارك الصلاة كسلا ولا يقتل بل يضرب في حبسه حتى يصلي)، وهو المنقول عن الزهري، وأبي حنيفة، والمزني من أصحاب الشافعي.. وقال الشيخ ابن عثيمين في الشرح الممتع: قال بعض العلماء: (يكفرُ بترك فريضةٍ واحدة)، ومنهم من قال: (بفريضتين)، ومنهم من قال: (بترك فريضتين إن كانت الثَّانية تُجمع إلى الأولى).. والذي يظهر من الأدلَّة: أنَّه لا يكفر إلا بترك الصَّلاة دائماً؛ بمعنى أنَّه وطَّنَ نفسَه على ترك الصَّلاة؛ (فلا يُصلِّي ظُهراً، ولا عَصراً، ولا مَغرباً، ولا عِشاء، ولا فَجراً، فهذا هو الذي يكفر). فإن كان يُصلِّي فرضاً أو فرضين فإنَّه لا يكفر؛ لأنَّ هذا لا يَصْدُقُ عليه أنه ترك الصَّلاة؛ وقد قال النبيُّ صلّى الله عليه وسلّم: «بين الرَّجُلِ وبين الشِّركِ والكفرِ تَرْكُ الصَّلاة ولم يقل: تَرَكَ صلاةً». وقال بعض العلماء: (لا يكفر تاركها كسلاً).
))...)

 

سورة غافر
وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَىٰ بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ ﴿٢٣﴾ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَقَارُونَ فَقَالُوا سَاحِرٌ كَذَّابٌ ﴿٢٤﴾ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا اقْتُلُوا أَبْنَاءَ الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ وَاسْتَحْيُوا نِسَاءَهُمْ ۚ وَمَا كَيْدُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ ﴿٢٥﴾ وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَىٰ وَلْيَدْعُ رَبَّهُ ۖ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ ﴿٢٦﴾ وَقَالَ مُوسَىٰ إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لَا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ ﴿٢٧﴾ وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ ۖ وَإِنْ يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ ۖ وَإِنْ يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ ﴿٢٨﴾ يَا قَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظَاهِرِينَ فِي الْأَرْضِ فَمَنْ يَنْصُرُنَا مِنْ بَأْسِ اللَّهِ إِنْ جَاءَنَا ۚ قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَىٰ وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ ﴿٢٩﴾ ..... ﴿٣٥﴾ وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ ﴿٣٦﴾ أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَىٰ إِلَٰهِ مُوسَىٰ وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا ۚ وَكَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ ۚ وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبَابٍ ﴿٣٧﴾.

("فَقَالُوا سَاحِرٌ كَذَّابٌ"
"قَالُوا اقْتُلُوا أَبْنَاءَ الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ وَاسْتَحْيُوا نِسَاءَهُمْ"
"وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَىٰ وَلْيَدْعُ رَبَّهُ ۖ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ"
"قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَىٰ وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ"
"وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ، أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَىٰ إِلَٰهِ مُوسَىٰ وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا"

هكذا قالت جميع الأقوام، وأشدهم كفرًا ونفاقًا وفسادًا الفراعنة قوم الرسول محمد...)
 

سورة الزخرف
وَنَادَىٰ فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَٰذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي ۖ أَفَلَا تُبْصِرُونَ ﴿٥١﴾ أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَٰذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلَا يَكَادُ يُبِينُ ﴿٥٢﴾ فَلَوْلَا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ أَوْ جَاءَ مَعَهُ الْمَلَائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ ﴿٥٣﴾ فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ ﴿٥٤﴾ فَلَمَّا آسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ ﴿٥٥﴾ فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفًا وَمَثَلًا لِلْآخِرِينَ ﴿٥٦﴾ وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ ﴿٥٧﴾ وَقَالُوا أَآلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ ۚ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا ۚ بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ ﴿٥٨﴾ إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلًا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ ﴿٥٩﴾ وَلَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَا مِنْكُمْ مَلَائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ ﴿٦٠﴾ وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ ۚ هَٰذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ ﴿٦١﴾.

("وَنَادَىٰ فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَٰذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي ۖ أَفَلَا تُبْصِرُونَ"
"أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَٰذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلَا يَكَادُ يُبِينُ"
"فَلَوْلَا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ أَوْ جَاءَ مَعَهُ الْمَلَائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ"
هكذا قالت جميع الأقوام، وأشدهم كفرًا ونفاقًا وفسادًا الفراعنة قوم الرسول محمد...
"وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ، وَقَالُوا أَآلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ"
وهكذا يقول لنا قوم الرَّسول من سُّنَّة إلى شيعة، عندما ننهاهُم عن دينهُم الباطِل وعن كُفرهم وإشراكهم، فنضرب لهُم الأمثال عن كُفر وإشراك الأقوام السابِقة، كالدين المسيحي والدين اليهودي على سبيل المِثال، عبرةً لهُم لِكَي لا يمشوا على خُطاهُم فيبتعدوا عن دين الإشراك، فيَصِدُّونَ بقولِهِم لنا: (("أَآلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ"))، أي يقولون لنا: ((أَآلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ آلِهتهُم؟)) أي: ((أتُشبِّهون الخَيْر الّذي أتى بِهِ ديننا (وحي السُّنَّة وغيرِه من الأقاويل) عن الرسول وعن أهل البيت وعن الصَّحابة وعن سلفنا وعُلماء ديننا وأئِمَّتنا وإجماع الأُمَّة، بدين هؤلآء المُشرِكون؟))، أي: ((أتُشَبِّهون خلاص المَسيح (دخول الجنَّة في الآخرة) أو شفاعة إبراهيم أو غيرِهِم من الرُّسُل بشفاعة مُحمَّد أو أهل البيت أو الأولِياء؟ فالله لن يقبل شفاعة أو خلاص أي رسول، لا شفاعة لإبراهيم ولا لعيسى ولا لنوح ولا لأي رسول آخر، إلّا لرسولنا مُحمَّد، الّذي فضَّلَهُ الله عن جميع باقي الرُّسُل، والّذي هو الأعظَم منزِلَةً عِند الله، لقولِهِ لنا:
عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: ( أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ تلا قول الله ـ عز وجل ـ في إبراهيمَ ـ عليه السلام ـ: { رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ }( إبراهيم الآية : 36 )، وقال عيسى عليه السلام: { إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيم }( المائدة الآية : 118 )، فرفعَ يديهِ وقال اللهمَّ أُمَّتي أُمَّتي، وبكى، فقال الله ـ عز وجل ـ: يا جبريل ! اذهب إلى محمد، - وربُّكَ أعلم -، فسَلهُ ما يُبكيكَ؟، فأتاهُ جبريل عليهِ الصلاة والسلام فسَأله، فأخبره رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بما قال، وهو أعلم، فقال الله: يا جبريل! اذهبْ إلى محمدٍ فقلْ : إنَّا سنُرضيكَ في أُمَّتكَ ولا نَسُوءُك ) رواه مسلم. وقال النووي: " هذا الحديث مشتمل على أنواع من الفوائد، منها: بيان كمال شفقة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ على أمته واعتنائه بمصالحهم، واهتمامه بأمرهم، ومنها: استحباب رفع اليدين في الدعاء، ومنها البشارة العظيمة لهذه الأمة، زادها الله تعالى شرفا بما وعدها الله تعالى بقوله: سنرضيك في أمتك ولا نسوءك، وهذا من أرجى الأحاديث لهذه الأمة أو أرجاها، ومنها: بيان عظم منزلة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عند الله تعالى، وعظيم لطفه سبحانه به ". ))...)

 

سورة ص
ص ۚ وَالْقُرْءَانِ ذِي الذِّكْرِ ﴿١﴾ بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ ﴿٢﴾ كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ فَنَادَوْا وَلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ ﴿٣﴾ وَعَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ ۖ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَٰذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ ﴿٤﴾ أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَٰهًا وَاحِدًا ۖ إِنَّ هَٰذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ ﴿٥﴾ وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَىٰ آلِهَتِكُمْ ۖ إِنَّ هَٰذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ ﴿٦﴾ مَا سَمِعْنَا بِهَٰذَا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هَٰذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ ﴿٧﴾ أَأُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِنْ بَيْنِنَا ۚ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْ ذِكْرِي ۖ بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ ﴿٨﴾   أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ ﴿٩﴾ أَمْ لَهُمْ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا ۖ فَلْيَرْتَقُوا فِي الْأَسْبَابِ ﴿١٠﴾ جُنْدٌ مَا هُنَالِكَ مَهْزُومٌ مِنَ الْأَحْزَابِ ﴿١١﴾.

("وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَٰذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ"
هكذا قالوا لجميع الرُّسُل، وهكذا يقول لنا قوم الرسول من الّذين يُسمون أنفسهم "بالمُسلمين" عندما ندعوهم لعبادة الله وحده (اتباع فقط القرءان الكريم)...
"أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَٰهًا وَاحِدًا ۖ إِنَّ هَٰذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ"
ويقولون لنا بتعجب، عندما نذكِّرُهُم بالقرءان وننذرهم بعذاب جهنم، وندعوهم لترك آلهتهم وننفي شفاعتهم لهم في الآخرة. أي عندما ندعوهم لاتباع فقط القرءان الكريم، ونبذ جميع كُتُب التُراث ووحي السُّنّة والأحاديث القُدسِيَّة، أي نبذ آلهتهم بُخاري ومُسلِم، والشافعي والمالكي والحنبلي والنووي، وإبن تيميَّة والطبري وإبن عبّاس وأبو هُريرة، والصحابة، وأهل البيت، وغيرهم، في سبيل اتباع "إلَهًا واحدًا"، "كتابًا واحدًا". فيقولون لنا: "أجعلتم آلهتنا إلَها واحدًا إن هذا لشيء عجاب"... 
"وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَىٰ آلِهَتِكُمْ ۖ إِنَّ هَٰذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ"
"مَا سَمِعْنَا بِهَٰذَا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هَٰذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ"
ويقولون لنا: أتريدوننا أن نتبع فقط القرءان ونترك السُّنَّة دين ءابآئنا (آلهتنا)؟ لا وربِّنا لن نترُك ديننا لأنه هو دينٌ يُراد (الدين الصَّحيح)، دين مِلَّتنا الآخِرة وجماعتنا السّابِقة (دين سلفنا وأهل التُّراث)، وتاريخنا الإسلامي، ودين أئمّتنا وفقهاءنا، واجماع الأمّة. بل سوف نمشي ونصبر على آلهتنا ونظل عاكفين على عبادتهم. ولن نترك أبدًا سُنَّة رسولنا ونبِيِّنا محمد، فهو الّذي أمرنا وأرادنا أن نعبد آلهتنا هؤلآء، عندما قال لنا: ((تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلّوا، كتاب الله وسنتي (للسُّنة)، وكتاب الله وعترتي (للشيعة)))"...
"أَأُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِنْ بَيْنِنَا"
ولو حاولنا أن نهديهم بالقرءان تذكرةً لهم، يقولون لنا حَسدًا من عند أنفُسِهِم بأنَّ ما جئناهم بِهِ من بيان هو كَذِب وغير صحيح، لأنَّ هذا القرءان لا يُمكن أن يكون هدى من الله لنا، وإلّا لهداهُمُ الله بِهِ قبل أن يهدِيَنا ("أَأُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِنْ بَيْنِنَا")، لأنهم هم الأحق والأجدر بهداية الله مِنّا، إذًا هُم الّذين يستحقون الخير في الدنيا والآخرة وليس نحن...)

 

سورة فصلت
حم ﴿١﴾ تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ ﴿٢﴾ كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْءَانًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴿٣﴾ بَشِيرًا وَنَذِيرًا فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ ﴿٤﴾ وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ وَمِنْ بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنَا عَامِلُونَ ﴿٥﴾ قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ ۗ وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ ﴿٦﴾ الَّذِينَ لَا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ ﴿٧﴾.

("وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ وَمِنْ بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنَا عَامِلُونَ"
هكذا يقول لنا قومنا العرب قوم الرسول عندما ندعوهم لاتباع فقط القرءان ونبذ كُتُب التُّراث ووحي السُّنَّة، فيرفضون رفضًا قاطِعًا ويقولون لنا: "قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ وَمِنْ بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنَا عَامِلُونَ"...)

 

سورة فصلت
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ ۖ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ ﴿٤١﴾ لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ ۖ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ﴿٤٢﴾ مَا يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ ۚ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٍ ﴿٤٣﴾ وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْءَانًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ ۖ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ ۗ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ ۖ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى ۚ أُولَٰئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ ﴿٤٤﴾ وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ ۗ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ ۚ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ ﴿٤٥﴾.

("وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْءَانًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ ۖ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ"
لقد قال الله تعالى في تلك الآية أنه يستطيع أن يجعل هذا القرءان "أعجميًا" أي بلغة غير عربية أي بلسان "غير عربيّ" ويبعث به رسولاً لسانه "عربيّ". ولكنه لو فعل ذلك "لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ ۖ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ"، أي لطعن الّذين كفروا من أهل الكِتاب في هذا القرءان "الأعجميّ" ولقالوا معترضين: كيف يبعث الله رسولاً لِسانُهُ "عربيّ" ليبين لنا قرءانًا لِسانُهُ "أعجميّ" إذًا هذا القرءان آياته غير مفصلة، أي هو ناقص وغير كامل. ولكن الله تعالى "جعلهُ قُرْءَانًا عرَبِيًا لا أَعْجَمِيًّا" لكي لا يكون لأحد حجة عليه، فيقول عنه أنه ناقص وغير مفصل وغير كامل.
أما أهل الكِتاب العرب قوم الرسول أمة محمد أهل التراث فقد طبَّقوا ما كان سوف يقوله الّذين كفروا لمُحمَّد لو جعل الله تعالى هذا القرءان "أَعْجَمِيًّا". فاستغلوا قول الله تعالى في تلك الآية، وجعلوه هُم بأنفُسِهِم "قرءانًا أعجميًّا" بالرغم من أنَّ الله تعالى "جعلهُ قُرْءَانًا عربيًّا"، بافتراءهم كتبًا وأحاديث وأقاويل وتفاسير وتراث وقراطيس، فجعلوا بها هذا القرءان "أعجميّ" أي غير مفهوم، وجعلوا وحي السنة الباطل هو "العربيّ"، فقالوا: أنَّ هذا القرءان هو غير مُفصَّل وبالتالي غير مفهوم، أمّا وحي السُّنَّة الباطِل فهو الّذي يُفصِّل القرءان ويُبيِّنه ويُكَمِّله...)

 

سورة الحجرات
قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا ۖ قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَٰكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ ۖ وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴿١٤﴾ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ ﴿١٥﴾ قُلْ أَتُعَلِّمُونَ اللَّهَ بِدِينِكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۚ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴿١٦﴾ يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا ۖ قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ ۖ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴿١٧﴾ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴿١٨﴾.

("قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا ۖ قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَٰكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ"
"يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا ۖ قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ ۖ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ"
تمامًا كما يقول الأعراب قوم الرسول من الّذين يُسمون أنفسهم "بالمُسلمين"، من الّذين يتَّبِعون كُتُب التُراث ووحي السُّنّة الباطِل والأحاديث القُدسِيَّة الكاذِبة، أنهم آمنوا بالله وبرسولِهِ وبالقرءان مَنًّا على رسولهم مُحمد، ولكنَّهم في الحقيقة لم يُسلِموا ولمّا يدخُلُ الإيمانُ في قلوبِهِم لِمُجرَّد أنهم اتبعوا ملَّتهم وجماعتهم في كُتُب التُّراث، وهجروا دين مُحمد الإسلام الحقّ (القرءان الكريم)...)

 

سورة نوح
قَالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَارًا ﴿٢١﴾ وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا ﴿٢٢﴾ وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا ﴿٢٣﴾ وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا ۖ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلَالًا ﴿٢٤﴾ مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْصَارًا ﴿٢٥﴾ وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا ﴿٢٦﴾ إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا ﴿٢٧﴾.

("وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا"
تمامًا كما يحصل الآن مع قومنا الّذين يُسمون أنفسهم "بالمُسلمين" عندما ندعوهم لعبادة الله الواحِد الأحد لا شريك له، أي اتباع فقط القرءان الكريم ونبذ جميع كُتُب التُراث ووحي السُّنّة والأحاديث القُدسِيَّة، فيقولون لنا "لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ" بُخاري ولا مُسلِم ولا شافعي ولا مالِكي ولا حنبلي ولا نووي ولا طبري ولا إبن تيميَّة ولا أقوال الصَّحابة ولا إجماع الأمَّة ولا الحديث الشَّريف ولا أهل البيت وغيرهم من الآلهة...)

 

 

تكملة هذا الموضوع تجدونها في الجزء السادس على هذا الرابط بعنوان: هل وصل القرءان الكريم إلينا كاملاً وغير محرف بالتواتر، ومن الّذي جمعه وكتبه؟ (6).

والسلام عليكم

41 Feb 20, 2017