هل وصل القرءان الكريم إلينا كاملاً وغير محرف بالتواتر، ومن الّذي جمعه وكتبه؟ (2)

Raed's picture
Author: Raed / Date: Thu, 12/17/2020 - 17:14 /

 

هل وصل القرءان الكريم إلينا كاملاً وغير محرف بالتواتر، ومن الّذي جمعه وكتبه؟ (2)

 

 

5. كيف تم تداول هذا القرءان مع ترتيلِهِ (تفسيرِهِ) الصحيح، وكيف تم انتشاره بين الناس، في زمن الرسول محمد؟  

لم تكن توجد مطابع يُطبع فيها هذا القرءان ويُنشر بين الناس في زمن الرسول محمد عليه السلام، لذلك لم يكُن هذا القرءان حاضرًا بعد للجميع، لذلك كان القرءان الكريم أو تفسيره هو دَيْن يتداينه المؤمنون والمؤمنات بينهم إلى أجلٍ مُسمّى، أي إلى حين يُفكّ هذا الدَّيْن ويُدفع، أي كان أمانة في عُنق الرسول محمد عليه السلام أولًا، وثانِيًا في عُنُق المؤمنين والمؤمنات، فكانوا يتداولونه بينهم (تلاوةً وكتابةً) بهدف خَطِّهِ وتدوينه كنُسخ، لنشره بالشكل الصحيح بينهم، ليصل للناس كافّة في جميع أقطار الأرض من دون أي تحريف. وكانوا حينئذٍ يتعلمون القرءان الكريم (جميع آياتِهِ) مُرَتَّلًا من الرسول محمد عليه السلام، بجَمْعِ آياتِهِ مع بعضها، وبضَرْبِ آياتِهِ ببعضها، وببيان آياتِهِ من بعضها، وبتفصيل آياتِهِ، وتشابهها مع بعض، وبتفسير آياتِهِ من بعضها البعض بهَدَف إحكامِهِ. فيتعلمون بذلك علومه وأمثاله وعبره وأحكامه وشرائعه وسُننه إلى آخِرِهِ. وكانوا يتداولونه بينهم مُرَتَّلًا بنفس الطريقة التي تعلموها من رسولهم الأمين، فكانت تارةً تُطبع آيات القرءان، وتارةً أخرى يُطبع ترتيلها (تفسيرها)، وكانت الآيات والسُور تُدَوَّن وتُخَطّ وتُنسخ وتُجمع كتابةً باليد بواسطة كُتَّابْ وتُنشر في رقوق وتُحفظ في ألواح.
 

سورة الطور
وَالطُّورِ ﴿١﴾ وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ ﴿٢﴾ فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ ﴿٣﴾.

 

ولقد فرض الله تعالى على الّذين ءامنوا في زمن الرسول محمد عليه السلام في آية (282 و283) من سورة البقرة أن تؤخذ آيات القرءان الكريم ويؤخذ أيضًا ترتيلها من الرسول محمد الأمين، فتُكتَب الآيات وتُجمع وتُدوَّن على ورق، وتكون هناك نسخ عديدة وكثيرة منها، وكذلك الأمر بالنسبة لترتيل الرسول لها، ويكون هناك شُهداء عليها، بهدف نشر رسالة القرءان بين الناس في جميع أقطار الأرض.
 

سورة البقرة
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَىٰ أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ ۚ وَلْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ ۚ وَلَا يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ ۚ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلَا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئًا ۚ فَإِنْ كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهًا أَوْ ضَعِيفًا أَوْ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ ۚ وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ ۖ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَىٰ ۚ وَلَا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا ۚ وَلَا تَسْأَمُوا أَنْ تَكْتُبُوهُ صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا إِلَىٰ أَجَلِهِ ۚ ذَٰلِكُمْ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ وَأَقْوَمُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَىٰ أَلَّا تَرْتَابُوا ۖ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَلَّا تَكْتُبُوهَا ۗ وَأَشْهِدُوا إِذَا تَبَايَعْتُمْ ۚ وَلَا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلَا شَهِيدٌ ۚ وَإِنْ تَفْعَلُوا فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ ۗ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ ۗ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴿٢٨٢﴾ وَإِنْ كُنْتُمْ عَلَىٰ سَفَرٍ وَلَمْ تَجِدُوا كَاتِبًا فَرِهَانٌ مَقْبُوضَةٌ ۖ فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ ۗ وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ ۚ وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ ۗ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ ﴿٢٨٣﴾ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ ۖ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿٢٨٤﴾ آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ ۚ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ﴿٢٨٥﴾ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۚ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ ۗ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ ۖ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا ۚ أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ﴿٢٨٦﴾.

 

إذا نظرنا بالشكل الظاهري لتلك الآيتين من سورة البقرة (آية 282 و283) نجد أنّها تحدثنا عن دَيْنْ أو عن تجارة بالمفهوم المتعارف عليه بيننا. أمّا إذا نظرنا في عُمق وبُعد تلك الآيتين فنجد أنهما تحدِّثانا في الحقيقة عن إرادة الله ومشيئته في كيفية انتشار رسالة القرءان في الأرض تلاوةً وترتيلًا وكتابةً وتدوينًا لجميع علومِهِ وشرائعِهِ وأحكامِهِ وسُننِهِ وحِكَمِهِ وأمثالِهِ وعبرِهِ بين المؤمنين والمؤمنات وبين الناس كافَّةً في زمن الرسول محمد عليه السلام، حيث لم يكن هناك مطابع.

لقد كان هناك كُتّابْ يكتبون، وآخرون من الّذين يتعلمون الآيات من الرسول محمد ومن أوليائهم المؤمنين الّذين تعلموا الآيات أيضًا من محمد. فكلَّما جاءتهم إمّا الآيات  والسُوَر، أو بيانها وتفسيرها من الرسول يكتبونها. وكان هؤلاء الآخِرون يُملون على هؤلاء الكتاب ما يجب عليهم أن يكتبوه، فكان بينهم كاتب يكتُب وآخر يُمْلِلْ بالحق على هذا الكاتب ما تعلمه من آيات الله البينات من دون أدنى تحريف أو تغيير أو تبديل، أي من دون أن يبخس من علم الله (آياته) شيئًا على هذا الكاتب. وعلى الأخير (الكاتب) أن يكتب ما يُمْلَلْ عليه من آيات الله بالعدل كما علّمه الله. فإن كان الّذي يُملِل على الكاتب سفيهًا أو ضعيفًا أو لا يستطيع أن يُمِلّ، أي إذا كان الّذي تعلَّم الآيات غير مؤهل لتأدية هذا الأمر أو ليس لديه المقدرة العقلِيَّة الكافية أو عنده صعوبة في تذكُّر الآيات أو لم يكتمل عنده العلم بالآيات الّتي عليه أن يُملِلها، فعلى ولِيَّهُ الّذي علّمه أن يُملِلْ على الكاتب بدلاً منه (ينوب عن السفيه أو الضعيف)، ولكن بالعدل حتّى لا يحدث خطأ في تبليغ آيات الله فتُدوَّن أو تُخطّْ أو تُنسخ الآيات وكذلك تفسيرها وبيانها على الورق خطًأ. ولقد كان هناك شهيدين من رجالهم المؤمنين يستشهدون بهم. الشهيدان هما من الّذين تعلّموا أيضًا آيات الله (تمامًا كالّذي يُمِلّْ) ومهمتهم مراقبة ما كُتِبَ إذا ما كان صحيحًا، زيادةً في الحِرص على آيات الله، فيشهدوا على الّذي يُمِلّْ أنّ ما يُمِلُّهُ على الكاتب صحيح، ويشهدوا على الكاتب أنّ ما يكتبه من الّذي أمَلَّهُ عليه أيضًا صحيح. فإن لم يكونا رجُلين فرجلٌ وامرأتان، "أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَىٰ". إنَّ تلك الآية تدلنا على أنَّ المرأة تضل (تنسى) أكثر من الرجل، وبالتالي تُخطئ في تَذَكُّرِها للآيات حين الشهادة. وعلى جميع هؤلاء المسؤولين (الكاتب، والّذي يُملِل، وولِيّ الّذي يُملِل، والشهداء) أن يتحملوا مسؤولية تدوين آيات القرءان أو تفسيرها أمام الله صغيرًا أو كبيرًا إلى أجله (أي إلى حين تُكتب وتُجمع جميع آياته وعلومها) من دون أن يُضار كاتبٌ أو شهيد، أي من دون أن يُتَّهَم كاتبٌ أو شهيد بالكذب أو أن يُكتَبْ بالكذِبْ عنهما. وهذا أقسط عند الله وأقوم للشهادة لكي لا يرتابوا، أي لكي لا يرتابوا في الآيات وبالتالي يتأكدوا بهذه الطريقة أنَّ الآيات قد جُمِعَت بطريقتها المُثلى وبيانها الصحيح المأخوذة من الرسول محمد الأمين من دون زيادة أو نقصان أو تبديل أو تحريف. لذلك ختم الله تعالى آية (282) بقوله: "وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ ۗ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ". بهذه الطريقة جمع الله تعالى لنا آيات القرءان وحفظها بإرادتِهِ في زمن الرسول محمد عليه السلام، وليس عثمان ابن عفان الّذي جمعه بعد وفاة الرسول وحفظه هو والسلف وأهل الملة والجماعة وأئمة الكفر والضلالة بتواترِه، كما يقولون كذِبًا وبُهتانًا وزورًا. ولذلك كان قوله تعالى في سورة القيامة:
 

سورة القيامة
لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ ﴿١٦﴾ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْءانَهُ ﴿١٧﴾ فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْءانَهُ ﴿١٨﴾ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ﴿١٩﴾.

أمّا بالنسبة لقول الله تعالى: "إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَلَّا تَكْتُبُوهَا ۗ وَأَشْهِدُوا إِذَا تَبَايَعْتُمْ". التجارة الحاضرة هي التجارة الّتي حضروها أي شهِدوها، ألا وهي رسالة القرءان الكريم. في هذه الآية استثنى الله تعالى كتابة أو خطّ القرءان أو تدوينه إن كان القرءان حاضِرًا يعرفه المؤمنون والمؤمنات ويديرونه كشراكة بينهم، فليس عليهم جناح ألّا يكتبوه. إذًا في حال كانت رسالة القرءان مخطوطة أو محفوظة أو حاضرة أو معروفة، أي أنَّ القرءان أصبح موجودًا لديهم يعرفون آياتِهِ أو عِلمِهِ وأحكامِهِ وشرائعِهِ ويتداولونها (يُقيمونها) بينهم، أي يشتركون في إقامتها عملِيًّا على أرض الواقع (يُقيمون الصلواة)، ففي هذه الحالة لا داعي لكِتابتِهِ، فهو  موجود بينهم وهُم شُركآء فيه. إذًا فالقرءان هو التجارة الحاضرة التي يديرونها بينهم، وهو تجارتهم مع الله يديرونها أي يتداولونها أي يقيمونها كمؤمنين ومؤمنات بينهم. ولذلك أكمل الله تعالى بقولِهِ: "وَأَشْهِدُوا إِذَا تَبَايَعْتُمْ"، أي أقيموا الشهادة بينكم إذا تعاهدتم. وكل هذا يعني أن القرءان كان متداولاً ومعروفًا بين المؤمنين والمؤمنات وكان مخطوطًا ومطبوعًا بأكمله في زمن الرسول محمد عليه السلام.

والدليل على أن التجارة التي يتداولها (يُقيمها) المؤمنون والمؤمنات بينهم هي رسالة القرءان نجدها في الآيات التالية:
 

سورة الصف
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ﴿١٠﴾ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴿١١﴾.

 

سورة فاطر
إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ ﴿٢٩﴾ لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ ۚ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ ﴿٣٠﴾.

 

وأمّا إذا كانوا على سفر منتشرين في الأرض ويريدون أن يتداينوا بين بعضهم البعض بآيات القرءان، أي أن ينشروا رسالة القرءان في الأرض بين الناس بالطريقة المُثلى بعد أن تعلموها إمّا مباشرة من الرسول محمد عليه السلام أو من مؤمنين ذوي ثقة ولم يجدوا كاتبًا بينهم يكتب الآيات وبيانها، فَرِهَانٌ (الآيات وعلمها الّتي اؤتُمِنَ عليها المؤمن ويكون ملزمًا بها) مَقْبُوضَةٌ (مدفوعة أي مؤداة)، أي على المؤمن رَهن مسؤول عنه يجِب عليه أن يؤدّيه. فإن أمن بعضهم بعضًا فعلى الّذي اؤتمن (الّذي أخذ علم الآيات) أن يؤدي أمانته من دون أن يكتم الشهادة أو يُخفيها، أي عليه أن يشهد بالحق (بآيات القرءان وبيانها) تمامًا كما تعلمها، وَمَنْ يَكْتُمْ الشهادة فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ.

ولذلك ختم الله تعالى سورة البقرة وأكمل تلك الآيتين (آية 282 و283) بالآيات التّالية (آية 285 و286)، حتى يُعلمنا تعالى أنَّ الرسولَ محمدًا والمؤمنين قد تداينوا بين بعضهم البعض بالقرءان إلى أجله وأدّوا دينهم (أمانتهم، قرءانهم، الرِهان) على أكمل وجه:

"آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ ۚ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ﴿٢٨٥﴾
لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۚ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ ۗ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ ۖ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا ۚ أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ﴿٢٨٦﴾".

وإنَّ آية (286) هي أكبر دليل على أنَّ المؤمنين والمؤمنات في زمن الرسول محمد كانوا قد عاقبوا (تناوبوا) بآيات القرءان مع بيانها تمامًا كما عوقبوا بِها (كما وصلَت إليهم) أولًا من الله بواسطة رسولِهِ وثانيًا من المؤمنين والشهداء ذوي العدل، من دون أي تحريف للآيات تلاوةً أو نصًّا وكتابةً، وتمامًا كما أمرهم الله عز وجل في تلك الآيات من سورة البقرة وكما أمرهم في السُور التالية، ولذلك دعا المؤمنون اللهَ في تلك الآية (286) بأن لا يؤاخذهم إن نسوا أو أخطئوا عن غير قصد وقت تبليغهم لآيات القرءان الكريم، وأخبرنا أيضًا في السُور التالية:
 

سورة النحل
وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ ۖ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ ﴿١٢٦﴾.

 

سورة الحج
ذَٰلِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ ﴿٦٠﴾.

 

إذا نظرنا في سورة المائدة (من آية 106 إلى 109) نجد تشابهًا كبيرًا بينها وبين آيات سورة البقرة، مِمًا يعطينا بيانًا آخر لما ذكرت لكم:
 

سورة المائدة
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ إِنْ أَنْتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَأَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةُ الْمَوْتِ ۚ تَحْبِسُونَهُمَا مِنْ بَعْدِ الصَّلَاةِ فَيُقْسِمَانِ بِاللَّهِ إِنِ ارْتَبْتُمْ لَا نَشْتَرِي بِهِ ثَمَنًا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىٰ ۙ وَلَا نَكْتُمُ شَهَادَةَ اللَّهِ إِنَّا إِذًا لَمِنَ الْآثِمِينَ ﴿١٠٦﴾   فَإِنْ عُثِرَ عَلَىٰ أَنَّهُمَا اسْتَحَقَّا إِثْمًا فَآخَرَانِ يَقُومَانِ مَقَامَهُمَا مِنَ الَّذِينَ اسْتَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْأَوْلَيَانِ فَيُقْسِمَانِ بِاللَّهِ لَشَهَادَتُنَا أَحَقُّ مِنْ شَهَادَتِهِمَا وَمَا اعْتَدَيْنَا إِنَّا إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ ﴿١٠٧﴾ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَنْ يَأْتُوا بِالشَّهَادَةِ عَلَىٰ وَجْهِهَا أَوْ يَخَافُوا أَنْ تُرَدَّ أَيْمَانٌ بَعْدَ أَيْمَانِهِمْ ۗ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاسْمَعُوا ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ﴿١٠٨﴾ يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ ۖ قَالُوا لَا عِلْمَ لَنَا ۖ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ ﴿١٠٩﴾.

 

لقد وصّى الله تعالى المؤمنين بالضرب في الأرض لتبليغ الوصية (القرءان الكريم) أي لتبليغ ونشر رسالة القرءان وألزمهم بها. فالوصية هي آيات الله عز وجل البينات التي أنزلها عليهم ووصاهم بها. ولقد أمرهم تعالى من خلال تلك الآيات من سورة المائدة بما عليهم فِعلِهِ في حال حضر أحدهم الموت حين تبليغ الوصية وقت ضربهم في الأرض.
 

قبل أن أتابع هذا الموضوع، أريد أن أُنَوِّه لأمر في غاية الأهمية، لقد ذكر لنا القرءان الكريم نوعين من الوصِيَّة، وصِيَّة الله عزَّ وجلّْ ووصِيَّة البشر (الميراث أو الإرث). فالوصِيَّة الّتي يوصينا بها الله عزَّ وجلّ هي الدِّينْ الّذي وصّانا بِهِ بواسطة الوحي أي آياتِهِ الّتي هي القرءان الكريم، أمّا الوصِيَّة الّتي نوصي نحن بها نحن كبشر فهي تطبيق ما يوصينا بِهِ الله تعالى من دِينْ في كل آية من آياتِهِ، من ضمنها تطبيق الآيات المتعلِّقة بالميراث. إذًا الآيات الّتي ذُكِرَت فيها الوصِيَّة في القرءان الكريم هي ليست متعلِّقة حصرِيًا بموضوع الإرث الّذي يوصينا الله تعالى بِهِ (أَمَرَنا بِهِ) بعد وفاتنا، أو بما نوصي نحن بِهِ من ميراث قبل وفاتنا. ولذلك وَدَدْتُ أن أُظهر لكم في السور التالية الدليل على أن مفهوم الوصِيَّة في الآيات الّتي ذُكِرَت فيها كلمة وصِيَّة هي ليست جميعها متعلقة بالميراث أو الإرث، ولكن أكثرها هي وصايا الله عزَّ وجلَّ أي دِين الله (رِسالاتِه) الّذي نزله علينا (القرءان الكريم)، حتّى أبَيِّن لكم مفهوم الوصِيَّة في الآيات السابقة من سورة المائدة (من آية 106 إلى 109):

سورة الشورى
شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰ ۖ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ۚ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ ۚ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ ﴿١٣﴾.

سورة النساء
وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ ۚ وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ غَنِيًّا حَمِيدًا ﴿١٣١﴾.

سورة البقرة
وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا ۖ إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴿١٢٧﴾ رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا ۖ إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴿١٢٨﴾ رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ ۚ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴿١٢٩﴾ وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ ۚ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا ۖ وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ ﴿١٣٠﴾ إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ ۖ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿١٣١﴾ وَوَصَّىٰ بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴿١٣٢﴾ أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَٰهَكَ وَإِلَٰهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَٰهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ﴿١٣٣﴾.

سورة الأنعام
قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ ۖ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۖ وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ ۖ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ ۖ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ۖ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴿١٥١﴾ وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّىٰ يَبْلُغَ أَشُدَّهُ ۖ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ ۖ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۖ وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىٰ ۖ وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴿١٥٢﴾ وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴿١٥٣﴾ ثُمَّ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ تَمَامًا عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ ﴿١٥٤﴾ وَهَٰذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ  ﴿١٥٥﴾.

سورة مريم
قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا ﴿٣٠﴾ وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا ﴿٣١﴾ وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا ﴿٣٢﴾ وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا ﴿٣٣﴾ ذَٰلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ ۚ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ ﴿٣٤﴾.

سورة العنكبوت
وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا ۖ وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ۚ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴿٨﴾.

سورة لقمان
وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ ﴿١٤﴾.

سورة الأحقاف
وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا ۖ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا ۖ وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا ۚ حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي ۖ إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴿١٥﴾.

سورة الإسراء
وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا ﴿٢٣﴾   وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ﴿٢٤﴾ رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ ۚ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا  ﴿٢٥﴾ وَآتِ ذَا الْقُرْبَىٰ حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا ﴿٢٦﴾ إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ ۖ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا ﴿٢٧﴾ وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ تَرْجُوهَا فَقُلْ لَهُمْ قَوْلًا مَيْسُورًا ﴿٢٨﴾ وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَىٰ عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا ﴿٢٩﴾ إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ ۚ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا ﴿٣٠﴾ وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ ۖ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ ۚ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا  ﴿٣١﴾ وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا ۖ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا ﴿٣٢﴾ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ۗ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ ۖ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا ﴿٣٣﴾ وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّىٰ يَبْلُغَ أَشُدَّهُ ۚ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ ۖ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا ﴿٣٤﴾ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذَا كِلْتُمْ وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ﴿٣٥﴾ وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا  ﴿٣٦﴾ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا ۖ إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا ﴿٣٧﴾ كُلُّ ذَٰلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا ﴿٣٨﴾ ذَٰلِكَ مِمَّا أَوْحَىٰ إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ ۗ وَلَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ فَتُلْقَىٰ فِي جَهَنَّمَ مَلُومًا مَدْحُورًا ﴿٣٩﴾.

 

والآن سوف أعود لسورة المائدة، من آية (106) إلى (109)، لكي أُبَيِّن لكم مفهوم "الوصِيَّة" التّي وردت فيها:
 

سورة المائدة
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ إِنْ أَنْتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَأَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةُ الْمَوْتِ ۚ تَحْبِسُونَهُمَا مِنْ بَعْدِ الصَّلَاةِ فَيُقْسِمَانِ بِاللَّهِ إِنِ ارْتَبْتُمْ لَا نَشْتَرِي بِهِ ثَمَنًا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىٰ ۙ وَلَا نَكْتُمُ شَهَادَةَ اللَّهِ إِنَّا إِذًا لَمِنَ الْآثِمِينَ ﴿١٠٦﴾   فَإِنْ عُثِرَ عَلَىٰ أَنَّهُمَا اسْتَحَقَّا إِثْمًا فَآخَرَانِ يَقُومَانِ مَقَامَهُمَا مِنَ الَّذِينَ اسْتَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْأَوْلَيَانِ فَيُقْسِمَانِ بِاللَّهِ لَشَهَادَتُنَا أَحَقُّ مِنْ شَهَادَتِهِمَا وَمَا اعْتَدَيْنَا إِنَّا إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ ﴿١٠٧﴾ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَنْ يَأْتُوا بِالشَّهَادَةِ عَلَىٰ وَجْهِهَا أَوْ يَخَافُوا أَنْ تُرَدَّ أَيْمَانٌ بَعْدَ أَيْمَانِهِمْ ۗ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاسْمَعُوا ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ﴿١٠٨﴾ يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ ۖ قَالُوا لَا عِلْمَ لَنَا ۖ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ ﴿١٠٩﴾.

 

لقد بدأ الله تعالى حديثه في آية (106) من سورة المائدة بقوله: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ". نجد بأن الله عز وجل يدعو الّذين ءامنوا بأن يكون بينهم شهادة. والشهادة هي الاتفاق والعهد الّذي عاهدوا الله ورسولِهِ عليها والّتي يجب عليهم أن يقطعوه بينهم بأن يشهدوا حين الوصية بالحق (حين نشر رسالة القرءان الكريم للناس في الأرض) من دون أن يكتموا منها أو من بيانها شيئًا وتمامًا كما أمرهم الله عز وجل. ولو تابعنا الآيات التالية من سورة المائدة من آية (106 إلى 109) نجد أنه كان واجب على المؤمنين في زمن الرسول محمد عليه السلام من كل قوم أن يذهبوا فرقًا مع بعضهم فيضربوا في الأرض لكي يبلغوا الوصية (الشهادة) أي يقيموا الصلواة بين الناس، فيؤدوا الأمانة بنشر رسالة القرءان والإصلاح في جميع أقطار الأرض. وكان واجبًا أن يكون من بينِهِم على الأقل اثنان من المؤمنين المتمكنين والمتفقهين في الدين يُوزِّعون المهمة بينهم، من الّذين يعلمون علم الكتاب ويستطيعون أن يتحملوا مسؤولية إقامة الصلواة أي تبليغ الوصية أو الشهادة على أكمل وجه. فليس كل مؤمن يحق له تبليغ الصلواة، وليس كل مؤمن يستطيع أن يُعطي الصلواة بالشكل الصحيح، وليس كل مؤمن لديه الاستطاعة أو القدرة (فصل الخِطاب) أو العلم الكافي وبالتالي الحق في تبليغ الوصية (القرءان) في الأرض، باستثناء ذوي العلم المتمكنين والمتفقهين في الدين. ولقد كانت تلك الفِرقة مُعَرَّضة للموت في أي مكان أو زمان. فلو حضر أحدهم (واحِد من المتفقهين في الدين) الموت حين الوصية وبقِي معهم الآخر، ففي هذه الحالة عليهم أن يُقيموا شهادةً بينهم أي اتفاقٌ وعهدٌ يقطعونه بينهم لتكملة مهمتهم (ضربهم) في الأرض، فيشهدوا بين بعضهم ويُعاهدوا بعضهم على أن يتموا تبليغ الوصية (الشهادة) على أتم وجه بالقسط وكما أمرهم الله عز وجل، فيختاروا من بينهم اثنين من المؤمنين ذوَا عدلٍ وثقة، إما منهم في حال كان منهم من يستطيع تحمل المسؤولية في تبليغ الوصية أو من غيرهم أي من غير قومهم، فيقومان مقام الّذي حضره الموت فينوبان عنه في هذا الأمر. وعندما ينتهيان من مهمتهما ويعودان إلى فرقتهم أو قومهم، فلو شعر القوم بارتياب تجاههما، فيجب عليهم أن يحبسوهما من بعد الصلواة، من تبليغ الرسالة (الصلواة)، فيجعلونهما يقسمان بالله: "لَا نَشْتَرِي بِهِ ثَمَنًا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىٰ ۙ وَلَا نَكْتُمُ شَهَادَةَ اللَّهِ إِنَّا إِذًا لَمِنَ الْآثِمِينَ"، أي يُقسمان أمام الله أنهما بَلَّغا شهادة الله أي القرءان كما وصاهم بها الله عز وجل في آياته، وأنهم شهدوا بالحق من دون أي تحريف أو تبديل أو زيادة أو نقصان. فإن عُثِرَ على أنهما استحقا إثمًا، أي أنهما كتما شهادة الله ولم يبلغانها بالحق، فعلى القوم أن يختاروا ويبعثوا باثنين آخرين ذوَي عدل بدلًا من الأولَيَينِ الّذين استحقَّ (استوجَبَ) عليهما الإثم، فيقومان مقامهما (نفس الشروط تنطبق عليهما)، بهَدَفْ تصحيح التحريف الذي ألحقه الأوليان في الناس حين ضربهم في الأرض حين الوصِيَّة. وعندما تنتهي صلاتهما ويعودان فعليهما أن يُقسما أيضًا بالله: "لَشَهَادَتُنَا أَحَقُّ مِنْ شَهَادَتِهِمَا وَمَا اعْتَدَيْنَا إِنَّا إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِين". ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَنْ يَأْتُوا بِالشَّهَادَةِ عَلَىٰ وَجْهِهَا (تبليغ رسالة القرءان بالحق)، أَوْ يَخَافُوا أَنْ تُرَدَّ أَيْمَانٌ (عهود) بَعْدَ أَيْمَانِهِمْ (بعد عهودهم). ولذلك أكمل الله تعالى تلك الآيات بقوله في آية (109): "يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ ۖ قَالُوا لَا عِلْمَ لَنَا ۖ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ"، حتى يبين لنا أنَّ الوصية في تلك الآيات البينات هي تبليغ رسالة القرءان للناس أجمعين، وبالتالي حتى يبين لنا أنَّ حضور الموت للمؤمن عالم القرءان حين الوصية هو في الحقيقة حضور الموت له حين ضربه في الأرض لتبليغه رسالة القرءان للناس. ولذلك قال تعالى أيضًا في آية (106): "إِنْ أَنْتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ"، وقال أيضًا في نفس الآية: "... فَيُقْسِمَانِ بِاللَّهِ إِنِ ارْتَبْتُمْ لَا نَشْتَرِي بِهِ ثَمَنًا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىٰ ۙ وَلَا نَكْتُمُ شَهَادَةَ اللَّهِ إِنَّا إِذًا لَمِنَ الْآثِمِينَ"، وقال أيضًا في آية (107 و108): "... فَيُقْسِمَانِ بِاللَّهِ لَشَهَادَتُنَا أَحَقُّ مِنْ شَهَادَتِهِمَا وَمَا اعْتَدَيْنَا إِنَّا إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ، ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَنْ يَأْتُوا بِالشَّهَادَةِ عَلَىٰ وَجْهِهَا أَوْ يَخَافُوا أَنْ تُرَدَّ أَيْمَانٌ بَعْدَ أَيْمَانِهِمْ ۗ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاسْمَعُوا ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ".

وإنَّ قول الله تعالى في آية (108): "وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاسْمَعُوا ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ" هو أكبر دليل على ما ذكرت. لأنَّ عدم التقوى أو عدم الطاعة هو دليل على كتم الشهادة والتحريف، والفِسق هو دليل أكبر على ذلك. فإبليس الهالِك في جهنم والّذي غَضِبَ الله عليه ولَعَنَهُ فهُو قبل أن يُصبِح بِحُكم إبليس كان من الجِنّْ وكان مؤمنًا عالمًا بكتاب الله ولكنه فَسَقَ عن أمر ربِّهِ، أي ضلَّ وكفر بعد إيمانِهِ، وبدَّل كلام الله وحرَّفه على هواه ومصلحتِهِ، وقلب الحق باطِلًا والباطِلَ حق، فنقض بذلك العهد من بعد ميثاقِهِ وقَطَع ما أمر الله بِهِ أن يوصَلَ وأفسد في الأرض، تمامًا كما فعل الّذين ءامنوا بعد وفاة الرسول محمد عليه السلام إلى يومنا هذا بافتراء وحي السنة الباطل. كما قال تعالى في الآيات البينات التالية:
 

سورة الكهف​
وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ ۗ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ ۚ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا ﴿٥٠﴾.

سورة البقرة
إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا ۚ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ ۖ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَٰذَا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا ۚ وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ ﴿٢٦﴾ الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴿٢٧﴾.

سورة المائدة
وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَاءَ وَجَعَلَكُمْ مُلُوكًا وَآتَاكُمْ مَا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ ﴿٢٠﴾ يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَىٰ أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ ﴿٢١﴾ قَالُوا يَا مُوسَىٰ إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا حَتَّىٰ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ ﴿٢٢﴾ قَالَ رَجُلَانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴿٢٣﴾ قَالُوا يَا مُوسَىٰ إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا ۖ فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ ﴿٢٤﴾ قَالَ رَبِّ إِنِّي لَا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَأَخِي   فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ ﴿٢٥﴾ قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ ۛ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ ۚ فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ ﴿٢٦﴾.

سورة الصف
وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ ۖ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ ۚ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ﴿٥﴾.

سورة التوبة
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْإِيمَانِ ۚ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴿٢٣﴾ قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ﴿٢٤﴾.

 

سورة التوبة
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْإِيمَانِ ۚ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴿٢٣﴾ قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ﴿٢٤﴾.

 

سورة التوبة
وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلَا تَفْتِنِّي ۚ أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا ۗ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ ﴿٤٩﴾ إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ ۖ وَإِنْ تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُوا قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا مِنْ قَبْلُ وَيَتَوَلَّوْا وَهُمْ فَرِحُونَ ﴿٥٠﴾ قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ﴿٥١﴾ قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ ۖ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَنْ يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِنْ عِنْدِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا ۖ فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُمْ مُتَرَبِّصُونَ ﴿٥٢﴾ قُلْ أَنْفِقُوا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا لَنْ يُتَقَبَّلَ مِنْكُمْ ۖ إِنَّكُمْ كُنْتُمْ قَوْمًا فَاسِقِينَ ﴿٥٣﴾ وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلَا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَىٰ وَلَا يُنْفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ ﴿٥٤﴾ فَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ ۚ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ ﴿٥٥﴾ وَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنَّهُمْ لَمِنْكُمْ وَمَا هُمْ مِنْكُمْ وَلَٰكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ ﴿٥٦﴾.

 

سورة التوبة
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ ۚ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ۖ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ﴿٧٣﴾ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا ۚ وَمَا نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ ۚ فَإِنْ يَتُوبُوا يَكُ خَيْرًا لَهُمْ ۖ وَإِنْ يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ عَذَابًا أَلِيمًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ وَمَا لَهُمْ فِي الْأَرْضِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ ﴿٧٤﴾ وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ ﴿٧٥﴾ فَلَمَّا آتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ ﴿٧٦﴾ فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَىٰ يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ ﴿٧٧﴾ أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ وَأَنَّ اللَّهَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ ﴿٧٨﴾ الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ ۙ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿٧٩﴾ اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ﴿٨٠﴾ فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلَافَ رَسُولِ اللَّهِ وَكَرِهُوا أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَالُوا لَا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ ۗ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا ۚ لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ ﴿٨١﴾ فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴿٨٢﴾ فَإِنْ رَجَعَكَ اللَّهُ إِلَىٰ طَائِفَةٍ مِنْهُمْ فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُلْ لَنْ تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَدًا وَلَنْ تُقَاتِلُوا مَعِيَ عَدُوًّا ۖ إِنَّكُمْ رَضِيتُمْ بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَاقْعُدُوا مَعَ الْخَالِفِينَ ﴿٨٣﴾ وَلَا تُصَلِّ عَلَىٰ أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَىٰ قَبْرِهِ ۖ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ ﴿٨٤﴾.

 

سورة التوبة
وَجَاءَ الْمُعَذِّرُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ لِيُؤْذَنَ لَهُمْ وَقَعَدَ الَّذِينَ كَذَبُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ سَيُصِيبُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿٩٠﴾ لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَىٰ وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ ۚ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴿٩١﴾ وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ ﴿٩٢﴾ إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَهُمْ أَغْنِيَاءُ ۚ رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ وَطَبَعَ اللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴿٩٣﴾ يَعْتَذِرُونَ إِلَيْكُمْ إِذَا رَجَعْتُمْ إِلَيْهِمْ ۚ قُلْ لَا تَعْتَذِرُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكُمْ قَدْ نَبَّأَنَا اللَّهُ مِنْ أَخْبَارِكُمْ ۚ وَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴿٩٤﴾ سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ إِذَا انْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ ۖ فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ ۖ إِنَّهُمْ رِجْسٌ ۖ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴿٩٥﴾ يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْا عَنْهُمْ ۖ فَإِنْ تَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَرْضَىٰ عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ ﴿٩٦﴾ الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴿٩٧﴾.

سورة المنافقون
إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ ﴿١﴾ اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ۚ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٢﴾ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ ﴿٣﴾ وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ ۖ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ ۖ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ ۖ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ ۚ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ ۚ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ ۖ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ ﴿٤﴾ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا رُءُوسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ ﴿٥﴾ سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ﴿٦﴾.

 

سورة آل عمران
وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ ۚ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَىٰ ذَٰلِكُمْ إِصْرِي ۖ قَالُوا أَقْرَرْنَا ۚ قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ ﴿٨١﴾ فَمَنْ تَوَلَّىٰ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴿٨٢﴾.

 

سورة البقرة
وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَٰذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ ۚ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ ﴿٥٨﴾ فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ ﴿٥٩﴾.

 

سورة الأعراف
وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا ۙ اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا ۖ قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴿١٦٤﴾ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ ﴿١٦٥﴾ فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ ﴿١٦٦﴾.

 

سورة الأعراف
تِلْكَ الْقُرَىٰ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَائِهَا ۚ وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا مِنْ قَبْلُ ۚ كَذَٰلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِ الْكَافِرِينَ ﴿١٠١﴾ وَمَا وَجَدْنَا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ ۖ وَإِنْ وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ ﴿١٠٢﴾.

 

سورة المائدة
إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ ۚ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ ۚ فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا ۚ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ﴿٤٤﴾ وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ ۚ فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ ۚ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴿٤٥﴾ وَقَفَّيْنَا عَلَىٰ آثَارِهِمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ ۖ وَآتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ ﴿٤٦﴾ وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ ۚ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴿٤٧﴾.

 

سورة المائدة
قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلُ وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ ﴿٥٩﴾ قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَٰلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ ۚ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ ۚ أُولَٰئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ ﴿٦٠﴾ وَإِذَا جَاءُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَقَدْ دَخَلُوا بِالْكُفْرِ وَهُمْ قَدْ خَرَجُوا بِهِ ۚ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا يَكْتُمُونَ ﴿٦١﴾.

 

سورة التوبة
يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ ۚ قُلِ اسْتَهْزِئُوا إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَا تَحْذَرُونَ ﴿٦٤﴾ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ ۚ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ ﴿٦٥﴾ لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ۚ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ ﴿٦٦﴾   الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ ۚ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ ۗ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ  ﴿٦٧﴾ وَعَدَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ هِيَ حَسْبُهُمْ ۚ وَلَعَنَهُمُ اللَّهُ ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ ﴿٦٨﴾.

 

سورة الحديد
أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ ۖ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ ﴿١٦﴾.

 

سورة الحديد
وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ ۖ فَمِنْهُمْ مُهْتَدٍ ۖ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ ﴿٢٦﴾ ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَىٰ آثَارِهِمْ بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا ۖ فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ ۖ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ ﴿٢٧﴾.

 

سورة النور
وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴿٤﴾ .. ﴿١٠﴾ إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ ۚ .. ﴿١١﴾.

 

سورة النور
وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴿٥٥﴾ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴿٥٦﴾.

 

سورة الحشر
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴿١٨﴾ وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴿١٩﴾.

 

إنَّ بيان آيات سورة المائدة أعلاه (من آية 106 إلى 109) تدلنا على أنَّ الوصية المعنية ليس لها علاقة بالإرث أو الميراث كالّتي ذُكِرت في سورة النساء. هذه الآية من سورة المائدة هي أمر من الله عزَّ وجل للمؤمنين (بغياب الرسول محمد، أو من بعد وفاته) بتبليغ رسالة القرءان الكريم للناس تمامًا كما اؤتُمِنَ عليه.
 

في النهاية، لقد ذُكِرت الوَصِيَّة وذُكِر الدَّيْن في بعض السُور في القرءان الكريم. ونحن علينا بفهم المقصود منها (أي معناها) من خلال بيان الآيات نفسها الّتي ذُكِرت فيها كلمة وَصِيَّة أو دَّيْن. فمثلًا نجد أنَّ الوصِيَّة في سورة البقرة، والوصِيَّة والدين في سورة النساء تحدثنا عن الميراث. أمّا الوَصِيَّة في سورة المائدة، فهي آيات القرءان وبيانها وكيفِيَّة تبليغها بشروط لجميع الناس حين الضرب في الأرض في زمن الرسول محمد عليه السلام. وأمّا الدَّيْن في سورة البقرة (والتجارة)، فهو القرءان الكريم ونسخ آياته وتدوينها ببيانها على ورق لجمعها وحفظها، لتبليغها للناس كافة، مع شروط في النسخ والتدوين، بسبب عدم وجود مطابع آنذاك.
 

إذا قارنّا بين آيات سورة المائدة (الوصية) وبين آيات سورة البقرة (الدين) نجد تشابهًا كبيرًا بينهما:

  1. أولًا، كلاهما تُبيِّن لنا كيف انتشر القرءان الكريم ببيانِهِ وتمَّ تبليغه للناس في الأرض في زمن الرسول محمد عليه السلام والمؤمنين.
     
  2. ثانيًا، في كلا الحالتين (الدَّيْن، وحين الوصِيَّة) نجد أن خَطّْ القرءان وتدوينه وتبليغه يستلزم شاهدين اثنين:
    سورة البقرة آية (282 و283):
    "وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ ۖ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَىٰ ۚ.
    "وَلَا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا ۚ ".
    "وَأَشْهِدُوا إِذَا تَبَايَعْتُمْ ۚ وَلَا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلَا شَهِيدٌ".
    سورة المائدة آية (106، 107 و108):
    "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ".
    "فَيُقْسِمَانِ بِاللَّهِ لَشَهَادَتُنَا أَحَقُّ مِنْ شَهَادَتِهِمَا وَمَا اعْتَدَيْنَا إِنَّا إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ".
    "فَآخَرَانِ يَقُومَانِ مَقَامَهُمَا مِنَ الَّذِينَ اسْتَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْأَوْلَيَانِ فَيُقْسِمَانِ بِاللَّهِ لَشَهَادَتُنَا أَحَقُّ مِنْ شَهَادَتِهِمَا وَمَا اعْتَدَيْنَا إِنَّا إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ".

     
  3. ثالثًا، نجد تشابهًا في قول الله عز وجل في سورة البقرة والمائدة:
    سورة البقرة آية (282): "ذَٰلِكُمْ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ وَأَقْوَمُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَىٰ أَلَّا تَرْتَابُوا".
    سورة المائدة آية (108): "ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَنْ يَأْتُوا بِالشَّهَادَةِ عَلَىٰ وَجْهِهَا أَوْ يَخَافُوا أَنْ تُرَدَّ أَيْمَانٌ بَعْدَ أَيْمَانِهِمْ".

     
  4. رابعًا، نجد تشابهًا كبيرًا في كيفِيَّة تبليغ الرسالة بالضرب في الأرض حين الوصية وعلى سفر:
    سورة البقرة آية (283):
    "وَإِنْ كُنْتُمْ عَلَىٰ سَفَرٍ وَلَمْ تَجِدُوا كَاتِبًا فَرِهَانٌ مَقْبُوضَةٌ ۖ فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ ۗ وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ ۚ وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ ۗ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ".
    سورة المائدة آية (106 و107):
    "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ إِنْ أَنْتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَأَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةُ الْمَوْتِ ۚ تَحْبِسُونَهُمَا مِنْ بَعْدِ الصَّلَاةِ فَيُقْسِمَانِ بِاللَّهِ إِنِ ارْتَبْتُمْ لَا نَشْتَرِي بِهِ ثَمَنًا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىٰ ۙ وَلَا نَكْتُمُ شَهَادَةَ اللَّهِ إِنَّا إِذًا لَمِنَ الْآثِمِينَ".
    "فَإِنْ عُثِرَ عَلَىٰ أَنَّهُمَا اسْتَحَقَّا إِثْمًا فَآخَرَانِ يَقُومَانِ مَقَامَهُمَا مِنَ الَّذِينَ اسْتَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْأَوْلَيَانِ فَيُقْسِمَانِ بِاللَّهِ لَشَهَادَتُنَا أَحَقُّ مِنْ شَهَادَتِهِمَا وَمَا اعْتَدَيْنَا إِنَّا إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ".
    لاحظوا قول الله تعالى في آية (283) من سورة البقرة: "وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ"، وفي آية (106) من سورة المائدة: "وَلَا نَكْتُمُ شَهَادَةَ اللَّهِ". إذًا كتم الشهادة هي كتم شهادة الله أو الوصِيَّة أو الدَين أو الرِّهان وبالتالي كتم القرءان الكريم.

    وفي هذا نستطيع أن نقول أنَّ آيات سورة المائدة تعطينا مفهوم أو سبب "الرِّهان المقبوضة" في سورة البقرة، أو بالأحرى مبدأهما واحد. فالرِّهان المقبوضة هي أن يأتمِنوا ويؤتَمَنوا ويكونوا بموقع ثقة وقت تبليغهم الشهادة أو الوصِيَّة للناس، فيكونوا شُهداء عليها ومسؤولين عنها. أي أن يكون لديهم صدق وإخلاص وأمانة ويكونوا على ثِقة ولا يرتابوا وقت تبليغ الشَّهادة أو الدَّيْن أو الوَصِيَّة في الأرض.
     
  5. خامسًا، لقد ذكر الله تعالى لنا في كلا السورتين (البقرة والمائدة) صفة "العدل أو القسط":
    سورة البقرة آية (282):
    "وَلْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ".
    "فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ".
    "ذَٰلِكُمْ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ وَأَقْوَمُ لِلشَّهَادَةِ".
    سورة المائدة، آية (106 و107):
    "اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ".
    "فَآخَرَانِ يَقُومَانِ مَقَامَهُمَا مِنَ الَّذِينَ اسْتَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْأَوْلَيَانِ".

إذا أردنا أن نستخلص العبرة من جميع تلك الآيات البينات الّتي ذكرتها لكم في سورتَي المائدة (الوصيَّة) والبقرة (الدَّيْن) فنقتدي بها، نجد أنها تبين لنا أنه ليس كل إنسان  قال أنه آمن وأنه فهم القرءان أو قرأه أو حفظه لديه الحق في كتابته أو بيانِهِ أو تبليغه للناس، ولكن فقط الإنسان الّذي أتى الله بقلب سليم ودرس ما فيه، أي فقط الإنسان الّذي تعلم علم الكتاب أي لديه علم البيان، أي إثباتات من آيات القرءان نفسها وعنده فصل الخطاب، ولديه القدرة أن يحكم بآيات الله بالعدل. لا من خلال نفسه ولا فلسفته الشخصية أو عقله أو أهواءه أو تفسيراته الخاصة أو تكهناته أو تفسيرات مجتمعه أو عاداته وتقاليده أو دينه الباطل الّذي تعلمه عن آبائه، ولكن من خلال بيان وترتيل وضرب وتشابه وإحكام وتفصيل وتفسير الآيات بعضها من بعض، حتى لا يكتم شهادة الله وحتى لا يشتري به ثمنًا قليلًا ولو كان ذا قربى وحتى لا يقع في التحريف والتبديل، وبالتالي في الإثم والظلم والعدوان.
 

للأسف هذا ما فعله السلف "الطالح" وأئمة الفسوق والعصيان، انقلبوا على أعقابهم بعد وفاة الرسول محمد الأمين، وما زالوا حتى يومنا هذا، فكتبوا أحاديثًا وتفاسير باطلة وافتروا الكذب على الله عز وجل وعلى كُتُبِهِ ورُسُلِهِ، مثالًا لذلك ابتدعوا وحيًا آخر غير وحي القرءان سمّوه بوحي السنة بهتانًا وظُلمًا وزورًا، تواتروه من بعد وفاة الرسول محمد عليه السلام إلى يومنا هذا. وللأسف هذا أيضًا ما يفعله كثير من الناس في زمننا هذا (من الّذين يظنون أنهم ءامنوا) على صفحات الإنترنت أو في ساحات التواصل الإجتماعي أو في مجالسهم، يجادلون في آيات الله بغير سلطان أتاهم، ويفسرونها على حسب رأيهم ومنطقهم وأهواءهم وفلسفتهم الخاصة بغير علم ولا هدى ولا كتابٍ مُنير.
 

وأنا أريد أن أنوِّه لأمر في غاية الأهمية. ليس كل من قال أنه آمن هو مؤمن حقًا وصادق في إيمانه ولديه الحق في تبليغ القرءان. وليس كل من قال أنه يعلم هو يعلم حتى ولو ظنَّ ذلك. وللأسف هناك أيضًا عبر جميع ساحات التواصل الاجتماعي الكثير من الناس من أصناف وفئات كثيرة، من المنافقين الّذين يقولون أنهم ءامنوا وما هم بمؤمنين، أو من الملحدين أو العلمانيين أو التنويريين أو أهل السنة والشيعة والجماعة أو النصارى أو اليهود أو الماسونيين أو المجوس أو البوذِيّين أو الهِندوس أو المُندَسِّين بين صفوف المؤمنين، المنافقين عامة من جميع الفئات، كل هؤلآء يتكلمون بالقرءان ويناقشونه في صفحاتهم وساحاتهم ومجالسهم، ويتلاعبون بمفهوم آياته، ويفسرونه على أهواءهم، بهدف تحريفه لتدميره. وإنَّ تواتر الأمة "الإسلامية" لوحي السنة الكاذب وعدم حمل الأمانة بالشكل الصحيح الذي أمرنا الله تعالى به، هو السبب الرئيسي للخلافات والنزاعات الّتي تدور بين الناس على صفحات التواصل الاجتماعي وفي التلفاز وفي مجالسهم وفي بيوتهم وفي المجتمعات، وهو السبب أيضًا في العداوة والكره والبغضاء بين الشعوب، وكل ما يحدث أمامنا هو أكبر دليل على ما ذكرت.
 

سورة آل عمران
وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ ۚ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ ۚ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا ۗ وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ ﴿١٤٤﴾.

سورة لقمان
أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً ۗ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ ﴿٢٠﴾ وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا ۚ أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَىٰ عَذَابِ السَّعِيرِ ﴿٢١﴾.

سورة الأحزاب
إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ ۖ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا ﴿٧٢﴾ لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ﴿٧٣﴾.

 

هناك نقطة أخرى مهمة أحب أن أنوه عنها، ربما يكون الإنسان فعلًا مؤمنًا أو في طريقه للإيمان، ولكنه سفيهًا (ضعيفًا) أو لم يكتمل عنده العلم بعد حتى لو كان يظن ذلك، فعليه بالصبر والحذر وعدم التحدث بالقرءان وتبليغه للناس لحين يكتمل عنده الإيمان والعلم، حتى لا يقع أيضًا في التحريف، وبالتالي في الإثم أمام الله عز وجل.

ختامًا لما ذكرت في موضوعَي الدَيْن والوصِيَّة، لقد حفظ الله تعالى نُسَخ القرءان الكريم بعد وفاة الرسول محمد عليه السلام إلى يومنا هذا. وبِحِفظِهِ له حفظ فيه بيانه وتفسيره. أمَّا ما دُوِّن من بيان أو علم أو تفسير أو تفصيل من ترتيل الرسول محمد عليه السلام في زمنه فهو لم يصِل إلينا. والسبب هو أنَّ قوم محمد انقلبوا على أعقابهم بعد وفاته، بوجود منافقين مُندسِّين بين صفوف المؤمنين، وبوقوع المؤمنين بفتن وخلافات في سبيل السلطة والجاه، وبمحاربة المؤمنين وملاحقتهم وتقتيلهم عبر الزمن من قِبَل المنافقين الّذين أشركوا والكُفّار. وهناك احتمالان لا ثالِث لهُما وهو، إمّا أن يكون ما دُوِّنَ عن الرسول الأمين بَعضه موجود ومَخفِيّْ من قِبل طواغيت  يدَّعون الإيمان، أو أنه ليس له أي وجود في زمننا لأنهم أحرقوه بعد وفاة الرسول كما فعل عثمان ابن عفّان (على حسب قولهم) أو غيره من الّذين يُسمونهم بالصحابة من المنافقين الّذين ارتدّوا على أدبارهم من بعد ما تبيَّن لهم الهُدى، من أجل مصالحهم في الحيواة الدنيا. لقد قالوا بأنَّ عثمان أحرق كُتُب كثيرة بعد وفاة الرسول حين جمع القرءان. وأنا أقول بأنَّه لو كان هناك فعلًا أحد قد سُمِّيَ بعُثمان، فلو كان مؤمِنًا حقًّا فهو إمَّا أنه قد أحرق القراطيس والقرائين المُزَوَّرة الّتي كانت تُكتَب في الحُجُرات وظهرت على الساحة بعد وفاة الرسول الأمين، ولو كان مُنافِقًا فيكون قد أحرق تدوين وترتيل محمد الأمين للقرءان الكريم. أمّا بالنسبة لجمع القرءان، فسوف نرى لاحقًا إن كان عثمان جمعه أم لا، ومن الّذي جَمَعَهُ..
 

وإنَّ اختلاف مفهوم وشرائع وأحكام وحي السنة المزعوم عن مفهوم وشريعة وحُكم القرءان هو أكبر دليل على أنّ القرءان لم يُحفَظ بتواتر الأمة كما يزعمون، وإلّا لكان  وصل إلينا قرءانًا غير هذا تمامًا كالذي يسمونه "بالكتاب المقدس" (العهد القديم والعهد الجديد) و"كالتوراة المحرفة" التي نجدها بين أيدينا اليوم. فالله تعالى هو الّذي حفظه وأتَمَّ علينا نوره ولو كره المُشركون، حتى يُزهِق الباطل (وحي السُنَّة المزعوم) ويُحِقّ الحقّ بكلماتِهِ ولو كرِه الكافرون:

سورة النساء
مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ ۖ وَمَنْ تَوَلَّىٰ فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ﴿٨٠﴾ وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾.

 

سورة الصف
وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَىٰ إِلَى الْإِسْلَامِ ۚ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴿٧﴾ يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ﴿٨﴾ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ﴿٩﴾.

هل القرءان الكريم (حاشآه) ناقصٌ؟:

هناك الكثير من المجرمين الّذين يكرهون الله ورسوله يقولون بأنّ القرءانَ ناقص، ودليلهم على ذلك أنهم وجدوا بعض نُسخ من قرائين مُختلفة، أو بعض نسخ من قرائين  غير كاملة، أو بعض نُسَخ من قراءين مُختلفة الخَطّْ. وكل هذا لا يدل أبدًا على أنَّ هذا القرءان ناقص ولا يثبت لنا أبدًا ذلك.
 

إنّ السبب في وجود قرائين مُختلفة هو عدم وجود مطابع في زمن الرسول محمد عليه السلام مع وجود كثير من المنافقين والمنافقات من قوم محمد كانوا مُندَسِّين بين صُفوف المؤمنين والمؤمنات حاولوا أن يتلاعبوا بالقرءان فكانوا يكتبون آياته ويُفيضون فيه ويدونونها من وراء الحجرات، دون علم الرسول محمد والمؤمنين والمؤمنات، فجعلوا فيه أخطاء بهدف تحريفه لتبديله، مِمّا أدى إلى وجود قليل من النسخ من قرائين مختلفة أو محرفة، فالأمر لا يخلو من محاولاتهم لتحريف القرءان والّتي باءت بالفشل في زمن الرسول محمد الأمين لأنها كانت ممنوعة وكان هناك رقابة مُشددة من الرسول محمد ومن أولي الأمر من الّذين ءامنوا معه على ما كان يُكتب من قرءان كما بيّنت لكم في آية (282) من سورة البقرة، وكان يردعها القانون، لذلك كانت تلك القرائين تُكتب في الخفاء. ولكن بعد وفاة الرسول محمد عليه السلام ظهرت تلك الكتب شيئًا فشيئًا، واستخدمت عبر الزمن عن قصد بهدف التشكيك بمصداقية القرءان وتضعيفه. لقد أراد هؤلاء المنافقين المُطَفِّفين من قوم الرسول من المشركين والكفار أن يُطفِئوا نور الله بمحاولاتهم التلاعب بالقرءان، ولكن الله يأبى إلاّ أن يتم نوره ولو كره المُشركون، فحفظ تعالى القرءان بمشيئته وإرادته عبر الزمن، ومنع الناس من تحريفه، فجعل نُسخه الصحيحة الّتي خُطّت في زمن الرسول محمد الأمين بأيدي كثير من المؤمنين والمؤمنات هي الأكثر والأوفى والأجدر والأصدق ولا يوجد فيها أدنى شك، وجعلها تُنسخ وتُطبع وتُنشَر وتنتشر بين جميع الناس وفي جميع أقطار الأرض عبر الزمن حتّى يومنا هذا إلى يوم القيامة.
 

أمّا بالنسبة لوجود قرائين غير مُكتمل كتابتها (أي سُورها أو آياتها) فهذا أمر أراهُ منطقيًا ممكن الحُدوث، إن كان قبل وفاة الرسول الأمين أو من بعد وفاته، لأنَّ كل إنسان مؤمن قد كتب القرءان بخطّ يدِهِ فهو، إمّا أنَّه قد توقَّف عن ذلك قبل أن ينتهي من كتابة جميع سُوَر وآيات القرءان، أو أنه تُوُفِّيَ قبل أن ينتهي من كتابتِهِ..
 

أمّا إذا نظرنا في بعض نُسخ القرءان الّتي كُتِبت في زمن الرسول محمد، والّتي هي عبارة عن قرائين مكتوبة بخطوط عربية مختلفة، أي فيها اختلاف في الخط القرءاني، فهذا لا يُذهِب أبدًا مصداقية القرءان كما يقول أعداء القرءان، ولكنه يُعطينا دليلاً آخرًا لمفهوم الآية (282) التّي بيَّنتها لكم من سورة البقرة، ويؤكد لنا أنَّ كل إنسان كان مؤمنًا في زمن الرسول محمد وكان محل ثقة -وإن اختلف خطّه العربي- كان مسموح له أن يكتب القرءان بخطِّهِ. وهذا سببٌ ليس من بعده سبب في اختلاف الخط القرءاني.
 

سورة المائدة
.. الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا.. ﴿٣﴾.

(هل أكمل الله تعالى لنا ديننا وأتم نعمته علينا بعد وفاة الرسول؟ ولو كان القرءان لم يكتمل بعد في زمن الرسول، فهذا يعني أنَّ وحي القرءان الّذي أوحاه الله تعالى إلى رسولِهِ محمد كان ناقِصًا، وبالتالي علومه وشريعته وسُنَّتِه وأمثاله وعبره)

سورة البقرة
شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْءانُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴿١٨٥﴾.

(كيف شهِدوا الشهر أي القرءان، وأكملوا العِدَّة، وكبَّروا الله، وشكروا له، إذا كان القرءان ناقصًا ولم يكتمل بعد في زمن الرسول؟)
 

سورة النساء
فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِكُمْ ۚ فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ ۚ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا ﴿١٠٣﴾.

(كيف قُضِيَت (انتهت) الصلواة (القرءان)، وكيف ذكروا الله وأقاموا الصلواة (أقاموا القرءان)، إذا كان القرءان ناقصًا ولم يكتمل بعد في زمن الرسول؟)
 

سورة الأحقاف
وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْءانَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا ۖ فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَىٰ قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ ﴿٢٩﴾ قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَىٰ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَىٰ طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ ﴿٣٠﴾.

(كيف استطاع نفر من الجِنّ أن يستمعوا القرءان ويحضروه ويُنصِتوا له، وكيف قُضِيَت (انتهت) الصلواة (القرءان)، وكيف ولّوا إلى قومهم منذرين، وكيف أقاموا نفر من الجِنّ الصلواة في قومهم (أقاموا القرءان)، إذا كان القرءان ناقصًا ولم يكتمل بعد في زمن الرسول؟)
 

سورة المائدة
يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ۖ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ۚ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ﴿٦٧﴾ قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَىٰ شَيْءٍ حَتَّىٰ تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ ۗ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا ۖ فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ﴿٦٨﴾.

(كيف استطاع الرسول أن يُبلِّغ ما أُنزِلَ إليه من رَبِّهِ، وأي رِسالة بَلَّغها، وبماذا عَصَمَهُ الله من الناس، وكيف يستطيع أهل الكتاب أن يُقيموا التوراة والإنجيل (المحفوظان في الفرقان) وما أُنزِلَ إليهِم من رَبِّهِم (القرءان)، إذا كان القرءان ناقصًا ولم يكتمل بعد في زمن الرسول؟)

خِتامًا لما ذكرت عن كيفيَّة انتشار الرسالة بين الناس:

أستطيع أن أختم بقولي أنَّ رسالة القرءان انتشرت هكذا وبهذه الطريقة في زمن الرسول محمد في قومه وبين المؤمنين والمؤمنات وفي الأقوام الأخرى من دون وجود مطابع، وأنَّ القرءان كان كاملًا تامًا في زمن الرسول محمد الأمين والّذين ءامنوا معه، وإلّا لما وصل القرءان إلى الناس كافَّةً، ولما تمَّت الرسالة، ولما اكتمل قانون الله وشريعته وعلومه وأحكامه وسُنَّنه وأمثاله وعبره، ولما كان أحد من الناس قد ءامن، لا في زمن الرسول محمد عليه السلام ولا بعده.
 

سورة سبأ
وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴿٢٨﴾.

 

سورة الأنبياء
وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ﴿١٠٧﴾.

 

وإذا كان التداين بدين كما يقولون هو التداين بالمال بين اثنين بالمفهوم الشائع وليس له دعوة بخط القرءان ونشره:
 

1) فأولاًّ، ما حاجتنا للشهدآء أمام كاتب عدل أو وجود هذا الكاتب بوجود الطرفين الّلذين هما الدائن والمستدين؟!

2) وثانيًا، لقد ذكر الله تعالى لنا في هذه الآية جميع هؤلاء المسؤولين: الكاتب، والّذي يُملِل (وهو الّذي تداين بدين وعليه الحق، أي هو المستدين)، وولِيّ الّذي يُملِّ، والشهداء. والسؤال الّذي يطرح نفسه هو، أين الدائن وهو الطرف الأهم، ولماذا لم يذكر الله عز وجل أي شيء عنه في تلك الآية؟ بمعنى آخر، لماذا لم يحضر الجلسة  مع المستدين ويملِل هو بنفسِهِ لكاتب العدل بدلاً من المُستدين الّذي أخذ الدين منه وعليه الحق بسداد هذا الدين إليه؟ أليس أقسط أن يكون الطرفان حاضرين مع كاتب العدل فيُمِلّ كِلاهُما؟ فأين هو الدائن الّذي يُملِل إذًا في هذه الآية؟

مع الملاحظة الهامة والمُلفِتة للنظر، أنَّ آية (282) هي أطول آية في القرءان الكريم، وهذا يدلنا على أهمية تلك الآية الكبيرة والعظيمة وما احتوت سطور آياتِها من علم، هو أكبر بكثير من قصة دين أو تجارة فيهما متاع للناس.

 

6. لماذا أقرَّ علماء السلف بوجود سنة متواترة وما هدفهم من ذلك؟

لقد استغلّ الّذين يُسَمَّون بالسلف وعلماء الدين الإسلامي حِفظ الله تعالى للقرءان، واستخدموا هذا الأمر ذريعة لادعاء تواتر السنة، حتى يُثبتوا وجود وحجِّيَّة وصِدق هذه السنة (وحي السنة)، فابتدعوا تلك السنَّة الباطلة والصلوات الخمس الكاذبة وغيرها من الشرائع الباطلة، حتى يُثبتوا لنا أنها وصلت إلينا بتواترها عبر الزمن تمامًا كما وصل إلينا القرءان، فجعلوا بذلك السنة المتواترة من البشر في مثل مستوى القرءان المحفوظ من الله. ونحن إذا نظرنا في القرءان الكريم، لا نجد في جميع آياته كلمة تواتر ولا حتّى وحي آخر غير وحي هذا القرءان. لقد تناسَى هؤلاء العلماء عن عمد أمرًا مهمًا جدًا، وهو أنَّ الله تعالى أخبرنا في القرءان الكريم أنه حفظ القرءان حتى لا يتجرَّأ أحد على مقارنة القرءان بكتب خبيثة مكتوبة من بشر، ولا على وضع هذا القرءان العظيم بمثل مستوى تلك الكتب الخبيثة.
 

الدليل على أنَّ هَذا القرءان (الكِتاب) لا يُقارَن بالكُتُب الخبيثة (كالسُّنَّة الباطِل)، وأنهُما نَقيضَيْن، ولا يَستَوون، نجده في السُور التالية:
 

سورة البقرة
وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَىٰ عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴿٢٣﴾ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ ۖ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ ﴿٢٤﴾.

 

سورة الإسراء
وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ ۖ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٨٥﴾ وَلَئِنْ شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنَا وَكِيلًا ﴿٨٦﴾ إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ ۚ إِنَّ فَضْلَهُ كَانَ عَلَيْكَ كَبِيرًا ﴿٨٧﴾ قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَىٰ أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَٰذَا الْقُرْءَانِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا ﴿٨٨﴾ وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَٰذَا الْقُرْءَانِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَىٰ أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا ﴿٨٩﴾.

 

سورة الأنفال
وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا قَالُوا قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَٰذَا ۙ إِنْ هَٰذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ ﴿٣١﴾.

 

سورة يونس
وَمَا كَانَ هَٰذَا الْقُرْءَانُ أَنْ يُفْتَرَىٰ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَٰكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿٣٧﴾ أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ ۖ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴿٣٨﴾.

 

سورة هود
فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَىٰ إِلَيْكَ وَضَائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَنْ يَقُولُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ جَاءَ مَعَهُ مَلَكٌ ۚ إِنَّمَا أَنْتَ نَذِيرٌ ۚ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ﴿١٢﴾ أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ ۖ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴿١٣﴾ فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ وَأَنْ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴿١٤﴾.

 

سورة الأنعام
أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا ۚ كَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿١٢٢﴾ وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا ۖ وَمَا يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنْفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ ﴿١٢٣﴾.

 

سورة طه
اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي ﴿٤٢﴾ اذْهَبَا إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ ﴿٤٣﴾ .. ﴿٥٥﴾ وَلَقَدْ أَرَيْنَاهُ آيَاتِنَا كُلَّهَا فَكَذَّبَ وَأَبَىٰ ﴿٥٦﴾ قَالَ أَجِئْتَنَا لِتُخْرِجَنَا مِنْ أَرْضِنَا بِسِحْرِكَ يَا مُوسَىٰ ﴿٥٧﴾ فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ مِثْلِهِ فَاجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مَوْعِدًا لَا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلَا أَنْتَ مَكَانًا سُوًى ﴿٥٨﴾ .. ﴿٥٩﴾ فَتَوَلَّىٰ فِرْعَوْنُ فَجَمَعَ كَيْدَهُ ثُمَّ أَتَىٰ ﴿٦٠﴾ قَالَ لَهُمْ مُوسَىٰ وَيْلَكُمْ لَا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ ۖ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَىٰ ﴿٦١﴾.

 

سورة الأنعام
وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَىٰ بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ ۗ قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَىٰ نُورًا وَهُدًى لِلنَّاسِ ۖ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا ۖ وَعُلِّمْتُمْ مَا لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلَا آبَاؤُكُمْ ۖ قُلِ اللَّهُ ۖ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ ﴿٩١﴾ وَهَٰذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَىٰ وَمَنْ حَوْلَهَا ۚ وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ ۖ وَهُمْ عَلَىٰ صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ ﴿٩٢﴾ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ ۗ وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ ۖ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ ﴿٩٣﴾.

 

سورة الشورى
وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ۚ ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ﴿١٠﴾ فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجًا ۖ يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ ۚ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴿١١﴾ لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ ۚ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴿١٢﴾.

 

سورة فصلت
وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَٰذَا الْقُرْءَانِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ ﴿٢٦﴾ فَلَنُذِيقَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا عَذَابًا شَدِيدًا وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٢٧﴾ ذَٰلِكَ جَزَاءُ أَعْدَاءِ اللَّهِ النَّارُ ۖ لَهُمْ فِيهَا دَارُ الْخُلْدِ ۖ جَزَاءً بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ ﴿٢٨﴾.

 

سورة يونس
وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ ۙ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْءَانٍ غَيْرِ هَٰذَا أَوْ بَدِّلْهُ ۚ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي ۖ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ ۖ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ﴿١٥﴾ قُلْ لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلَا أَدْرَاكُمْ بِهِ ۖ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِنْ قَبْلِهِ ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴿١٦﴾ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ ۚ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ ﴿١٧﴾ وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَٰؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ ۚ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴿١٨﴾.

 

سورة الحجر
وَقُلْ إِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْمُبِينُ ﴿٨٩﴾ كَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ ﴿٩٠﴾ الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْءَانَ عِضِينَ ﴿٩١﴾ فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ﴿٩٢﴾ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٩٣﴾ فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ ﴿٩٤﴾ إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ ﴿٩٥﴾ الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ ۚ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ ﴿٩٦﴾ وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ ﴿٩٧﴾ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ ﴿٩٨﴾ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ﴿٩٩﴾.

 

وكذلك أخبرنا الله تعالى مثلاً عن معنى الصلواة في القرءان، وفصَّلها لنا تفصيلاً كاملاً شاملاً في أكثر آياته، حتى لا يتجرَّأ أحد على تحريف معنى الصلواة الحقيقي وإقامتها.

والدليل على معنى الصلواة نجده مُفصَّلاً بين سطور جميع آيات القرءان البينات الّتي ذُكِرَت فيها الصلواة وإقامتها، وسوف أذكر بعضًا منها:
 

سُوۡرَةُ هُود
وَإِلَىٰ مَدۡيَنَ أَخَاهُمۡ شُعَيۡبً۬ا‌ۚ قَالَ يَـٰقَوۡمِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَڪُم مِّنۡ إِلَـٰهٍ غَيۡرُهُ وَلَا تَنقُصُواْ ٱلۡمِڪۡيَالَ وَٱلۡمِيزَانَ‌ۚ إِنِّىٓ أَرَٮٰڪُم بِخَيۡرٍ وَإِنِّىٓ أَخَافُ عَلَيۡڪُمۡ عَذَابَ يَوۡمٍ  مُّحِيطٍ (٨٤) وَيَـٰقَوۡمِ أَوۡفُواْ ٱلۡمِڪۡيَالَ وَٱلۡمِيزَانَ بِٱلۡقِسۡطِ‌ۖ وَلَا تَبۡخَسُواْ ٱلنَّاسَ أَشۡيَآءَهُمۡ وَلَا تَعۡثَوۡاْ فِى ٱلۡأَرۡضِ مُفۡسِدِينَ (٨٥) بَقِيَّتُ ٱللَّهِ خَيۡرٌ لَّكُمۡ إِن ڪُنتُم مُّؤۡمِنِينَ‌ۚ وَمَآ أَنَا۟ عَلَيۡكُم بِحَفِيظٍ۬ (٨٦) قَالُواْ يَـٰشُعَيۡبُ أَصَلَوٰتُكَ تَأۡمُرُكَ أَن نَّتۡرُكَ مَا يَعۡبُدُ ءَابَآؤُنَآ أَوۡ أَن نَّفۡعَلَ فِىٓ أَمۡوَالِنَا مَا نَشَـٰٓؤُاْ‌ۖ إِنَّكَ لَأَنتَ ٱلۡحَلِيمُ ٱلرَّشِيدُ (٨٧) قَالَ يَـٰقَوۡمِ أَرَءَيۡتُمۡ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّى وَرَزَقَنِى مِنۡهُ رِزۡقًا حَسَنًا وَمَآ أُرِيدُ أَنۡ أُخَالِفَكُمۡ إِلَىٰ مَآ أَنۡهَٮٰڪُمۡ عَنۡهُ‌ۚ إِنۡ أُرِيدُ إِلَّا ٱلۡإِصۡلَـٰحَ مَا ٱسۡتَطَعۡتُ‌ۚ وَمَا تَوۡفِيقِىٓ إِلَّا بِٱللَّهِ‌ۚ عَلَيۡهِ تَوَكَّلۡتُ وَإِلَيۡهِ أُنِيبُ (٨٨).

 

سورة مريم
أُولَٰئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا ۚ إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَٰنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا ﴿٥٨﴾ فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ ۖ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا ﴿٥٩﴾ إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا ﴿٦٠﴾.

 

سُوۡرَةُ الاٴعرَاف
وَٱلَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِٱلۡكِتَـٰبِ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجۡرَ ٱلۡمُصۡلِحِينَ (١٧٠).

 

سُوۡرَةُ الحَجّ
ٱلَّذِينَ إِن مَّكَّنَّـٰهُمۡ فِى ٱلۡأَرۡضِ أَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَوُاْ ٱلزَّڪَوٰةَ وَأَمَرُواْ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَنَهَوۡاْ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ‌ۗ وَلِلَّهِ عَـٰقِبَةُ ٱلۡأُمُورِ (٤١) وَإِن يُكَذِّبُوكَ فَقَدۡ ڪَذَّبَتۡ قَبۡلَهُمۡ قَوۡمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَثَمُودُ (٤٢) وَقَوۡمُ إِبۡرَاهِيمَ وَقَوۡمُ لُوطٍ (٤٣) وَأَصۡحَـٰبُ مَدۡيَنَ‌ۖ وَكُذِّبَ مُوسَىٰ فَأَمۡلَيۡتُ لِلۡڪَـٰفِرِينَ ثُمَّ أَخَذۡتُهُمۡ‌ۖ فَكَيۡفَ ڪَانَ نَكِيرِ (٤٤).

 

سُوۡرَةُ المعَارج
إِنَّ ٱلۡإِنسَـٰنَ خُلِقَ هَلُوعًا (١٩) إِذَا مَسَّهُ ٱلشَّرُّ جَزُوعًا (٢٠) وَإِذَا مَسَّهُ ٱلۡخَيۡرُ مَنُوعًا (٢١) إِلَّا ٱلۡمُصَلِّينَ (٢٢) ٱلَّذِينَ هُمۡ عَلَىٰ صَلَاتِہِمۡ دَآٮِٕمُونَ (٢٣) وَٱلَّذِينَ فِىٓ أَمۡوَالِهِمۡ حَقٌّ مَّعۡلُومٌ (٢٤) لِّلسَّآٮِٕلِ وَٱلۡمَحۡرُومِ (٢٥) وَٱلَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوۡمِ ٱلدِّينِ (٢٦) وَٱلَّذِينَ هُم مِّنۡ عَذَابِ رَبِّہِم مُّشۡفِقُونَ (٢٧) إِنَّ عَذَابَ رَبِّہِمۡ غَيۡرُ مَأۡمُون  (٢٨) وَٱلَّذِينَ هُمۡ لِفُرُوجِهِمۡ حَـٰفِظُونَ (٢٩) إِلَّا عَلَىٰٓ أَزۡوَاجِهِمۡ أَوۡ مَا مَلَكَتۡ أَيۡمَـٰنُہُمۡ فَإِنَّہُمۡ غَيۡرُ مَلُومِينَ (٣٠) فَمَنِ ٱبۡتَغَىٰ وَرَآءَ ذَالِكَ فَأُوْلَـٰٓٮِٕكَ هُمُ ٱلۡعَادُونَ (٣١) وَٱلَّذِينَ هُمۡ لِأَمَـٰنَـٰتِہِمۡ وَعَهۡدِهِمۡ رَاعُونَ (٣٢) وَٱلَّذِينَ هُم بِشَہَـٰدَاتِہِمۡ قَآٮِٕمُونَ (٣٣) وَٱلَّذِينَ هُمۡ عَلَىٰ صَلَاتِہِمۡ يُحَافِظُونَ (٣٤) أُوْلَـٰٓٮِٕكَ فِى جَنَّـٰتٍ مُّكۡرَمُونَ (٣٥).

 

سورة الأنعام
وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَىٰ بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ ۗ قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَىٰ نُورًا وَهُدًى لِلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا وَعُلِّمْتُمْ مَا لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلَا آبَاؤُكُمْ ۖ قُلِ اللَّهُ ۖ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ ﴿٩١﴾ وَهَٰذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَىٰ وَمَنْ حَوْلَهَا ۚ وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ ۖ وَهُمْ عَلَىٰ صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ ﴿٩٢﴾.

 

سورة الماعون
أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ ﴿١﴾ فَذَٰلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ ﴿٢﴾ وَلَا يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ الْمِسْكِينِ ﴿٣﴾ فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ ﴿٤﴾ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ ﴿٥﴾ الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ ﴿٦﴾ وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ ﴿٧﴾.
 

سورة الأعلى
سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ﴿١﴾​ ...... ﴿١٣﴾​ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّىٰ ﴿١٤﴾ وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّىٰ ﴿١٥﴾.​

نجد من خلال جميع تلك الآيات أنَّ الصلواة هي القرءان، وأنَّ إقامة الصلواة هي تطبيق ما أمرنا الله عز وجل في كل آية من آيات القرءان والعمل بها على أرض الواقع. باختصار شديد، الصلواة وإقامتها هي الإيمان بالله (بآيات الله) والعمل الصالح (تطبيق آيات الله). إنّ جميع تلك الآيات الّتي ذكرتها، وكذلك التي لم أذكرها، والّتي تختص بالصلواة وإقامتها تجدون بيانها مُفصَّلًا في حلقات ومقالات حقيقة الصلواة.
 

للمزيد من المعلومات عن معنى الصلواة وإقامتها، رجاءً إضغطوا على الروابط التالية:
http://trueislamfromquran.com/salat1
http://trueislamfromquran.com/salat2
http://trueislamfromquran.com/true-prayers-7-1
http://trueislamfromquran.com/true-prayers-7-2
http://trueislamfromquran.com/how-prophet-Mohamed-prayed-7-3
http://trueislamfromquran.com/true-prayers-jomoaa-7-4
http://trueislamfromquran.com/true-prayers-7-5
http://trueislamfromquran.com/true-prayers-ablutions-7-6
http://trueislamfromquran.com/true-prayers-faith-and-good-deeds-7-7

 

تكملة هذا الموضوع تجدونها في الجزء الثالث على هذا الرابط بعنوان: هل وصل القرءان الكريم إلينا كاملاً وغير محرف بالتواتر، ومن الّذي جمعه وكتبه؟ (3).

والسلام عليكم

38 Feb 20, 2017