هل وصل القرءان الكريم إلينا كاملاً وغير محرف بالتواتر، ومن الّذي جمعه وكتبه؟ (1)

Raed's picture
Author: Raed / Date: Wed, 02/22/2017 - 09:03 /

 

هل وصل القرءان الكريم إلينا كاملاً وغير محرف بالتواتر، ومن الّذي جمعه وكتبه؟ (1)

 

1. المقدمة:

يقول الّذين يسمون أنفسهم بعلماء الدين الإسلامي والسلف الصالح وما هم بذلك أنَّ عثمان ابن عفان هو الّذي جمع القرءان الكريم بعد وفاة الرسول محمد عليه السلام، وأنه قد وصل إلينا كاملاً وغير محرّف بالتواتر تمامًا كما وصل وحي السنَّة إلينا بواسطة علماء الأمة الإسلامية الّذين حافظوا عليه وحفظوه ونقلوه إلينا عبر الزمن ومنعوا تحريفه. إذًا فإنَّ تواتر علماء الأمة الإسلامية للقرءان الكريم عبر الزمن هو بظن وبزعم أكثر الناس السبب الأول والأخير لوصوله إلينا كاملاً وغير مُحرَّف.

إنَّ ما يقولونه هو أكبر كذب وافتراء على الله عز وجل وعلى كتابه وعلى قدرته على حفظ القرءان ومنع تحريفه. فالقرءان الكريم لم يصل إلينا كاملاً بسبب تواتره عبر الزمن، ولكنَّهُ وصل إلينا كاملاً من دون أي تحريف أو نقص فقط وفقط بمشيئة الله عز وجل وإرادته، فهو سُبحانه وتعالى الحافظ الأول والآخر لكتابه من أي تحريف، وبحفظه له وصل إلينا كاملاً وغير محرف. فعثمان ابن عفان لم يجمعه لا قبل زمن الرسول محمد ولا بعده، لأنَّ الله عز وجل هو الّذي جمعه للرسول محمد عليه السلام، وكان مجموعًا بأكمله في زمنه وقبل وفاته، ولو لم يَكُن الأمر كذلك لما استطاع الرسول محمد والّذين ءامنوا معه تبليغ رسالة القرءان كاملة للناس في جميع أنحاء الأرض بالحق وبالطريقة الصحيحة. وإذا كان القرءان غير مجموع مِمًا يعني أنه كان ناقصًا في زمن الرسول، فكيف تعلم الرسول محمد والذين ءامنوا معه وكثير من الناس في ذلك الزمان رسالة القرءان؟ هل وحي القرءان الذي أنزله الله عز وجل إلى رسوله الأمين لم يكتمل؟ إذا كان هذا الأمر صحيحًا كما يقولون بهتانًا وزورًا، فأي جزء من أجزاء القرءان كان موجودًا آنذاك؟ وكيف أكمل الله عز وجل وحي القرءان بعد وفاة محمد، وعلى من نزل الوحي إذا لم يكن الرسول موجودًا؟ هل نزل الوحي على عثمان فاكتمل معه القرءان وجُمِعَ، أم على عمر، أم على أبو بكر، أم على عثمان، أم على علي؟ وهل يُعقل أن يكون القرءان ناقصًا وغير مجموع في زمن الرسول وبعدها يكون كاملاً ومجموعًا بعد وفاته؟! ما هذا الهراء!!!

إذا كان القرءان الكريم قد تواتر إلينا عبر الزمن جيلاً بعد جيل، فهذا لم يحصل إلاّ بمشيئة الله وإرادته وحده وحِفظِهِ له زمنًا تلو الآخر، لا بمشيئة الإنسان ولا بإرادته ولا بحِفظِهِ له بتداوله عبر الزمن كما يزعمون كذبًا وزورًا.

يقولون أيضًا بأنَّ الرسول محمد النبِيّ الأُمِيّ عليه السلام كان أُمِّيًّا يجهل القراءة والكتابة لذلك لم يكن يستطيع أن يكتب القرءان الكريم، ولذلك كتبه الصحابة في زمنه وأكملوا كتابته وجمعه بعد وفاته. إنَّ قولهم هذا هو أيضًا أكبر افتراء وكذِب على الله عز وجل وعلى كتابه العظيم القرءان الكريم وعلى رسوله محمد الأمين. لقد قالوا قولهم هذا ليتخذوه دليلاً يُثبتوا بواسطته للناس أنَّ السنة لم يكتبها محمد ولم تتداول كتابةً (نصًّا) منه لأنّه كان أمِّيًّا لا يعرف القراءة والكتابة، بل الصحابة كتبوها  وتداولوها نصًّا عن الرسول (قولاً عنه)، تمامًا كما كتب الصحابة القرءان وتداولوه نصًّا عن الرسول (قولاً عنه)، فيُثبتوا بذلك مصداقية وحي السنة بدليل تداولها بين الصحابة وتواترها بين الناس قولاً وكتابةً جيلاً بعد جيل، تمامًا كما كُتِب القرءان وتواتر بين الناس جيلاً بعد جيل.

 

2. هل نستطيع أن نشبه حفظ الله تعالى للقرءان بتواتر السنة؟

نحن لا نستطيع أن نُشبِّه قول الله عزَّ وجلّْ بقول البشر، ولا حتّى أن نقارن بينهما. ولا نستطيع أن نُثبت وجود وحجيّة "وحي سنة" بحجة أنَّ القرءان موجود. ولا نستطيع أن نقول أنَّ الدليل على أنَّ وحي السنة وصل إلينا بالتواتر هو أنَّ القرءان وصل إلينا أيضًا بالتواتر كما يزعمون. فالقرءان المجيد هو قول الله عز وجل وليس قول البشر، ولذلك لا نستطيع أن نشبّه ما جاء عن الله من الله للبشر بإرادة الله ومشيئته وحِفظِهِ لهُ، بما تواتر عن البشر من البشر للبشر بإرادة ومشيئة البشر وحِفظِهِم لهُ.  فالله عز وجل يحفظ قوله الحق (كتابه) ويجعله باقٍ في الأرض إذا أراد حتى انتهاء الحيواة فيها، ولكنه لا يحفظ أقاويل البشر (كتبهم) الباطلة ولا يقبل أو يرضى بها. ولو كان وحي السنَّة أو غيره من الشرائع الكاذبة، كالصلوات الخمس على سبيل المثال، قد وصلوا إلينا بتواترهم عبر الزمن، لكان الله عز وجل أنبأنا عنهم في كتابه العزيز. بمعنى آخر، لو كان الله عز وجل قد حفظ فعلاً وحي السنة بالتواتر، لكنا وجدنا على الأقل آية واحدة في القرءان الكريم تنبؤنا عن هذا الوحي المزعوم أو تخبرنا أنَّه تعالى حفظه بالتواتر، ولكان تعالى ذكر لنا تلك الآية أو حدَّثنا عنها أو أمرنا باتباعها أو فصَّلها لنا في القرءان الكريم، تمامًا كما وجدنا آية في سورة الحجر على سبيل المثال، قد نبأتنا أنه تعالى قد حفظ القرءان.

والدليل على ذلك قوله تعالى في تلك الآية، آية (9) من سورة الحجر:

سورة الحِجْرْ
إنّا نحن نزَّلنا الذكر وإنّا له لحافظون ﴿٩﴾.

(لقد قال الله تعالى "إنّا نحن نزَّلنا الذكر وإنّا له لحافظون" ولم يقُل "إنّا نحن نزَّلنا الذكر والسنة وإنّا لهما لحافظون"، ولم يقل "إنٌَا نحن نزلنا الذكر" "وإنكم له لحافظون".
بمعنى
أن الله العلي القدير لم يوكل الإنسان بحفظ كتابه العزيز)
 

إنّا له لحافظون":
هذه الآية هي أكبر دليل على أنَّ الله عز وجل هو وحده سُبحانه الحافظ للقرءان الكريم والمانع له من أي تحريف عبر الزمن إلى زمننا هذا وإلى يوم البعث. والسبب في ذلك هو، أنَّ القرءان الكريم هو آخر كتاب أراد الله عز وجل أن يُنزله، إذًا فبالتأكيد سوف يُبقيه تذكرةً لكل أمر لجميع الأمم في هذه الأرض إلى حين انتهائها، وبالتالي سوف يحفظه ويبقى حافظًا له من أي تحريف في هذه الأرض، وسوف يكون حافظًا له أيضًا في الدنيا والآخرة.
إنَّ حِفاظ الله عز وجل للقرءان بقوله تعالى "وإنّا له لحافظون" يعني أنَّهُ تعالى سوفَ يحفظ كل أمر ورد في كل آية من آياتِهِ، وسوف يكون حافظًا لأمرِهِ هذا أي فعّالٌ لهُ في الدنيا والآخرة، لأنَّ الله إذا أراد أن يقول لشيئ أو أمرٍ كُن، فإنَّ هذا الشيء أو الأمر سوف يكون كما أراده الله تعالى أن يكون، ولن يستطيع أحد أن يُبدِّلَ إرادته أو كلماته. فعلى سبيل المثال، إذا أراد الله عز وجل أن يكون القرءان الكريم آخر كتاب باقيًا في هذه الأرض، فسوف يكون هذا القرءان آخر كتاب باقيًا في هذه الأرض. وإذا أراد الله عز وجل أن يَصِل هذا القرءان إلينا عبر الزمن وبعد سنين طويلة، فسوف يصِل إلينا عبر الزمن وبعد سنين طويلة. وإذا أراد الله عز وجل أن يصل هذا القرءان إلينا كاملاً ومجموعًا عبر الزمن ومن دون أي تحريف، فسوف يصل إلينا كاملاً ومجموعًا عبر الزمن ومن دون أي تحريف، فلا أحد يستطيع أن يبدله أو يُحرفه أو يحتكره، ولا أن يُنقِص منه أو يزيد عليه، ولا أن يوقفه أو يمنع وصوله عبر الزمن، ولا أن يُبدِّل أو يمنع وصول كلماته وأحكامه وقوانينه وسُننهُ للأجيال الّتي سبقت وللأجيال الحاضرة والقادمة، ولا حتّى أن يُبدل أمره أو حكمه في الدنيا والآخرة، تمامًا كما بيَّنَ تعالى لنا في السُور التالية:
 

سورة البقرة
 بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ وَإِذَا قَضَىٰ أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ﴿١١٧﴾.
 

سورة النحل
إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ﴿٤٠﴾.​

 

سورة يس
إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ﴿٨٢﴾ فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴿٨٣﴾.

 

سورة غافر
هُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ ۖ فَإِذَا قَضَىٰ أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ﴿٦٨﴾.​

 

سورة الأنعام
وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ ۖ وَيَوْمَ يَقُولُ كُنْ فَيَكُونُ ۚ قَوْلُهُ الْحَقُّ ۚ وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ ۚ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ ۚ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ ﴿٧٣﴾.

 

سورة الأنعام
وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَىٰ مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّىٰ أَتَاهُمْ نَصْرُنَا ۚ وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ۚ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ ﴿٣٤﴾.

 

سورة يونس
أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿٦٢﴾ الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ ﴿٦٣﴾ لَهُمُ الْبُشْرَىٰ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ۚ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴿٦٤﴾.

 

سورة الأنعام
وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا ۚ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ ۚ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴿١١٥﴾.

 

سورة الكهف
... أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ ۚ مَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا ﴿٢٦﴾ وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ ۖ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا ﴿٢٧﴾.​

 

سورة لقمان
وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴿٢٧﴾.
 

سورة الكهف
قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا ﴿١٠٩﴾.

 

سورة النحل
مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ ۖ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ ۗ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٩٦﴾.

هكذا حفظ الله عز وجل القرءان من أي تحريف، لقد حفظهُ بكونِهِ حافظًا له. وإذا سلمنا بتواتر وحي السنة، نكون بذلك نُسلِّم بوجود وحيٌ آخر غير وحي القرءان نعترف به، وبالتالي نكون نُسلِّم ونعترف بوجود كتاب آخر غير كتاب القرءان أي بقرءان آخر غير هذا القرءان، وحُكم آخر غير حُكم القرءان، وكلمات أخرى غير كلمات القرءان، وحديث آخر غير حديث القرءان، وبالتالي علم آخر غير علم القرءان، فما بالكم والكتب والأحاديث والشرائع والعلوم الكثيرة المختلفة التي "يبدونها (القراطيس) ويخفون كثيرًا (القرءان)". سؤالي لكل إنسان يُؤمن بهذا: هل هناك كتاب أو قرءان أو حُكمٌ أو كلمات أو حديث آخر أو علم آخر غير كتاب وحُكم وكلمات وحديث وعلم الله (القرءان الكريم)، وهل يُشرِكُ الرحمن في حُكمِهِ أحدًا كوحي السنة مثلاً، أو يُبدِّل كتابه وقرءانه وكلماته وحديثه بهذا الوحي المزعوم؟ وهو الّذي قال سُبحانه في آية (15، 16، 17) من سورة يونس،  وفي آية (26 و27) من سورة الكهف، وفي آية (6) من سورة الجاثية:
 

سورة يونس
وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ ۙ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْءانٍ غَيْرِ هَٰذَا أَوْ بَدِّلْهُ ۚ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي ۖ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ ۖ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ﴿١٥﴾ قُلْ لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلَا أَدْرَاكُمْ بِهِ ۖ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِنْ قَبْلِهِ ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴿١٦﴾ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ ۚ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ ﴿١٧﴾.

 

سورة الكهف
... أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ ۚ مَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا ﴿٢٦﴾ وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ ۖ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا ﴿٢٧﴾.
 

سورة الجاثية
تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ ۖ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ ﴿٦﴾.

أريد أن أُنوِّهْ إلى أمر في غاية الأهمية، وهو أنَّ حِفظ الله عز وجل للقرءان هو في الحقيقة حِفظ لحديثِهِ، أي لجميع رسالاتِه وكُتُبِهِ الّتي أنزلها لجميع أنبياءِهِ ورُسُلِهِ من أوَّل الخلق إلى آخره. فالله تعالى نزّلَ الذِّكر (أي جميع الرسالات السابقة بما تحوي من قوانين وشرائع وسُنن وأحكام) وحفَظَهُ في الذِّكرِ نفسه (أي في القرءان) بإعادة تنزيل تلك القوانين والشرائع والسُنَنْ والأحكام السابقة فيه، تأكيدًا لنا منه على أنَّه تعالى سوف يحفظ حديثه أي جميع ما نزَّله للعالمين من أول الخلق إلى آخره في هذا القرءان، ويكون حافظًا له أي فعّالٌ لَهُ إلى يوم القيامة، ولذلك قال الله عز وجل في آية (21 و22) من سورة البروج:
 

سورة البروج
إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ ﴿١٢﴾ إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ ﴿١٣﴾ وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ ﴿١٤﴾ ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ ﴿١٥﴾ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ ﴿١٦﴾ هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ ﴿١٧﴾  فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ ﴿١٨﴾ بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي تَكْذِيبٍ ﴿١٩﴾ وَاللَّهُ مِنْ وَرَائِهِمْ مُحِيطٌ ﴿٢٠﴾
  بَلْ هُوَ قُرْءانٌ مَجِيدٌ ﴿٢١﴾ فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ ﴿٢٢﴾.
(بَلْ هُوَ قُرْءانٌ مَجِيدٌ: لأنَّ فيه علم وحديث الله أي جميع الرسالات السابقة بما تحتوي عليه من قوانين وشرائع وسُنن وأحكام توصلنا إلى الجنة في الآخرة.
فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ: اللوح هو الصحيفة أي الكتاب أي القرءان. والألواح هي جمع اللوح وهي الصحف الّتي هي جمع صحيفة. إذًا فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ أي في القرءان نفسه  محفوظ بإعادة تنزيل تلك القوانين والشرائع والسُنَنْ والأحكام السابقة فيه، تأكيدًا لنا على أنَّ الله تعالى سوف يحفظ جميع ما نزَّله للعالمين من حديث من أول الخلق إلى آخره في هذا القرءان، ويكون حافظًا لحديثِهِ أي فعّالٌ لهُ إلى يوم القيامة.
كدليل لما ذكرت قول الله عزّ وجل في السور التالية:

سورة البينة
لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّىٰ تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ ﴿١﴾ رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً ﴿٢﴾ فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ ﴿٣﴾ وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ ﴿٤﴾ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ ۚ وَذَٰلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ  ﴿٥﴾.

سورة الأعراف
قَالَ يَا مُوسَىٰ إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ ﴿١٤٤﴾ وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهَا ۚ سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ ﴿١٤٥﴾.

سورة الأعراف
وَلَمَّا سَكَتَ عَنْ مُوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الْأَلْوَاحَ ۖ وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ ﴿١٥٤﴾.

سورة طه
وَقَالُوا لَوْلَا يَأْتِينَا بِآيَةٍ مِنْ رَبِّهِ ۚ أَوَلَمْ تَأْتِهِمْ بَيِّنَةُ مَا فِي الصُّحُفِ الْأُولَىٰ ﴿١٣٣﴾ وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُمْ بِعَذَابٍ مِنْ قَبْلِهِ لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزَىٰ ﴿١٣٤﴾.

سورة الأعلى
إِنَّ هَٰذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَىٰ ﴿١٨﴾ صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ ﴿١٩﴾.

سورة عبس
كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ ﴿١١﴾ فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ ﴿١٢﴾ فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ ﴿١٣﴾ مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ ﴿١٤﴾ بِأَيْدِي سَفَرَةٍ ﴿١٥﴾ كِرَامٍ بَرَرَةٍ ﴿١٦﴾.
)

 

إنَّ كل ما ذكرتُ لكُم أعلاه يُثبت بل يؤكد لنا جميعًا أنَّ هذا القرءان قد نُقِلَ ووصَلَ إلينا بمشيئة الله وإرادته وحده لا شريك له وليس بحفظ السلف وعلماء الأمة الإسلامية بتواتره عبر الزمن، ولا بمشيئتهم أو إرادتهم كما يدَّعون بهتانًا وزورًا في كتب الأحاديث والسنة الباطلة وبافتراء الكذب على الله عز وجل وعلى كتابه العزيز وعلى رسوله الأمين.​ بل وأكثر من هذا، فالقرءان هو ليس الكتاب الوحيد الّذي وُجِدَ وحُفِظَ حتى يومنا هذا إلى يوم القيامة، بل أيضًا جميع كُتُب ورسالات الله السابقة لجميع أنبيائه ورُسُلِهِ هي أيضًا موجودة في زمننا الحالي إلى يوم القيامة لأنها محفوظة في هذا القرءان وجزءٌ لا يتجزّأ مِنهُ. إذًا فالله تبارك وتعالى لم يحفظ فقط القرءان بل حفظ جميع كُتُبِهِ ورسالاته بِحِفظِهِ لهذا القرءان.

 

3. هل الذكر الّذي نزَّله الله وحفظه هو القرءان أم سنة محمد؟

أجمع جمهور الّذين يُسمون أنفسهم بعلماء وفقهاء الأمة الإسلامية وما هُم بذلك، على أنَّ الذِكر هو ما أنزله الله عز وجل وحيًا على محمد من سُنَّة. إذًا فالذكر حسب  قولهم هو سنة محمد (المُسمّاة بالسُّنَّة) وليس القرءان. ولكننا إذا نظرنا في القرءان الكريم نجد ومن دون أدنى شكّْ الكثير من الآيات البينات الّتي تُبيِّن لنا أنَّ الذكر هو ما أنزله الله تعالى وحيًا على رسوله الأمين محمد عليه السلام من قرءان وليس من سنّة خاصة بِهِ. إذًا فالذِّكر في التفسير القرءاني هو القرءان وليس السُنّة الباطلة الّتي يدعون. وهناك آيات في القرءان الكريم لا تُعد ولا تُحصى تُثبت لنا أنَّ الذكر هو القرءان، وسوف أتلو عليكم بعضًا منها لأنها كافية لأن تبرهن لنا أنَّ الذكر هو فقط وفقط القرءان الكريم.

تلك الآيات نجدها في السُور التالية:
 

سُوۡرَةُ الحِجر
الٓر‌ۚ تِلۡكَ ءَايَـٰتُ ٱلۡڪِتَـٰبِ وَقُرۡءَانٍ مُّبِينٍ (١) رُّبَمَا يَوَدُّ ٱلَّذِينَ ڪَفَرُواْ لَوۡ كَانُواْ مُسۡلِمِينَ (٢) ذَرۡهُمۡ يَأۡڪُلُواْ وَيَتَمَتَّعُواْ وَيُلۡهِهِمُ ٱلۡأَمَلُ‌ۖ فَسَوۡفَ يَعۡلَمُونَ (٣) وَمَآ أَهۡلَكۡنَا مِن قَرۡيَةٍ إِلَّا وَلَهَا كِتَابٌ مَّعۡلُومٌ (٤) مَّا تَسۡبِقُ مِنۡ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسۡتَـٔۡخِرُونَ (٥)  وَقَالُواْ يَـٰٓأَيُّہَا ٱلَّذِى نُزِّلَ عَلَيۡهِ ٱلذِّكۡرُ إِنَّكَ لَمَجۡنُونٌ (٦) لَّوۡ مَا تَأۡتِينَا بِٱلۡمَلَـٰٓٮِٕكَةِ إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّـٰدِقِينَ (٧) مَا نُنَزِّلُ ٱلۡمَلَـٰٓٮِٕكَةَ إِلَّا بِٱلۡحَقِّ وَمَا كَانُوٓاْ إِذًا مُّنظَرِينَ (٨) إِنَّا نَحۡنُ نَزَّلۡنَا ٱلذِّكۡرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَـٰفِظُونَ (٩) وَلَقَدۡ أَرۡسَلۡنَا مِن قَبۡلِكَ فِى شِيَعِ ٱلۡأَوَّلِينَ (١٠) وَمَا يَأۡتِيہِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُواْ بِهِۦ يَسۡتَہۡزِءُونَ (١١) كَذَالِكَ نَسۡلُكُهُ فِى قُلُوبِ ٱلۡمُجۡرِمِينَ (١٢) لَا يُؤۡمِنُونَ بِهِۦ‌ۖ وَقَدۡ خَلَتۡ سُنَّةُ ٱلۡأَوَّلِينَ (١٣).

(لقد رفض الّذين كفروا أن يأكلوا من ءَايَـٰتِ ٱلۡڪِتَـٰبِ وقُرۡءَانٍ مُّبِينٍ (دين الله الحق)، لأنهم أرادوا أن يأكلوا من دينهم الباطل ويتمتَّعوا بخيرات هذا الدين. وكان الأمل (دينهم الباطل) يُلهِهِم لأنَّهُ كان يُأمِّلهم بالشفاعة والخلاص ودخولهم الجنة مهما فعلوا من ذنوب ومعاصي. ولذلك قال الله تعالى للرسول محمد عليه السلام من آية (2) إلى (5): "رُّبَمَا يَوَدُّ ٱلَّذِينَ ڪَفَرُواْ لَوۡ كَانُواْ مُسۡلِمِينَ، ذَرۡهُمۡ يَأۡڪُلُواْ وَيَتَمَتَّعُواْ وَيُلۡهِهِمُ ٱلۡأَمَلُ‌ۖ فَسَوۡفَ يَعۡلَمُونَ، وَمَآ أَهۡلَكۡنَا مِن قَرۡيَةٍ إِلَّا وَلَهَا كِتَابٌ مَّعۡلُومٌ، مَّا تَسۡبِقُ مِنۡ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسۡتَـٔۡخِرُونَ".
في آية (1) نجد أنَّ ءَايَـٰتُ ٱلۡڪِتَـٰبِ هي قُرۡءَان مُّبِين، وأنَّ ءَايَـٰت ٱلۡڪِتَـٰبِ الّتي هي قُرۡءَان مُّبِين، تُبيِّن لنا من خلال آيات الكِتاب التالية (من آية (2) إلى (13)) حُكمُ الله عزَّ وجلّ على ٱلَّذِينَ ڪَفَرُواْ في الآخرة.
في آية (4)، (5)، (10) و(11) نجد أنَّ الكِتَاب المَّعۡلُومٌ هو الحُكم المؤجَّل بالعذاب الّذي أعطاهُ الله تعالى كفرصَة لكُل أمَّة كَفَرَت قبل أن يُهلِكَهم في الدُّنيا والآخرة كتّذكِرة لهُم بإرسالِهِ إليهم رَّسولٌ يتلو عليهم ءَايَـٰتُ ٱلۡڪِتَـٰبِ الّتي هي قُرۡءَان مُّبِين. ولذلك كان قوله تعالى في آية (9) "إنّا نحنُ نزَّلنا الذِّكرَ وإنّا لهُ لحافظون"، لكَي يُعلمنا بأنَّ الذِّكر الّذي هو ءَايَـٰتُ ٱلۡڪِتَـٰبِ وقُرۡءَانٍ مُّبِينٍ هو الكِتَاب المَّعۡلُومٌ وهو الأجل، وهو جميع كتب الله ورسالاته السابقة (كالتوراة والإنجيل..) الّتي أرسلها لجميع الأمم السابقة بواسطة رُسُلِهِم تذكِرةً لهُم بعذابِه، لأنها حُرِّفت عبر الزمن واختُلِف فيها، حتى يُزهق اعتقادهم الباطل بشفاعة رُسُلِهِم وخلاصهم في الآخرة، وحتى يُعلمنا بأنَّهُ تعالى نزَّلهُ لاحِقًا على الرسول مُحمَّد عليه السلام وحفظهُ في قُرۡءَانٍ مبينٍ، وسوف يكون حافِظًا لهُ في الدنيا والآخرة.
إذًا الذِّكر الّذي حفظهُ الله عزَّ وجلّ هو ذِكر جميع رسالاتِهِ وكُتُبِهِ السابقة، القرءان، وفيهِ رسالة محمد. ولذلك قال تعالى في آية (10) "وَلَقَدۡ أَرۡسَلۡنَا مِن قَبۡلِكَ فِى شِيَعِ ٱلۡأَوَّلِينَ"، دليلاً لنا على أنَّ الله عز وجل قد أرسل أيضًا هذا الذِّكر سابِقًا (قبل الرسول محمد) مع الرُسُل السابقين الّذين أرسلهم في شِيَع الأولين أي في جميع الأمم السابقة، ومن ثَمَّ أرسلهُ لاحِقًا مع الرسول مُحمّد، فكَفَروا واستهزأوا بِهِ، لقولِهِ في آية (11) "وَمَا يَأۡتِيہِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُواْ بِهِۦ يَسۡتَہۡزِءُونَ"، ولقولِهِ في آية (13): "لَا يُؤۡمِنُونَ بِهِۦ‌ۖ وَقَدۡ خَلَتۡ سُنَّةُ ٱلۡأَوَّلِينَ"، أي لَا يُؤۡمِنُونَ بالذِّكر‌ الذي نزَّله على الرَّسول محمد وحفظهُ تذكِرة لهُم. ولذلك قالوا لهُ في آية (6) و(7): "وَقَالُواْ يَـٰٓأَيُّہَا ٱلَّذِى نُزِّلَ عَلَيۡهِ ٱلذِّكۡرُ إِنَّكَ لَمَجۡنُونٌ، لَّوۡ مَا تَأۡتِينَا بِٱلۡمَلَـٰٓٮِٕكَةِ إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّـٰدِقِينَ". إنَّ قولهم هذا هو أكبر دليل على أنَّ الذِّكر (ءَايَـٰتُ ٱلۡڪِتَـٰبِ وقُرۡءَانٍ مُّبِينٍالّذي نُزِّلَ على الرسول محمد عليه السلام وأرسَلَهُ بِهِ، هو جميع كُتُب الله ورسالاته السابقة، ولذلك لم يُصدِّقوا ما أُرسِلَ إليهم من توراة وإنجيل وغيرها من الرسالات، فاتهموهُ بالجنون عندما قالوا "يَـٰٓأَيُّہَا ٱلَّذِى نُزِّلَ عَلَيۡهِ ٱلذِّكۡرُ إِنَّكَ لَمَجۡنُونٌ"، وطلبوا منه أن يُثبِت لهم أنَّ هذا الذِكر هو جميع الكُتُب والرِّسالات التّي أرسلها الله تعالى إليهم سابِقًا وأعاد تنزيلها عندما قالوا "لَّوۡ مَا تَأۡتِينَا بِٱلۡمَلَـٰٓٮِٕكَةِ إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّـٰدِقِينَ". فأجابهم الله تعالى تأكيدًا منه بعذابه لهم في الآخرة بقوله في آية (8): "مَا نُنَزِّلُ ٱلۡمَلَـٰٓٮِٕكَةَ إِلَّا بِٱلۡحَقِّ وَمَا كَانُوٓاْ إِذًا مُّنظَرِينَ"، وأكمل بقولِهِ في آية (9): "إِنَّا نَحۡنُ نَزَّلۡنَا ٱلذِّكۡرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَـٰفِظُونَ"، تأكيدًا لهُم أنَّه هو سُبحانه الّذي نزَّل الذِّكر وأنّهُ سوف يَحفظه ويكون حافِظًا له أي فعَّال لِما جاء بِهِ هذا الذِّكر من نذير في الدنيا والآخرة.
إذًا الذِّكر هو جميع كُتُب ورِّسالات الله وهو القرءان المُّبين وليس وحي السُّنة)

 

سورة ص
ص ۚ وَالْقُرْءانِ ذِي الذِّكْرِ ﴿١﴾ ...... ﴿٧﴾ أَأُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِنْ بَيْنِنَا ۚ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْ ذِكْرِي ۖ بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ ﴿٨﴾.​

(في آية (1) وصف الله عز وجل القرءان وعرَّفه بالذكر بدليل قوله: "وَالْقُرْءانِ ذِي الذِّكْرِ"، ولم يصف السُنّة بالذكر، فيقول مثلاً: "والسنّة ذات الذِّكر". إذًا فإن الذِّكر هو صفة للقرءان وليس للسُّنة.
وفي آية (8) أراد تعالى أن يُبيِّن بل يؤكد لنا أنَّ الذّكر الّذي أُنزِل على محمد هو القرءان، وأنَّ القرءان هو ذكر الله أو ذِكرٌ من الله وفيهِ تذكرة وتهديد ووعيد بالعذاب الّذي لم يذوقوهُ بعد والّذي هُم في شكٍّ منه)

 

سورة فُصِّلَتْ
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ ۖ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ ﴿٤١﴾ لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ ۖ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ﴿٤٢﴾ مَا يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ ۚ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٍ ﴿٤٣﴾ وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْءانًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ ۖ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ ۗ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ ۖ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى ۚ أُولَٰئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ ﴿٤٤﴾.

(أولاً، لقد عرَّف الله عز وجل الذِكر بكتابٍ عزيز، أي عرَّفه بالكتاب ولم يُعرِّفه بالسُنّة.
وثانيًا، هذا الكتاب العزيز ليس فيه أي علم باطل إن كان علمًا حاضرًا (مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ) أو غائبًا (مِنْ خَلْفِهِ) لأنه تنزيلٌ من حكيمٍ حميد.
وثالثًا، إنَّ ما قاله الله تعالى لمحمد في هذا الكتاب العزيز الّذي هو الذكر والذي لا يحتوي علومًا باطلة هو ما قاله لجميع الرُسُل من قبل محمد، مثالاً لذلك في هذه الآية أنَّ المغفرة والعقاب أي الجنة وجهنم أي الحُكم في الآخرة هو مسؤولية الخالق وحده، أي لا شفاعة ولا خلاص من مخلوق لمخلوق بدليل قوله تعالى "إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٍ". مِمّا يُثبت أنَّ الذِّكر الّذي أنزله تعالى على محمد هو نفس الذِّكر الّذي أنزله على جميع الرُسُل من قبل محمد. إذًا الذِّكر واحد والكتاب العزيز واحد والقرءان واحد، أنزله الله تعالى من قبل على جميع الأنبياء والرُسُل بلغات أعجمية مختلفة، مع فارِق وحيد أنه تعالى أنزله لاحِقًا قرءانًا عربيًا ليس أعجميًا على محمد)

 

سورة الفُرْقَان
وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنْزِيلًا ﴿٢٥﴾ الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَٰنِ ۚ وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا ﴿٢٦﴾ وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا ﴿٢٧﴾ يَا وَيْلَتَىٰ لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا ﴿٢٨﴾ لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي ۗ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا ﴿٢٩﴾ وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَٰذَا الْقُرْءانَ مَهْجُورًا ﴿٣٠﴾ وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ ۗ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا ﴿٣١﴾.​

(نجد بأنَّ سبيل الرسول محمد (وجميع الرُسُل) هو الذِّكر الّذي جاء للظالم مع الرسول فرفض أن يتخذ معه سبيلاً في الدنيا، ولكنه اعترف به في الآخرة.
ونجد أنَّ سبيل الرسول الّذي هو الذِّكر هو هذا القرءان الّذي اتخذه قومُه مهجورًا في حياتهم الدنيا في هذه الأرض، ولن ينفعهم (يُدخلهم الجنة) في الآخرة.
وإنَّ قول محمد الّذي سوف يقوله لرَبِّهِ عن قومه في الآخرة (شهادته الّتي سوف يشهد بها على قومه ويتبرأ منهم أمام الله في الآخرة): "وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَٰذَا الْقُرْءانَ مَهْجُورًا"، هو أكبر دليل على أنَّ الذِّكر الّذي كان سبيل الرسول محمد عليه السلام هو هذا القرءان الّذي هجره قوم محمد وما زالوا عاكفين على هجره، وليس تلك السُنَّة الّتي اتبعوها وما زالوا عاكفين عليها.
لقد قال الرسول محمد عليه السلام في الآخرة وبكل وضوح:
"يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَٰذَا الْقُرْءانَ مَهْجُورًا" ولم يقُل: "يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَٰذَه السُنَّة مَهْجُورةً"، وكذلك لم يقُل: "يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَٰذَا الْقُرْءانَ والسُنَّة  مَهْجُورين "أو" يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا الكتاب والسُنّة مَهْجُورين".
(إذًا سبيل الرسول محمد هو الذِّكْر، والذِّكر الّذي هو سبيل الرسول محمد هو القرءان وليس السُنّة)

 

سورة القَلَم
وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ ﴿٥١﴾ وَمَا هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ ﴿٥٢﴾.

(مُختصر مُفيد: الذّكر هو ذِكرٌ للعالمين لأنَّ الله تعالى أنزله ذِكرٌ واحدٌ (رسالة واحدة ودينٌ واحد) للعالمين من أول الخلق إلى آخره، والقرءان في التفسير القرءاني هو ذِكرٌ للعالمين وليست السُنَّة. إذًا الذِّكر هو القرءان الكريم وليس السُنّة)
 

سورة الزُّخْرُف
فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴿٤٣﴾ وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ ۖ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ ﴿٤٤﴾.

(الذِّكر هو ذِكر محمد وقومه، وهو ما أوحِيَ إلى محمد وجعله الله بِهِ على صِراطٍ مُستقيم. إذًا الذِّكر الّذي أوحِيَ إلى محمد هو وحي القرءان وليس وحي السُنّة، وهو الصراط المستقيم. ومحمد وقومه سوف يُسألون (يُحاسبون) في الآخرة على أساس الذكر الذي هو القرءان وليس على أساس السنّة)
 

سورة يَس
وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ ۚ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْءانٌ مُبِينٌ ﴿٦٩﴾ لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ ﴿٧٠﴾.

(لقد قال الله تعالى: "إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْءانٌ مُبِينٌ"، ولم يقل: "إِنْ هُما إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْءانٌ مُبِينٌ". نجد بأن الذكر مقرون بالقرءان لقوله تعالى "إن هو" مِمّا يدلنا بل يؤكد لنا على أنَّ الذِّكر مقرون بالقرءان، وأنَّهُ فقط وفقط القرءان المُبين وليس السّنّة الباطلة.
وهل السنة هي الّتي "تُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ بها عَلَى الْكَافِرِين" كما قال الله تعالى في آية (70)؟!)
 

سورة ق
نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ ۖ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ ۖ فَذَكِّرْ بِالْقُرْءانِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ ﴿٤٥﴾.​

(لقد قال الله تعالى: "فَذَكِّرْ بِالْقُرْءانِ" ولم يقُل: "فَذَكِّرْ بِالْسُّنّة" أو "فَذَكِّرْ بِالْقُرْءانِ والْسُّنّة"، أو "فَذَكِّرْ بِالْكتاب والْسُّنّة". إذًا الذِّكر (أو التذكرة) هو القرءان وليس السُنّة)
 

سورة الطَّلاق
... فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ آمَنُوا ۚ قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا ﴿١٠﴾ رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۚ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۖ قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقًا ﴿١١﴾.

(نجد في تلك الآيات أنَّ الذِّكر الّذي أنزله الله تعالى إلى أولي الألباب هو ما تلاهُ الرسول محمد عليه السلام عليهم من آياتِ الله مُبيِّنات أي من شرائع وقوانين وسُنن وعلوم وأمثال وعبر لكي يُخرِج بها الّذين ءامنوا وعملوا الصالحات من الظلمات إلى النور. إذًا الذِّكر هو آيات الله مُبيِّنات، أي هو القرءان الكريم وما يحتوي من رسالات الله وكُتبِهِ (أحكامِهِ وشرائعه وقوانينه) الّتي أنزلها سابقًا على جميع أنبياءِهِ ورُسُلِهِ)
 

سورة الصّافات
وَالصَّافَّاتِ صَفًّا ﴿١﴾ فَالزَّاجِرَاتِ زَجْرًا ﴿٢﴾ فَالتَّالِيَاتِ ذِكْرًا ﴿٣﴾ إِنَّ إِلَٰهَكُمْ لَوَاحِدٌ ﴿٤﴾ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبُّ الْمَشَارِقِ ﴿٥﴾.​

(نجد في آية (3) أنَّ الله عز وجل يُقسِمُ "بِالتَّالِيَاتِ ذِكْرًا"، أي يُقسِمُ بالملآئكة الّتي تتلو على الأنبياء والرُسُلِ ذِكرًا، أي تتلو وحيًا على الرُسُلِ ذِكرًا، أي تُنزِّلُ من السماءِ ذِكرًا، أي توحي للرُسُلِ ذِكرًا، أي توحي للرُسُلِ الرسالات، أي توحي لمحمد القرءان. إذًا الذِّكرْ المتلو من الملآئِكة على محمد وجميع رُسُل الله هو وحي القرءان الكريم وليس وحي السُنّة. وفيهِ وبِهِ يُذكِّرُنا بأنَّ "إلاهُنا لواحد" وأنه "رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبُّ الْمَشَارِقِ"، فهو الخالق الّذي أوجد الخلق، وبالتالي وحده المسؤول عن السماوات والأرض وما بينهما، وعن جميع النجوم والكواكب والمجرات.. إذًا في تلك الآيات يُخبرنا هذا الذّكر المتلو من التاليات (الملآئكة) بأنَّ الدين واحِدٌ لجميع الأمم، لا أديان ولا أحزاب ولا طوائِف ولا سُنن ولا شرائِع مُختلفة، لقولِهِ تعالى في آية (4 و5): "إِنَّ إِلَٰهَكُمْ لَوَاحِدٌ، رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبُّ الْمَشَارِقِ")
 

سورة المُرْسَلات
وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا ﴿١﴾ فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفًا ﴿٢﴾ وَالنَّاشِرَاتِ نَشْرًا ﴿٣﴾ فَالْفَارِقَاتِ فَرْقًا ﴿٤﴾ فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْرًا ﴿٥﴾ عُذْرًا أَوْ نُذْرًا ﴿٦﴾.​

(نجد في آية (5) أنَّ الله عز وجل يُقسِمُ "بالْمُلْقِيَاتِ ذِكْرًا"، أي يُقسِمُ بالملآئكة الّتي تُلقي على الأنبياء والرُسُلِ ذِكرًا، أي تُلقي وحيًا على الرُسُلِ ذِكرًا، أي تُنزِّلُ من السماءِ ذِكرًا، أي توحي للرُسُلِ ذِكرًا، أي توحي للرُسُلِ الرسالات، أي توحي لمحمد القرءان. إذًا الذِّكرْ المُلقى من المُلقيات (الملآئِكة) هو وحي القرءان الكريم وليس وحي السنة. وفي تلك الآيات يُخبرنا هذا الذكر ويُذكِّرُنا بالآخرة والحساب أي بالجنة وجهنم، لقوله تعالى في آية (6): "عُذْرًا أَوْ نُذْرًا": عُذْرًا (المغفرة أي الجنة)، ونُذْرًا (العقاب أي جهنم))
 

سورة القَمَر
وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْءانَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ ﴿١٧﴾.​

(لقد قال الله تعالى: "وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْءانَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ" ولم يقُل: "وَلَقَدْ يَسَّرْنَا السُنَّة لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ". إذًا الذِّكر الّذي يجب علينا أن ندّكِرَهُ أي نتذكّرهُ هو القرءان الّذي يسَّره الله عز وجل وليس السُنَّة)
 

سورة الشُّعَراء
طسم ﴿١﴾ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ ﴿٢﴾ لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ ﴿٣﴾ إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ ﴿٤﴾ وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنَ الرَّحْمَٰنِ مُحْدَثٍ إِلَّا كَانُوا عَنْهُ مُعْرِضِينَ ﴿٥﴾ فَقَدْ كَذَّبُوا فَسَيَأْتِيهِمْ أَنْبَاءُ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٦﴾.​

(نجد من خلال تلك الآيات أنَّ الذِّكرْ هو "آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ" الّتي رفضوا أن يؤمنوا بها والّتي فيها أنباء ما أعرضوا عنه وما كذبوا واستهزؤا بِهِ عمّا سوف يُحدِثهُ الرحمن عز وجل من إعادة خلقِهِ لحيواة في الآخرة أي للحساب وللجنة ولجهنم. إذًا الذِّكر هو القرءان الكريم وليس السنة)

 

سورة ص
هَٰذَا ذِكْرٌ ۚ وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ ﴿٤٩﴾ جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوَابُ ﴿٥٠﴾ ...... ﴿٥٤﴾ هَٰذَا ۚ وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآبٍ ﴿٥٥﴾ جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمِهَادُ ﴿٥٦﴾.​

(نجد ويوضوح شديد أنَّ الذِّكر هو "هَٰذَاالّذي (أو ما) ذكرهُ الله عز وجل لنا في تلك الآيات عن مصير المتقين وعن مصير الطّاغين في الآخرة. إذًا الذِّكر هو "هَٰذَا" القرءان الكريم وليس السُنّة)

 

سورة الزُّخْرُف
حم ﴿١﴾ وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ ﴿٢﴾ إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْءانًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴿٣﴾ وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ ﴿٤﴾ أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا أَنْ كُنْتُمْ قَوْمًا مُسْرِفِينَ ﴿٥﴾ وَكَمْ أَرْسَلْنَا مِنْ نَبِيٍّ فِي الْأَوَّلِينَ ﴿٦﴾ وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٧﴾ فَأَهْلَكْنَا أَشَدَّ مِنْهُمْ بَطْشًا وَمَضَىٰ مَثَلُ الْأَوَّلِينَ ﴿٨﴾.

(نجد في تلك الآيات البينات أنَّ الذِّكر هو ما ضربه (أي منعه) الله عز وجل صفحًا (أي منعًا) عن القوم المُسرفين. وهو الكتاب المُبين، القرءان العربي (جميع رسالات الله) الّذي هو أمّ الكتاب لدى العليٌ الحكيم أي لدى الله (أي هو تعالى منبعه وأصله)، والّذي أرسله إلى جميع النبيين في الأولين. إذًا الذِّكر هو رسالة القرءان أي جميع رسالات الله وليس السنّة)

 

سورة آل عُمْران
إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَىٰ إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ۖ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ﴿٥٥﴾ فَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَأُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ ﴿٥٦﴾ وَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ﴿٥٧﴾ ذَٰلِكَ نَتْلُوهُ عَلَيْكَ مِنَ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ ﴿٥٨﴾ إِنَّ مَثَلَ عِيسَىٰ عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ ۖ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ﴿٥٩﴾ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ ﴿٦٠﴾ فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ﴿٦١﴾ إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ ۚ وَمَا مِنْ إِلَٰهٍ إِلَّا اللَّهُ ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴿٦٢﴾.

(لقد قال الله عز وجل في آية (58): "
ذَٰلِكَ نَتْلُوهُ عَلَيْكَ مِنَ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ ﴿٥٨﴾".
السؤال الّذي يجب أن يُطْرَح هنا هو، ما هو "ذَٰلِكَ" الشيء "الّذي تلاه الله تعالى على محمد
الجواب وبكل وضوح نجده في نفس الآية، ألا وهو "ما تلاه الله تعالى على محمد من الآياتِ والذِّكرِ الحكيم".
وما هو "ذَٰلِكَ الّذي تلاهُ الله على محمد مِنَ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ
الجواب نجده في الآيات الّتي تسبق آية (58) وفي آية (59) الّلاحقة لآية (58)، في قوله تعالى:
"إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَىٰ إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ۖ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ﴿٥٥﴾ فَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَأُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ ﴿٥٦﴾ وَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ﴿٥٧﴾ ......... ﴿٥٨﴾ إِنَّ مَثَلَ عِيسَىٰ عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ ۖ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ﴿٥٩﴾".
من خلال بيان تلك الآيات، نجد وبكل وضوح أنَّ الذِّكر الّذي تلاه الله تعالى على رسوله الأمين محمد هو آيات الذِّكر الحكيم أي آيات الإنجيل الحكيم الّتي تقُصُّ علينا من ربِّنا بالحق عن نبأِ عيسى عليه السلام، عن مثلِ كيفية خلق الله تعالى له، وعن ما قاله له وحيًا في الإنجيل في الماضي، بهدف أن يُبيِّن لنا أنَّ عيسى في الإنجيل الحقّْ هو نبي ورسول الله، توفّاهُ الله تعالى (إذًا فهو بشر يموت كباقي البشر) ورفعهُ إليه (أعطاهُ الجنة) وطهَّرَهُ (من خلال ذِكرِهِ في القرءان) تمامًا كباقي الرُسُل. وأنه خلقهُ من رحِم أمه مريم عليها السلام من دون تزاوج (من دون أب) بتلقيح بويضة مريم، يعني خلقهُ "من نطفةٍ إذا تُمنى"، تمامًا كما خلق آدم (البشر) من رحم التراب من دون تزاوج (من دون أب وأم) بتلقيح خلية أنثوية بأخرى ذكورية، وأيضًا "من نطفةٍ إذا تُمنى". فيُؤكد لنا بذلك أنَّ عيسى في الإنجيل الحقّْ هو ليس إلاهًا، يعني هو ليس بالآب ولا بالإبن ولا بالروح القُدُس، وأنْ لا وجود في الإنجيل الحقّْ لشفاعة عيسى (الخلاص) في الآخرة، لأنَّ الحُكم في دخول الجنة أو جهنم هو فقط لله وحدهُ لا شريك له  بدليل أن "مَا مِنْ إِلَٰهٍ إِلَّا هو"، إذًا هُوَ وحدَهُ يكون "الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ" الّذي يُدخِلنا الجنة.
لذلك أكمل الله تعالى بقوله في الآيات التالية:
"الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ ﴿٦٠﴾ فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ﴿٦١﴾ إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ ۚ وَمَا مِنْ إِلَٰهٍ إِلَّا اللَّهُ ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴿٦٢﴾".
إذًا، "الذِّكر" هو "ما جاء محمد من العلم" الّذي هو "الحقّ من ربِّهِ"، وهذا العلم الحقّ هو ما "تلاهُ عليه من الآيات والذِّكر الحكيم" "فقصَّهُ عليهِ بالحق"، وبالتالي هو آيات الإنجيل الحكيم المحفوظة والموجودة في القرءان الكريم وليس السُنَّة)

 

سورة النَّحْل
وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ ۚ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴿٤٣﴾ بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ ۗ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴿٤٤﴾.

(من هُم "أهل الذكر"؟ هُم الرجال الّذين أوحى الله عز وجل إليهم رسالاتِهِ وكُتُبِهِ (البينات والزُبُروأرسلهم من قبل الرسول محمد إلى جميع الأمم بها. أي هُم جميع الأنبياء والرُسُل السابقين الّذين أوحى الله تعالى إليهم الذِّكر، ولذلك لقَّبهم الله تعالى ب "أَهْلَ الذِّكْرِ" وهُم أهل الكتاب.
بماذا نسألهم؟ نسألهم بالبيِّناتِ والزُبُرْ أي برسالات الله وكُتُبِهِ الّتي أنزلها وحيًا عليهم في السابق.
كيف نسألهم بالبيِّنات والزُبُر وهُم في عِداد الأموات؟ نسألهم من خلال كُتُبهم ورسالاتهم الّتي أنزلها الله تعالى عليهم في السابق وأعاد تنزيلها على محمد لاحقًا في القرءان وحفظها فيه، أي نسألهم عن رسالاتهم من القرءان نفسه. فنسأل عمّا قال موسى في التوراة من توراة موسى الّتي حُفِظت في القرءان، ونسأل عمّا قال عيسى في الإنجيل من إنجيل عيسى الّذي حُفِظ في القرءان. ولذلك أكمل الله بقولِهِ في آية (44): "وَأَنزَلۡنَآ إِلَيۡكَ ٱلذِّڪۡرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيۡہِمۡ وَلَعَلَّهُمۡ يَتَفَكَّرُونَ"، لِكَيْ يُعلمنا أنَّهُ تعالى أنزل إلى محمد الذِّكر أي القرءان بما فيهِ من توراة وإنجيل وجميع كُتُب ورسالات الله السابقة، لِكَيْ يُبيِّنَ للناسِ أي لجميع الأمم، ما نُزِّلَ إليهم أي ما نُزِّل إلى ءابآئِهِم وأمَّتِهِم في السابق من توراة وإنجيل وجميع رسالات وكُتُب الله "لَعَلَّهُمۡ يَتَفَكَّرُونَ".
إذًا الذِّكر هو القرءان وليس السُنَّة. وهو الّذي يُبيِّن لجميع الناس ما نُزِّلَ إليهم (جميع كُتُبِهِم السابقة)، لأنّ جميع تلك الكُتُب كانت قد حُرِّفت عبر الزمن قبل نزول القرءان، فأعاد الله تنزيلها وحفظها لجميع الناس في القرءان. ولذلك ختم تعالى بقولِهِ: "وَلَعَلَّهُمۡ يَتَفَكَّرُونَ")

 

سورة الأعْراف
لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ﴿٥٩﴾ قَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴿٦٠﴾ قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلَالَةٌ وَلَٰكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿٦١﴾ أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنْصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿٦٢﴾ أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلَىٰ رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ وَلِتَتَّقُوا وَلَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴿٦٣﴾ فَكَذَّبُوهُ فَأَنْجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا عَمِينَ ﴿٦٤﴾.​

(مُختصر مُفيد: الذِّكر هو رسالات الله عز وجل، وهي الآيات الّتي أوحاها الله عز وجل إلى رسولِهِ الأمين نوح عليه السلام لكي يُبلِّغُها لقومِهِ بهدف أن يُنذرهم "بعذابِ يومٍ عظيم" (عذاب الآخرة جهنم)، بهدف أن يعبدوا الله وحدهُ فلا يُشركوا به شيئًا، وليتَّقوا ولعلَّهُم يُرحمون فيدخلون الجنة. وهذا الذّكر أو النذير الّذي أوحاهُ سابقًا إلى نوح،  أوحاهُ عن نوح لاحقًا إلى محمد في القرءان الكريم من خلال تلك الآيات.
إذًا الذِّكر هو القرءان الكريم وهو رسالات نوح وليس السنة)

 

سورة الأعْراف
وَإِلَىٰ عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا ۗ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ ۚ أَفَلَا تَتَّقُونَ ﴿٦٥﴾ قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ ﴿٦٦﴾ قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي سَفَاهَةٌ وَلَٰكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿٦٧﴾ أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ ﴿٦٨﴾ أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلَىٰ رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ ۚ وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً ۖ فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴿٦٩﴾ قَالُوا أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا ۖ فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ﴿٧٠﴾ قَالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ ۖ أَتُجَادِلُونَنِي فِي أَسْمَاءٍ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا نَزَّلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ ۚ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ ﴿٧١﴾ فَأَنْجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَقَطَعْنَا دَابِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا ۖ وَمَا كَانُوا مُؤْمِنِينَ ﴿٧٢﴾.​

(مُختصر مُفيد: الذِّكر هو رسالات الله عز وجل، وهي الآيات الّتي أوحاها الله عز وجل إلى رسولِهِ الأمين هود عليه السلام لكي يُبلِّغُها لقوم عاد (قومه) بهدف أن يُنذرهم  بعذاب الآخرة جهنم، بهدف أن يعبدوا الله وحدهُ فلا يُشركوا به أديان كاذبة (كُتُب وقصص وشرائِع مختلفة) سمّوها (صنعوها) هُم وآباءهم "ما نزَّل الله بها من سلطان"، وليذكروا آلآء الله (نِعَمه، رسالاته السابقة الّتي أنزلها سابقًا وأرسلها إليهم لاحقًا مع هود) ولعلَّهُم يُفلِحون فيدخلون الجنة. وهذا الذّكر أو النذير الّذي أوحاهُ إلى هود، أوحاهُ قبلاً إلى نوح، وأوحاهُ بعدًا إلى جميع الرُسُل، وإنتهاءً بمحمد في القرءان الكريم من خلال تلك الآيات.
إذًا الذِّكر هو القرءان الكريم وهو رسالات هود وليس السُنَّة)

 

سورة الأنبياء
اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ ﴿١﴾ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ ﴿٢﴾ لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ ۗ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا هَلْ هَٰذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ ۖ أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ ﴿٣﴾.

(لقد بدأ الله عز وجل آيات سورة الأنبياء بالتحدث عن الحساب (جهنم). "الذِّكر المُحدَث" الّذي "استمعوهُ الناس وهُم يلعبون" هو ما ذكَّرهُم وأنبأهم به القرءان الكريم من ربِّهم وما أحدث لهُم منه ذِكرًا عن أحداث الدنيا والآخرة، وبالتالي عَمّا سوف يحدث لهم في الآخرة، أي عن الحساب والجنة وجهنم. وفي آية (1) ذكَّرهم ربُّهُم ب"الحساب الّذي اقترب وهُم في غفلةٍ مُعرضون". وهُم بدلاً من أن يستمعوا للقرءان (الذِّكر) وهُم يُنصتون لعلهم يُرحمون فيدخلون الجنة بدلاً من جهنم كما أمرهم الله تعالى في آية (204) من سورة الأعراف بقوله: "وإذا قرئ القرءان فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون"، هُم للأسف "إستمعوهُ وهُم يلعبون". كيف استمعوهُ وهُم يلعبون؟ الجواب نجده في آية (3): "لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ ۗ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا هَلْ هَٰذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ ۖ أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ".
إذًا الذِّكر الّذي هُم في غفلةٍ عنه معرضون والّذي استمعوه وهُم يلعبون لاهيةً قلوبهم هو القرءان الكريم وليس السُنَّة)

قَالَ رَبِّي يَعْلَمُ الْقَوْلَ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴿٤﴾ بَلْ قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ بَلِ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ فَلْيَأْتِنَا بِآيَةٍ كَمَا أُرْسِلَ الْأَوَّلُونَ ﴿٥﴾ مَا آمَنَتْ قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا ۖ أَفَهُمْ يُؤْمِنُونَ ﴿٦﴾ وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ ۖ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴿٧﴾ وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَدًا لَا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَمَا كَانُوا خَالِدِينَ ﴿٨﴾ ثُمَّ صَدَقْنَاهُمُ الْوَعْدَ فَأَنْجَيْنَاهُمْ وَمَنْ نَشَاءُ وَأَهْلَكْنَا الْمُسْرِفِينَ ﴿٩﴾ لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ ۖ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴿١٠﴾
("أهل الذكر" هُم الرجال الّذين أوحى الله عز وجل إليهم رسالاتِهِ وكُتُبِهِ (البينات والزُبُر) تمامًا كما أوحاها إلى محمد، وأرسلهم بها من قبل الرسول محمد إلى جميع الأمم السابقة. أي هُم جميع الأنبياء والرُسُل السابقين الّذين أوحى الله تعالى إليهم الذِّكر، ولذلك لقَّبهم الله تعالى ب "أَهْلَ الذِّكْرِ".
ويجب علينا أن نسألهم من خلال كُتُبهم ورسالاتهم (الذِّكر) الّتي أنزلها الله تعالى وحيًا عليهم في السابق وأعاد تنزيلها وحيًا على محمد لاحقًا في القرءان بهدف أن يحفظها فيه. فنسألهم عن رسالاتهم الصحيحة من القرءان، لأنّها كانت قد حُرِّفت عبر الزمن قبل نزول القرءان بحجة أنها أتت على لسان الرُسُل كذبًا وافتراءً عليهم،   فنسأل عن قول موسى الحق عن علم السماء والأرض وعمّا سوف يحدُثُ في الدنيا والآخرة من توراة موسى الّتي حُفِظت في القرءان وليس من سنة موسى، ونسأل عن قول عيسى الحق عن علم السماء والأرض وعمّا سوف يحدُثُ في الدنيا والآخرة من إنجيل عيسى الّذي حُفِظ في القرءان وليس من سنة عيسى.
ولقد أراد الله تعالى أن يُعلمنا من خلال تلك الآيات عمّا قاله لجميع أنبياءِهِ ورُسُلِهِ من علم في السماءِ والأرض، عن الدنيا والآخرة، وعن الحساب والعذاب، بدليل جوابِهِ  لهم في آية (4): "قَالَ رَبِّي يَعْلَمُ الْقَوْلَ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ". ولذلك أكمل الله تعالى بقولِهِ في آية (8): "وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَدًا لَا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَمَا كَانُوا خَالِدِينَ"، لكي يُعلمنا أنهم ليسوا آلهةً، وأنهم بشرٌ مثلنا يأكلون الطعام وليسوا بخالدين، فهم سوف يموتون ويُحاسبون مثل باقي الناس في الآخرة بدليل قوله في آية (9): "ثُمَّ صَدَقْنَاهُمُ الْوَعْدَ فَأَنْجَيْنَاهُمْ وَمَنْ نَشَاءُ وَأَهْلَكْنَا الْمُسْرِفِينَ". وأيضًا بدليل قوله لنا في آية (10): "لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ ۖ أَفَلَا تَعْقِلُونَ"، وهنا أراد الله تعالى أن يدلنا ويؤكد لنا أنَّ القرءان الكريم فيه ذِكرُنا، أي فيه التوراة والإنجيل وجميع كُتُبِهِ ورسالاته السابقة التّي أرسلها إلى ءابآئِنا السابقين (جميع الأمم السابقة)، لكي يُذكِّرُنا عمّا سوف يحدُثُ لنا من عذاب في الدنيا والآخرة، بهدف أن نعقِل فنحذر عذابهُ. لذلك أكمل تعالى بقوله في الآيات التالية:)
وَكَمْ قَصَمْنَا مِنْ قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنْشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آخَرِينَ ﴿١١﴾ فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُمْ مِنْهَا يَرْكُضُونَ ﴿١٢﴾ لَا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَىٰ مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ ﴿١٣﴾ قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ ﴿١٤﴾ فَمَا زَالَتْ تِلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّىٰ جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا خَامِدِينَ ﴿١٥﴾ وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ ﴿١٦﴾ لَوْ أَرَدْنَا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْوًا لَاتَّخَذْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا إِنْ كُنَّا فَاعِلِينَ ﴿١٧﴾ بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ ۚ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ ﴿١٨﴾ وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَمَنْ عِنْدَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ ﴿١٩﴾ يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ ﴿٢٠﴾ أَمِ اتَّخَذُوا آلِهَةً مِنَ الْأَرْضِ هُمْ يُنْشِرُونَ ﴿٢١﴾ لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا ۚ فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ ﴿٢٢﴾ لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ ﴿٢٣﴾ أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً ۖ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ ۖ هَٰذَا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي ۗ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ ۖ فَهُمْ مُعْرِضُونَ ﴿٢٤﴾ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ﴿٢٥﴾​ ........ ﴿٣٥﴾ وَإِذَا رَآكَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُوًا أَهَٰذَا الَّذِي يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ وَهُمْ بِذِكْرِ الرَّحْمَٰنِ هُمْ كَافِرُونَ ﴿٣٦﴾​ ....... ﴿٤٧﴾ وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَىٰ وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاءً وَذِكْرًا لِلْمُتَّقِينَ ﴿٤٨﴾ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَهُمْ مِنَ السَّاعَةِ مُشْفِقُونَ ﴿٤٩﴾ وَهَٰذَا ذِكْرٌ مُبَارَكٌ أَنْزَلْنَاهُ ۚ أَفَأَنْتُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ ﴿٥٠﴾​ ...... ﴿٨٢﴾ وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ﴿٨٣﴾ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ ۖ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَىٰ لِلْعَابِدِينَ ﴿٨٤﴾ ........​ ﴿١٠٤﴾ وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ ﴿١٠٥﴾ إِنَّ فِي هَٰذَا لَبَلَاغًا لِقَوْمٍ عَابِدِينَ ﴿١٠٦﴾ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ﴿١٠٧﴾.
("هَٰذَا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي": هذا (أي القرءان) هو ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ لأنّه ذِكر جميع الناس الّذين وُجِدوا مع الرسول محمد عليه السلام، 
وهذا (أي القرءان) "ذِكْرُ مَنْ قَبْلِي" لأنّه ذِكر جميع الأمم والناس الّذين وُجِدوا في الأزمان السابقة مع الأنبياء والرُسُل السابقين قبل الرسول محمد عليه السلام. إذًا هذا القرءان الّذي هو ذِكْرُ مَنْ مَع الرسول محمد عليه السلام وَذِكْرُ مَنْ قَبْلَهُ هو كتاب جميع الأنبياء والرُسُل وجميع الأمم والناس وليس فقط كتاب محمد وأمَّته، فالإله واحد، إذًا الكتاب واحد والدين (أي القانون والحُكم) واحد، ولذلك أكمل الله عز وجل حديثه في الآية الّتي تليها بقوله فيها: "وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ".
وإذا تابعنا الآيات من آية (24) إلى آية (107) نجد وبكل وضوح:
أنَّ الذكر الّذي أعرض عنه الكافرون هو القرءان وليس السنة.

وأنَّ الذكر الّذي آتاه سابقًا لموسى وهارون هو الفرقان أي التوراة السابقة. إذًا الذكر هو التوراة وليس السنة.
وأنَّ هذا الذكر المبارك الّذي أنزله على محمد فنكروه هو القرءان وليس السنة.
وأنَّ الذكر الّذي كشف به ضُرّْ أيوب والّذي آتاه إياه رحمة وأهله ومثلهم معهم من العابدين هو وحي الآيات الّتي أوحاها لأيوب، أي هو رسالة أيوب. إذًا الذكر هو رسالة أيوب وليس السنة.
وأنَّ الزبور هو الكتاب الّذي كتب الله عز وجل فيه من بعد الذكر (من بعد الرسالات السابقة) ما أنزله سابقًا إلى جميع الأمم السابقة، بهدف أن يذكر جميع الأمم والناس (العالمين) أنَّ الأرض (الجنة) يرثها (يدخلها) فقط عبادُه الصالحون. لذلك أكمل تعالى بقوله في الآيات التالية: "إِنَّ فِي هَٰذَا لَبَلَاغًا لِقَوْمٍ عَابِدِينَ ﴿١٠٦﴾ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ﴿١٠٧﴾". إذًا الزبور هو القرءان، والقرءان هو الذكر وليس السنة)

 

سورة المؤمنون
أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءَهُمْ مَا لَمْ يَأْتِ آبَاءَهُمُ الْأَوَّلِينَ ﴿٦٨﴾ أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ ﴿٦٩﴾ أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ ۚ بَلْ جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ ﴿٧٠﴾ وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ ۚ بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَنْ ذِكْرِهِمْ مُعْرِضُونَ ﴿٧١﴾.

(ذكرهم الّذي أتاهم الله عز وجل به والّذي أعرضوا عنه هو دينهم الحق، وهو قوله تعالى الّذي جاءهم وأتاهم به بواسطة رسولهم محمد تمامًا كما أتى ءآباءهم الأولين  بهدف أن يُبيِّنَ لهم دينهم الحق ويذكرهم به فيمحو به أديانهم الباطلة. ولكن أكثرهم كرهوا دين الله الحق ورفضوا تدبره وإقامته (تطبيقه في الأرض) وأعرضوا عنه، ونكروا بذلك رسولهم محمد بحجة أن به جنة (أي مجنون)، لأنهم وجدوا أن هذا الدين لا يتماشى مع أهواءهم (أي مع ما تحل لهم أديانهم الباطلة من فساد وظلم وفسق وفجور)، من أجل ذلك أكمل تعالى بقوله: "وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ ۚ بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَنْ ذِكْرِهِمْ مُعْرِضُونَ".
إذًا الذكر هو القول وهو الحق وهو القرءان وليس السنة)

 

سورة الزخرف
وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَٰنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ ﴿٣٦﴾ وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ ﴿٣٧﴾.​

(ما هو ذكر الرحمن؟ هل هو القرءان أم السنة؟ أرجو أن تجيبوا بأنفسكم على هذا السؤال الّذي من المفترض أن يكون جوابه واضحًا وبيِّن للجميع)

 

سورة يوسف
ذَٰلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ ۖ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ ﴿١٠٢﴾ وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ ﴿١٠٣﴾ وَمَا تَسْأَلُهُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ ۚ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ ﴿١٠٤﴾ وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ ﴿١٠٥﴾ وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ ﴿١٠٦﴾.

(نجد أنّ الذي هو ذكر للعالمين هو القرءان الكريم الّذي يذكرنا بأنباء الغيب الّتي أوحاها الله تعالى لمحمد لكي يبلغها من دون أجر للعالمين. وفي تلك الآيات نجد أن أنباء الغيب تحدثنا عن تاريخ مضى (الماضي) أي عن رسالة يوسف وفيها قصة يوسف مع إخوته، بهدف إظهار الغيب الحق الّذي هو ما حصل في الماضي مع يوسف وإخوتِهِ ورسالتِهِ، بهدف إظهار دين يوسف الإسلام الحق وأخذ العبرة منه للحث على الإيمان بدين الله وحده وعدم الإشراك به أديان باطلة، ولذلك قال الله تعالى: "إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ" وأكمل بقوله: "وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ، وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ". إذًا الذِّكر هو آيات الله في السماوات والأرض الّتي هي القرءان وليس السنة)
 

سورة الأنعام
وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ ۚ قُلْ لَسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ ﴿٦٦﴾ لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ ۚ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ ﴿٦٧﴾ وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ ۚ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَىٰ مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴿٦٨﴾ وَمَا عَلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَلَٰكِنْ ذِكْرَىٰ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴿٦٩﴾ وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا ۚ وَذَكِّرْ بِهِ أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ وَإِنْ تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لَا يُؤْخَذْ مِنْهَا ۗ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُوا بِمَا كَسَبُوا ۖ لَهُمْ شَرَابٌ مِنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ ﴿٧٠﴾.

(نجد أنَّ الذِّكْرَىٰ الّتي على الرسول محمد أن يَتذكّرها إذا ما أنساهُ (أي أضَلَّهُ) الشيطان (هوى النفس) بواسطة الّذين يخوضون في آيات الله، هو الحقّْ (أي القرءان) الّذي كذّبَ بِهِ قومه. ونجد أنَّ الهدف من تلك الذِّكْرَى هو لا لِيحاسبهم الذين يتقون ولكن تذكرة لهم لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ، فيُذكِّرهُم بِهِ أي بالحق (بالقرءان) أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ وَإِنْ تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لَا يُؤْخَذْ مِنْهَا، حتّى يُنذِرهم بِالذِّكر أو بالذِّكْرَىَ بعذاب جهنَّم. إذًا الذِّكْرَىَ التي هي الذِّكر، الّذي هو الحقّْ هو القرءان وليس السُّنة)

 

سورة الأعراف
كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنْذِرَ بِهِ وَذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴿٢﴾ اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ ۗ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ ﴿٣﴾   وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتًا أَوْ هُمْ قَائِلُونَ ﴿٤﴾ فَمَا كَانَ دَعْوَاهُمْ إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا إِلَّا أَنْ قَالُوا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ ﴿٥﴾ فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ ﴿٦﴾ فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ ۖ وَمَا كُنَّا غَائِبِينَ ﴿٧﴾.

(لقد قال الله تعالى "كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنْذِرَ بِهِ وَذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ". ولم يقُل "كِتَابٌ وسُنَّة أُنْزِلَا إِلَيْكَ فَلَا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُما لِتُنْذِرَ بِهِما وَذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ". أو لم يقُل "سُنَّة أُنْزِلَت إِلَيْكَ فَلَا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْها لِتُنْذِرَ بِها وَذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ".
الذِّكْرَىَ هي ذِكْرَىَ للمؤمنين وهي الكِتاب (القرءان) الّذي أنزله رَبُّنا إلى محمد وإلينا وأمرنا أن نتَّبِعه وأن لا نتَّبِع من دونه أولِياء. ولكن للأسف "قليلًا ما تّذَكَّرون" أي قليلًا مِنّا ما يتذَكَّر تلك الذِّكْرَىَ أي الكِتاب. مِثالًا لذلك ما جاءت بِهِ تلك الآيات من سورة الأعراف ككِتاب أي كفرض أو حُكم أو أمر تأمرنا باتباعِ ما أنزله ربّنا إلينا فيه (القرءان)،  ولكن كثيرًا مِنَّا لا يتذكَّر فَيَتَّبِع ما لم يُنزله تعالى إلينا ولم يأمرنا أو يَحكُم بِهِ أو يَفرضه علينا (كوحي السُّنَّة الباطِل).
والكتاب الّذي هو الذِّكْرَىَ، هو ما سأل الله تعالى بِهِ المُرسلين الّذين أُرسِل إليهم هذا الكِتاب سابِقًا فقّصَّهُ علينا بِعِلم عن قصصهم لاحِقًا فيه، عَمّا حدَث مع القُرى السابِقة (أقوامهم)، بهدف أن يُنذِرنا فيُذَكِّرنا ببأسه (عذابه) وإهلاكِهِ للظالِمين في هذه الدُّنيا، عِبرةً لنا لبأسِهِ وإهلاكِهِ للظالِمين في الآخرة، بدليل قوله تعالى: "وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتًا أَوْ هُمْ قَائِلُونَ، فَمَا كَانَ دَعْوَاهُمْ إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا إِلَّا أَنْ قَالُوا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَفَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ، فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ ۖ وَمَا كُنَّا غَائِبِينَ".
إذًا الذِّكرى الّتي هي الكِتاب والّذي هو النذير والّذي هو ما أنزله ربُّنا إلى محمد وإلينا وقصَّهُ علينا وسأل بِهِ المُرسلين هو القرءان وليس السُّنة)

 

سورة ص 
قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ ﴿٨٦﴾ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ ﴿٨٧﴾ وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ ﴿٨٨﴾.

("وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ": وَلَتَعْلَمُنَّ ما أتى به الذِّكر للعالمين في الآخرة، أي وَلَتَعْلَمُنَّ ما أتى به القرءان في الآخرة. إذًا الذِّكر هو
 القرءان وليس السنة)
 

سورة طه
مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْءَانَ لِتَشْقَىٰ ﴿٢﴾ إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَىٰ ﴿٣﴾.
(القرءان الّذي أنزِلَ على محمد هو تذكرة أو ذِكر لمن يخشى أن يشقى في جهنم. إذًا القرءان هو الذِّكر وليس السنة)

أمّا بالنسبة للسور التالية، نجد أيضًا وبشكل واضح أن الذكر أو التذكرة هو القرءان وليس السنة:
 

سورة القلم
وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ ﴿٥١﴾ وَمَا هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ ﴿٥٢﴾.​

 

سورة التكوير
إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ ﴿١٩﴾ ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ ﴿٢٠﴾ مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ ﴿٢١﴾ وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ ﴿٢٢﴾ وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ ﴿٢٣﴾ وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ ﴿٢٤﴾ وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ ﴿٢٥﴾ فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ ﴿٢٦﴾ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ ﴿٢٧﴾ لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ ﴿٢٨﴾ وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴿٢٩﴾.​

 

سورة الواقعة
أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ ﴿٧١﴾ أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِئُونَ ﴿٧٢﴾ نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعًا لِلْمُقْوِينَ ﴿٧٣﴾.
 

سورة الحاقة
إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ ﴿١١﴾ لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ ﴿١٢﴾ فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ ﴿١٣﴾ وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً ﴿١٤﴾ فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ ﴿١٥﴾.
 

سورة الحاقة
إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ ﴿٤٠﴾ وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ ۚ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ ﴿٤١﴾ وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ ۚ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ ﴿٤٢﴾ تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿٤٣﴾ وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ ﴿٤٤﴾ لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ﴿٤٥﴾ ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ ﴿٤٦﴾ فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ ﴿٤٧﴾ وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ ﴿٤٨﴾ وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ ﴿٤٩﴾ وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ ﴿٥٠﴾ وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ ﴿٥١﴾ فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ ﴿٥٢﴾.
 

سورة المزمل
إِنَّ لَدَيْنَا أَنْكَالًا وَجَحِيمًا ﴿١٢﴾ وَطَعَامًا ذَا غُصَّةٍ وَعَذَابًا أَلِيمًا ﴿١٣﴾ يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيبًا مَهِيلًا ﴿١٤﴾ إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولًا شَاهِدًا عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَىٰ فِرْعَوْنَ رَسُولًا ﴿١٥﴾ فَعَصَىٰ فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذًا وَبِيلًا ﴿١٦﴾ فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْمًا يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا ﴿١٧﴾  السَّمَاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ ۚ كَانَ وَعْدُهُ مَفْعُولًا ﴿١٨﴾ إِنَّ هَٰذِهِ تَذْكِرَةٌ ۖ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَىٰ رَبِّهِ سَبِيلًا ﴿١٩﴾.

 

سورة المدثر
كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ ﴿٣٨﴾ إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ ﴿٣٩﴾ فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ ﴿٤٠﴾ عَنِ الْمُجْرِمِينَ ﴿٤١﴾ مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ ﴿٤٢﴾ قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ ﴿٤٣﴾ وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ ﴿٤٤﴾ وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ ﴿٤٥﴾ وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ ﴿٤٦﴾ حَتَّىٰ أَتَانَا الْيَقِينُ ﴿٤٧﴾ فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ ﴿٤٨﴾ فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ ﴿٤٩﴾ كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ ﴿٥٠﴾ فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ ﴿٥١﴾ بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُؤْتَىٰ صُحُفًا مُنَشَّرَةً  ﴿٥٢﴾ كَلَّا ۖ بَلْ لَا يَخَافُونَ الْآخِرَةَ ﴿٥٣﴾ كَلَّا إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ ﴿٥٤﴾ فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ ﴿٥٥﴾ وَمَا يَذْكُرُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ ۚ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَىٰ وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ ﴿٥٦﴾.
 

سورة الإنسان
إِنَّ هَٰؤُلَاءِ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْمًا ثَقِيلًا ﴿٢٧﴾ نَحْنُ خَلَقْنَاهُمْ وَشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ ۖ وَإِذَا شِئْنَا بَدَّلْنَا أَمْثَالَهُمْ تَبْدِيلًا ﴿٢٨﴾ إِنَّ هَٰذِهِ تَذْكِرَةٌ ۖ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَىٰ رَبِّهِ سَبِيلًا ﴿٢٩﴾.
 

سورة عبس
كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ ﴿١١﴾ فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ ﴿١٢﴾ فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ ﴿١٣﴾ مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ ﴿١٤﴾ بِأَيْدِي سَفَرَةٍ ﴿١٥﴾ كِرَامٍ بَرَرَةٍ ﴿١٦﴾.

 

سورة الأعلى
فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَىٰ ﴿٩﴾ سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَىٰ ﴿١٠﴾ وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى ﴿١١﴾ الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَىٰ ﴿١٢﴾.

 

سورة الفجر
كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا ﴿٢١﴾ وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا ﴿٢٢﴾ وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ ۚ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّىٰ لَهُ الذِّكْرَىٰ ﴿٢٣﴾ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي ﴿٢٤﴾.

للمزيد من المعلومات عن مفهوم "الذّكر في القرءان الكريم"، رجاءً إضغطوا على الرابط أدناه:
http://trueislamfromquran.com/quran-short-letters-2

 

4. لماذا حفظ الله تعالى هذا القرءان، ولم يسمح بتحريفه كالكتب السابقة؟ وهل من العدل أن يُحفظ القرءان وتزول الكُتُب والرسالات السابقة؟

إنَّ أمنية أكثر الناس هي أن يُحرَّف هذا القرءان المجيد الحق، أو أن يُمحى ويُنسَخ، أو أن يزول نهائيًّا فيختفي عن وجه هذه الأرض. ولو أراد الله عز وجل أو شآء ذلك لسمح بأن تكون إرادة الناس في تحريفه ونسخه وإزالته مفعولة، ولتركهم يفعلون في هذا القرءان ما يشاؤون، تمامًا كما ترك جميع الأمم السابقة يحرفون التوراة والإنجيل وجميع الصُحُف والرسالات السابقة بإرادتهم، وتركهم يفعلون ذلك من دون أن يتدخل أو يحكم لمنعهم، لحكمة شآءها وأرادها سُبحانه وتعالى أن تكون، ألا وهي أنه تعالى حَرَّم عليهم الكتاب (الهدى) عقابًا لهم وجزاءً لبغيهم وظلمهم وكفرهم، وإرادتهم في تحريف الكلم عن مواضعه، فمن كان يريد الضلالة استجاب له الله وجعله يعيش في الضلالة. ولكنَّه تعالى حفظ هذا القرءان ولم يسمح بتحريفه لأنه أراد أن لا يَبعَثَ من بعدِهِ كتابًا (مع رسولٍ يأتي من بعد الرسول مُحَمَّد) يُصدِّق لاحِقًا به كما فعل مع الأمم السابقة، فهو آخر كتاب أراد تعالى أن يُرسِله، فيُصبِح بالتالي مُحَمَّدًا هو آخر رسول مُرسَل من عند الله. وبما أنَّ إرادة الله عز وجل هي أن يكون هذا القرءان آخر كتاب يُنزله وأن يكون مُحَمَّد آخر رسول يبعثه، حفِظ تعالى هذا القرءان لكي يكون هُدىً في الأزمان القادمة لجميع الأمم اللاحقة الّتي سوف تأتي من بعد مُحَمَّد حتّى انتهاء الجنس البشري في هذه الأرض. وإنَّ حِفظ القرءان هو ليس حِفظ لرسالة مُحَمَّد فحسب، ولكنه في الحقيقة حِفظٌ لجميع كتب ورسالات الله عزَّ وجلَّ السابقة. هذا يدلنا على أنَّ جميع الكتب والرسالات السابقة لم تُزَل ولن تزول حتّى ولو أنها حُرِّفت في الماضي، وحتّى لو ظننّا ذلك بسبب تحريفها، لأنَّ الله عز وجل حفظها حين حفظ القرءان، ولقد حفَظ القرءان بهدف أن يحفظ جميع تلك الرسالات فيُزيل عنها التحريف الّذي لحِقَ بها، فيُعيد سُننها وأحكامها وشرائعها وقوانينها الواحدة. ولذلك كان قولُهُ تعالى في آية (40) من سورة الأحزاب أنَّ مُحَمَّدًا هو رسول الله (أرسله بهذا القرءان)، وأنّهُ خاتَمَ النبيّين أي آخر نبي أراد تعالى أن يبعثه "تَتْرا" أي من بعد الرُسُل وعلى نفس خُطاهُم مُصدِّقًا بجميع الأنبياء والرُسُل السابقين، وخاتَمًا لجميع رسالات الله السابقة بجميع سُننِها وأحكامها (أي مُبلِّغٌ لها كامِلَةً ومجموعةً بأكملِها)، حتى يؤكد لنا أنّهُ تعالى لن يبعث برسولٍ آخر من بعده يُصدِّق ويحفظ الرسالات السابقة، لأنه خاتَمَ النبيّين أو النبي الخاتَم أي آخر نبي اصطفاهُ الله تعالى بِهَدَف أن يُرسِلَهُ مُبلِّغًا لجميع رسالاته الماضية والحاضرة والمستقبلية كامِلَةً ومجموعةً بأكملِها، ومن أجل ذلك حفظ الله تعالى هذا القرءان ومنع تحريفه.
 

سورة الأحزاب
مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَٰكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا ﴿٤٠﴾.

 

 

تكملة هذا الموضوع تجدونها في الجزء الثاني على هذا الرابط بعنوان: هل وصل القرءان الكريم إلينا كاملاً وغير محرف بالتواتر، ومن الّذي جمعه وكتبه؟ (2).

والسلام عليكم

37 Feb 20, 2017