تفسير آية (٥٦) من سورة الأحزاب من خلال أحسن التفسير

 

تفسير آية (٥٦) من سورة الأحزاب من خلال أحسن التفسير
القرءان العربيّ المُبين

 

* سُوۡرَةُ الاٴحزَاب
إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰٓٮِٕڪَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىِّۚ يَـٰٓأَيُّہَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيۡهِ وَسَلِّمُواْ تَسۡلِيمًا (٥٦).

كيف صلَّى الله تعالى وملائكته على النبيّ الأُمّي؟
الجواب مُحْكَم ومُفصَّل ومُبيَّن ومُفَسَّر ومُيسَّر من خلال آيات الله المُحكمات ولا يحتاج إلى عنعنة وضرب أخماس وأسداس وكُتُب سنَّة وفُقه وأحاديث وتفاسير خبيثة.

السلام على من لم يأكل من الشجرة الخبيثة (كُتُب السنَّة والفِقه والأحاديث والتفاسير الخبيثة).

* سُوۡرَةُ إبراهیم
أَلَمۡ تَرَ كَيۡفَ ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصۡلُهَا ثَابِتٌ وَفَرۡعُهَا فِى ٱلسَّمَآءِ (٢٤) تُؤۡتِىٓ أُڪُلَهَا كُلَّ حِينِۭ بِإِذۡنِ رَبِّهَا‌ وَيَضۡرِبُ ٱللَّهُ ٱلۡأَمۡثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمۡ يَتَذَڪَّرُونَ (٢٥).

* سُوۡرَةُ إبراهیم
وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ ٱجۡتُثَّتۡ مِن فَوۡقِ ٱلۡأَرۡضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ (٢٦) يُثَبِّتُ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِٱلۡقَوۡلِ ٱلثَّابِتِ فِى ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَفِى ٱلۡأَخِرَةِ‌ وَيُضِلُّ ٱللَّهُ ٱلظَّـٰلِمِينَ‌ وَيَفۡعَلُ ٱللَّهُ مَا يَشَآءُ (٢٧) أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ بَدَّلُواْ نِعۡمَتَ ٱللَّهِ كُفۡرًا وَأَحَلُّواْ قَوۡمَهُمۡ دَارَ ٱلۡبَوَارِ (٢٨) جَهَنَّمَ يَصۡلَوۡنَهَا‌ وَبِئۡسَ ٱلۡقَرَارُ (٢٩) وَجَعَلُواْ لِلَّهِ أَندَادًا لِّيُضِلُّواْ عَن سَبِيلِهِۦ‌ قُلۡ تَمَتَّعُواْ فَإِنَّ مَصِيرَڪُمۡ إِلَى ٱلنَّارِ (٣٠).

 

(١): لقد افترى جهلاء السلف الطالح وأئمَّة الظُلْم والفساد على الله الكَذِب وحرَّفوا معنى هذه الآية الكريمة، ٫وقالوا أنَّ هذه الآية تعني أنَّ محمدًا عليه السلام هو أفضل رسول لأنَّ الله وملائكته صلّوا عليه، ولكن هؤلاء المُشركون نسوا أو تناسوا أنَّ الله جلَّ في علاه وملائكته لم يُصلّوا فقط على محمد، بل صلَّوا أيضًا على جميع الناس.
لعنهم الله وغَضِبَ عليهم وجعل منهم القردة والخنازير وعَبَد الطاغوت.

 

(٢): إخوتي وأخواتي الأفاضل تعالوا نرى من خلال آيات الله البيِّنات كيف نَسَخَ المولى قولهم الباطل، وكيف صلَّى تعالى وملائكته على النبيّ وعلى جميع الناس.

* سُوۡرَةُ الاٴحزَاب
إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰٓٮِٕڪَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىِّۚ يَـٰٓأَيُّہَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيۡهِ وَسَلِّمُواْ تَسۡلِيمًا (٥٦).

إنَّ صلاة الله وملائكته على النبيّ هي إخراجه من الظلمات إلى النور بتنزيل الوحي عليه، لذلك قال الله: "... يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىِّۚ..." لاحظوا إخوتي وأخواتي الكِرام قول الله جلَّ في علاه: "... على النبيّ..." وليس على الرسول.

لماذا قال الله عزَّ وجلّ "... على النبيّ..." وليس على الرسول؟
لإنَّ مخاطبة الله تعالى للنبيّ في القرءان هي موجهّة له شخصيًّا كإنسان لهدايته أولًاً لكي يُخرجه من الظلمات إلى النور بهدف تطهير نفسه من الرجز، وعندما يتعلَّم الرسالة بالكامل يُصبح رسولاً، وعندها يُصبح جاهزًا لتبليغ رسالة الله لجميع الناس بهدف هدايتهم وتطهير أنفسهم، وبذلك يكون الله عز  وجلّ قد أخرج جميع الناس من الظلمات إلى النور، مرة ثانية أُعيد وأُكرِّر، لكي يستطيع الرسول العربيّ الأمين ان يهدي الناس بكتاب الله عليه أولاًّ أن يهدي ويُطهِّر نفسه كإنسان آصطفاه الله لكي يخرجه كنبيّ من الظلمات إلى النور.

البرهان المُبين على أنَّ الله جلَّ في علاه لم يُصلِّ فقط على محمد بل صلَّى على جميع الناس نجده في في آية (٤٣) من سورة الأحزاب:

* سُوۡرَةُ الاٴحزَاب
يَـٰٓأَيُّہَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ ذِكۡرًا كَثِيرًا (٤١) وَسَبِّحُوهُ بُكۡرَةً وَأَصِيلاً (٤٢) هُوَ ٱلَّذِى يُصَلِّى عَلَيۡكُمۡ وَمَلَـٰٓٮِٕكَتُهُ لِيُخۡرِجَكُم مِّنَ ٱلظُّلُمَـٰتِ إِلَى ٱلنُّورِ وَڪَانَ بِٱلۡمُؤۡمِنِينَ رَحِيمًا (٤٣).

آية (٤٣): "هُوَ ٱلَّذِى يُصَلِّى عَلَيۡكُمۡ وَمَلَـٰٓٮِٕكَتُهُ لِيُخۡرِجَكُم مِّنَ ٱلظُّلُمَـٰتِ إِلَى ٱلنُّورِ...".
إذًا من خلال آية (٤٣) من سورة الأحزاب نستطيع أن نقول أنَّ الله تعالى صلَّى على جميع الناس وليس على النبيّ فقط.

آية (٤٣) من سورة الأحزاب بيِّنة وساطعة أكثر من نور الشمس، ولا تحتاج إلى كُتُب فُقه وتفاسير خبيثة.

والسلام على من اتَّبع الهُدى والعذاب على من كذَّب وتولَّى.

 

505 Nov 3 2018