- 4494 reads

الجزء الأوَّل من ردّي على تعليق الأخ عامر ملص
على مقالة بعنوان:
تفسير آية (١٥٥) من سورة البقرة: "وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ..." من خلال أحسن التفسير (القرءان الحكيم).
* سورة البقرة
وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ﴿١٥٥﴾ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ﴿١٥٦﴾ أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ﴿١٥٧﴾.
***** تعليق الأخ العزيز عامر ملص كان كالتالي:
مقال جميل جدا، لكن اختلف معك في نقطة واحدة وهي سبب الابتلاء كونه بسبب الأشرار والكفار انما الله هو من يبتلى المؤمنين، وسبب الابتلاء انما هي إشارة من الله لعبده لتعديل مساره وإرشاده للمزيد من الهداية، بل إن سبب الخلق هو هذه الدورة من الابتلاء والتصحيح.
* سورة المُلك
الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (٢).
وذكر نفس المعنى في ثلاثة مواضع أخرى.
سلام الله عليك أخي الفاضل عامر.
قبل أن أبدأ بردّي على تعليقك سآُعرِّف معنى البلاء والابتلاء في قاموس اللغة العربيَّة.
***** البَلاء والابتلاء: من فِعل بلا وبَلِيَ، أي من مصدر بلا وبلِيَ، ولهما نفس المعنى:
البلاء: المحنة، الغَمٌّ والهَمٌّ، مصيبة تنزل بالمرء ليُختبر بها.
الابتلاء: أي المحن والشدائد والاختبار على الصبر.
***** ملاحظة هامَّة: القرءان العربيّ المُبين هو القاموس الأوَّل والأخير.
***** ردّي على ما ذكره في تعليقه أعلاه كان كالتالي:
(١): أخي الكريم عامر لقد خرجت عن موضوع المقالة وانتقلت إلى موضوع آخر وأخطأت في فهمك للآية الكريمة، آية (١٥٥) من سورة البقرة.
* سورة البقرة
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴿١٥٣﴾ وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَٰكِنْ لَا تَشْعُرُونَ ﴿١٥٤﴾ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ﴿١٥٥﴾ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ﴿١٥٦﴾ أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ﴿١٥٧﴾.
أخي الفاضل، إذا تابعت الآيات التي تسبق آية (١٥٥) تجد أنَّ بلاء الله موجّه للإنسان المؤمن الذي جاهد في سبيل الله فتعرَّض لنقص في الأموال والأنفس والثمرات بسبب الكُفّار والأشرار، وإنَّ معنى البلاء في هذه الآية الكريمة هو مصيبة بسبب تعرضّ المؤمن لمصاعب في سبيل الله، أي في سبيل نشر الخير والإصلاح في الأرض ومحاربة الظلم والفساد، ولأنَّ هذا الجهاد هو في سبيل الله سُميَّ ببلاء منه تعالى، نعم أخي الكريم إنَّ سبب البلاء أو المصائب هو بسبب الأشرار والكُفَّار، وليس كما ذكرت حضرتك.
لقد خاطب الله جلَّ في علاه في آية (١٥٥) من سورة البقرة المؤمن فقط لكي يُثبّته على الصبر، لأنّ خيار خَلْقَه لم يكن بمشيئته، ولأنّ الحياة الدنيا أصبحت ملوثّة ومليئة بالفساد بسبب الظالمين والفاسدين، لذلك فإنَّ حياة المؤمن ستكون مليئة بالمصائب بسبب وجوده مع الإنسان الظالم في هذه الأرض، أي إنَّ نتيجة وجود الإنسان المؤمن مع الإنسان الكافر هي المصائب التي ستنهال على رأس المؤمن، لذلك ثبَّت تعالى المؤمنين بقوله لهم في آية (١٥٦): "الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ" أي الحمد لله على وجود يوم الفَصْل.
سآُبيّن معنى ما ذكرت وخصوصًا الجملة التي كتبتها: "الحمد لله على وجود يوم الفَصْل" من خلال آية (٢١) و(٢٢) من سورة الجاثية.
(٢): * سورة الجاثية
أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ ﴿٢١﴾ وَخَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَلِتُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴿٢٢﴾.
إنَّ قول الله تعالى في آية (٢١) هو أكبر دليل على أنَّهُ لو كان لا يوجد بعث جسدي أو آخرة، يتساوى الكافر الّذي يعمل السيِّئات مع المؤمن الّذي يعمل الصالحات في الحياة والموت، لأنَّ المؤمن والكافر يستوون في حياتهم في الأرض وفي مماتهم، لأنَّ الموت كما ذكرت في مقالاتي السابقة هو عَدَم وجوديَّة مؤقتَّة للمؤمن والكافر، فيُصبح بذلك الخير والشرّ واحد لا فرق بينهما، أي يُصبح الخير كالشرّ والشرّ كالخير، فإمّا يدخُل الصالح والطالح الجنَّة، أو تنتهي حياتهم بالموت لِكَيْ يتساووا بِهِ، فيُصبِح بذلك خَلْق السماوات والأرض باطلاً، وهذا أمرٌ مُستحيل، ولذلك أكمل الله تعالى هذه الآية بقولِهِ: "... سَآءَ مَا يَحۡكُمُونَ"، وأكمل بالآية الّتي تليها بقولِهِ في آية (٢٢): "وَخَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَلِتُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ".
"وَخَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ..." هذه الآية الكريمة تأكيد من الله تعالى على وجود الآخرة، لأنَّ بعَدَم وجود الآخرة يكون خَلْق السماوات والأرض باطلاً، أي من دون غاية أو هَدف.
***** للتوضيح أكثر وأكثر:
***** المؤمن = الكافر في الحياة، أي في وجوديَّتهما.
***** المؤمن = الكافر في الموت، أي في مماتهما، لأنَّ الموت هو عَدَم وجوديَّة مؤقتَّة لكلاهما.
***** المؤمن لا يستوي مع الكافر في الآخرة، لأنَّ الله تعالى سيخلق أرض الجنَّة وأرض جهنَّم لذلك سمّى الله تعالى الآخرة بيوم الفَصْل.
الحمد لله على وجود الآخرة.
وآيات أُخرى كثيرة.
(٣): ملاحظة هامَّة: أخي الفاضل لقد خَلَقَ الله تعالى الإنسان، وأنزل الكتاب، وأعطاه الخيار بهدف أن يختار طريق الخير، أي طريق الجنَّة، ويبتعد عن طريق الشرّ، أي طريق جهنَّم، أمَّا الإنسان فلقد استخدم هذا الخيار بكامل حرِّيته وإرادته كي يفعل الشرّ، ويضع بعد ذلك الَّلوم على الله بحجَّة أنَّ الله هو الّذي خلق الشرّ، لذلك ابتلاه الله بالشرِّ والخير فتنة لكي يبتعد عن طريق الشرّ من أجل مصلحته، تجد البُرهان المُبين في سُوَر كثيرة سأذكر بعضًا منها:
* سورة النساء
أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَٰذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَٰذِهِ مِنْ عِنْدِكَ قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَمَالِ هَٰؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا ﴿٧٨﴾ مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولًا وَكَفَىٰ بِاللَّهِ شَهِيدًا ﴿٧٩﴾.
آية (٧٨): "... كُلٌّ من عِندِ الله..." لأنَّ الله تعالى يعلم ما في نفوسِهِمْ من سيِّئات، فبلاهُمْ بالشَّرِ والخيرِ فتنةً لِكَيْ يأخذوا منهما عِبْرة فيتوبوا ويرجعوا عن عَمَل السيِّئات، لذلك أكمل تعالى هذه الآية بآية (٧٩): "مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ..." ولذلك كان قولُ الله تعالى في آية (٣٥) من سورة الأنبياء وفي سورة العنكبوت من آية (١) إلى (٤):
* سورة الأنبياء
كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ﴿٣٥﴾.
* سورة العنكبوت
الم ﴿١﴾ أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ ﴿٢﴾ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ ﴿٣﴾ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَنْ يَسْبِقُونَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ ﴿٤﴾.
وآيات أُخرى كثيرة.
(٤): أمَّا بالنسبة لآية (٢) من سورة المُلْك فليس لها علاقة باختبار الإنسان، لقد خلق الرحمن الرحيم الموت والحياة وأنزل كتابه العظيم كفرصة للإنسان لكي يعبده، أي لكي يتَّبع كتابه الكريم ويتعلّم كيف يُطهِّر نفسه ويعمل الصالحات من خلال مشاركته لزينته (خيراته تعالى) مع أخيه الإنسان ولكي يبتعد عن اتِّباع الأديان الأرضيَّة الخبيثة والنظريَّات العلميَّة الباطلة، فيُكون الله تعالى بذلك قد أخرجه من الظلمات (من جهنَّم) إلى النور (إلى الجنَّة)، هذه الآية العظيمة ردَّ على الفلاسفة الذين لا يعلمون إلى الآن ما سبب وجودىّتنا على الأرض، سبحان الله على عظمة كتابه العظيم، آية واحدة من عدَّة آيات تّخبرنا عن سبب وجوديَّتنا، الدليل على ما ذكرت تجده في السُوَر التالية:
* سورة الكهف
إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ﴿٧﴾.
* سورة الملك
تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿١﴾ الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ ﴿٢﴾.
* سورة الذاريات
وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴿٥٦﴾ مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ ﴿٥٧﴾ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ﴿٥٨﴾ فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوبًا مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ فَلَا يَسْتَعْجِلُونِ ﴿٥٩﴾ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ يَوْمِهِمُ الَّذِي يُوعَدُونَ ﴿٦٠﴾.
* سورة إبراهيم
الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَىٰ صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ﴿١﴾ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَوَيْلٌ لِلْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ ﴿٢﴾.
وآيات أُخرى كثيرة.
(٥): الله جلَّ في علاه لا يبتلي المؤمن، بل يبتلي فقط الإنسان الذي يدّعي الإيمان (المنافق) والكافر والظالم والفاسد إلخ... بالمصائب، ولكن من أجل مصلحته كما قلت حضرتك في تعليقك: "انما هي إشارة من الله لعبده لتعديل مساره وإرشاده للمزيد من الهداية" نعم أتَّفق معك في هذه النقطة ولكن بالنسبة للإنسان الكافر فقط، لذلك قلت لك لقد خرجت عن مفهوم آية (١٥٥) من سورة البقرة، تجد البرهان المبين على ما قلت حضرتك في سورة الروم والسجدة والأنعام.
* سورة الروم
ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴿٤١﴾.
* سورة السجدة
وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَىٰ دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴿٢١﴾.
* سورة الأنعام
قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً لَئِنْ أَنْجَانَا مِنْ هَٰذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ ﴿٦٣﴾ قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْهَا وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ ﴿٦٤﴾ قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَىٰ أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ ﴿٦٥﴾ وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ قُلْ لَسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ ﴿٦٦﴾ لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ ﴿٦٧﴾ وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ ۚ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَىٰ مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴿٦٨﴾.
(٦): ***** ملاحظة هامَّة: كل إنسان ظالم وفاسد يعلم تمامًا في قرارة نفسه ماذا يفعل من شرّ.
* سورة القيامة
بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَىٰ نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ ﴿١٤﴾ وَلَوْ أَلْقَىٰ مَعَاذِيرَهُ ﴿١٥﴾.
* سورة الأعراف
وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَىٰ عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴿٥٢﴾ هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ ﴿٥٣﴾.
* سورة المؤمنون
وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَٰئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ ﴿١٠٣﴾ تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ ﴿١٠٤﴾ أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ ﴿١٠٥﴾ قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ ﴿١٠٦﴾ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ ﴿١٠٧﴾.
* سورة الملك
وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ ۖ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ﴿٦﴾ إِذَا أُلْقُوا فِيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهِيقًا وَهِيَ تَفُورُ ﴿٧﴾ تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ ۖ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ ﴿٨﴾ قَالُوا بَلَىٰ قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ ﴿٩﴾ وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ ﴿١٠﴾ فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقًا لِأَصْحَابِ السَّعِيرِ ﴿١١﴾.
وآيات أُخرى كثيرة لا تُعدّ ولا تُحصى.
(٧): أمَّا بخصوص قولك أنَّ سبب الخلق هو هذه الدورة من الابتلاء والتصحيح فهذا خطأ أخي الكريم، ولكن لا يوجد مشكلة على الإطلاق لأنَّنا جميعنا نتعلمّ من كتاب الله ونتشارك في تدبرّ آياته بعيدًا عن آرائنا الشخصيَّة، كما قلت أخي العزيز في تعليقك لي: "تمام المقصود مشاركة الرأي هو التعلم".
لكي لا يكون الردّ طويلاً سآتي إلى تبيان سبب خَلْق الله سبحانه وتعالى للإنسان في منشور آخر.
تحياتي أخي الكريم.
475 Sep 24 2018